دعائمه الخمس تدل على أركان الإسلام الخمسة

بناء تمثال ضخم للأمير عبد القادر في جبل المرجاجو

بناء تمثال ضخم للأمير عبد القادر في جبل المرجاجو

تمت الموافقة على بناء تمثال ضخم للأمير عبد القادر الجزائري، يفوق رمز ريو دي جانيرو البرازيلي، في أعالي تلة تطل على مدينة وهران غربي البلد.

وكشف والي وهران، السعيد سعيود، خلال اجتماع للجنة تحضير الألعاب العربية المقررة في الجزائر في جويلية المقبل، أنّ الرئيس عبد المجيد تبون قد أعطى موافقته على مشروع بناء التمثال.

وسيكون التمثال بعلو 42 متراً، بزيادة أربعة أمتار عن تمثال المسيح الفادي، رمز مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (38 متراً).

وأكد سعيود أنّ التمثال سيكون في جبل المرجاجو، وسيكلف نحو 9.5 ملايين دولار، وسيشمل إقامة متحف خاص للأمير عبد القادر.

وسيرتكز التمثال المقرر بناؤه على خمس دعائم تدل على أركان الإسلام الخمسة، وسيف الأمير سيكون مزوداً بأشعة ليزر تشير إلى اتجاه قبلة الصلاة. وسيكون التمثال قريباً من مسجد رباط الطلبة الذي أُنشئ في ديسمبر 2018 فوق تلة جبل مرجاجو المطل على مدينة وهران، وأريد له أن يعلو بقليل كنيسة مريم العذراء التي تتواجد في المنطقة نفسها والحصن الإسباني التاريخي سانتا كروز الذي بني خلال فترة الحكم الإسباني عام 1577.

وقال سعيود إنّ هذا المسجد، الذي دُشّن في نفس اليوم الذي جرى فيه تطويب الرهبان المسيحيين الذين اغتالتهم الجماعات المسلحة منتصف التسعينيات، سيشهد أعمال ترميم.

توفي الأمير عبد القادر الجزائري عام 1883 في منفاه في العاصمة السورية دمشق، لكن السلطات الجزائرية أصرّت عام 1966 على نقل رفاته لدفنه في الجزائر، خلال فترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين.

وتقيم الجزائر تمثالاً للأمير عبد القادر في شارع العربي بن مهيدي في قلب العاصمة الجزائرية، وقد أعيدت تهيئة الساحة الصغيرة المحيطة به.

ويحمل الأمير عبد القادر مكانة عظيمة لدى الشعب الجزائري بدليل دفعهم إلى إلغاء مزاد لبيع مخطوط نادر للأمير عبد القادر، في فان الفرنسية، بعد ضغط حملة ضده وبفضل تكاتف جهود الجزائريين.

وجاء على لسان مسؤول دار المزادات: “سأضمن تسليم هذا المخطوط إلى القنصلية في نانت حتى ينتهي به المطاف في متحف في الجزائر”.

وكانت دار المزادات، أنتير أونشير، تنوي عرض المخطوط وفق موقعها، لكنها عادت وحذفت الحديث عن المخطوط من الموقع.

وأطلق ناشطون جزائريون حملة عبر مواقع التواصل تعارض بيع المخطوط، مؤكدين أنه مسروق ومكانه في المتاحف الجزائرية.

والمخطوط كتبه الهادي أبو السرور بن عبد الرحمن العبادي الشافعي من القاهرة، في أوت 1620، ونسخه محمد بن محمد بن قاسم بن عيسى بن محمد الغبريني الهادي في 6 نوفمبر 1659

هذه المخطوطة للهادي أبو السرور بن عبد الرحمان العبدي الشافعي في الفقه الإسلامي يرجع تاريخها إلى عام 1659 سرقت من الجزائر عام 1842 عندما استولى عليها الملازم بلنري الضابط الفرنسي في الجيش الإفريقي بعد غارة على حلفاء الأمير عبد القادر.

ويكفي الأمير فخرا أنّه من أسّس للدّولة الجزائرية الحديثة، معترضا، في آن، على بقايا العثمانيين، ثم الجيش الفرنسي الجرار، إضافة إلى تجوال عبر أراضي البلد، لتجنيد القبائل ضدّ فرنسا، حيث قوبل بالتّرحاب الذي يليق بمقامه، ويمكن اعتباره علامة على الولاء، لأوّل مرة، من الجزائريين لسلطةٍ مركزية من صلب الأرض الجزائرية، من دون تفرقة بينهم، لأنّ فرنسا دخلت البلد بعقليّة السّيطرة على أرضٍ رسمت لها حدودا كانت، في مخيال الأمير ومن كان معه، مؤشّرا بيّنا على ميلاد دولة قومية حديثة، حيث ركّز المؤرّخون على تنظيمه للجيش، بل ووضعه، أيضا، أسس إدارة وصناعة عسكرية، وإنْ في صورها البدائية، لكن، بهذا كله، يكون عمله قد تعدّى مجرّد الصُّمود أمام فرنسا إلى إرساء أسس دولة جزائرية حديثة، انبعثت في 1962، غداة الاستقلال.

ب\ص