بمناسبة اليوم المغاربي للتبرع بالدم… الإتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم تدعو الجزائريين إلى تلبية ندائها

elmaouid

الجزائر تحتل المرتبة الأولى إفريقيا ومغاربيا في عمليات التبرع بالدم

تحيي الجزائر، الجمعة، على غرار بلدان المغرب العربي اليوم المغاربي للتبرع بالدم، الذي تم إقراره سنة 2006 في إطار التعاون المغاربي في ميدان حقن الدم، وكذا التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة المغاربية للأدوية والمستلزمات الطبية، المختبرات الشبيهة والدم ومشتقاته، المنعقد بالجزائر خلال شهر ماي 2006 في ظل النداءات العديدة التي تطلقها الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم للمواطنين، من اجل المساهمة في إنقاذ حياة الكثيرين ممن يحتاجون لقطرة دم تعيد إليهم الحياة.

 

قال العربي قدور، رئيس الفيدرالية الوطنية للتبرع بالدم، إن الجزائر تحتل المرتبة الأولى إفريقيا ومغاربيا في عمليات التبرع بالدم، الأمر الذي يؤكد التزايد في الإقبال على هذه العملية الذي بينته الأرقام، حيث عرفت السنة الماضية جمع 539.891 كيس دم عبر 214 هيكلا للتبرع في كامل الوطن، أي ارتفاع بنسبة 5.24 % مقارنة بالسنة التي سبقتها.

 

دعوة عامة للمتبرعين بالدم

 دعت الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم بالجزائر العاصمة، عشية إحياء اليوم المغاربي للتبرع بالدم المصادف ليوم 30 مارس، جميع المواطنين إلى التبرع بالدم، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والوكالة الوطنية للدم، ويتعلق الأمر بالمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 65 سنة، والذين يتمتعون بصحة جيدة حيث ناشدتهم الاستجابة لنداء القلب والتبرع بالقليل من الدم، كما أشار النداء إلى أن هذا العمل البسيط من شأنه إعادة الأمل والبسمة إلى أشخاص هم في أمس الحاجة إلى هذه المادة الحيوية، وطمأنت في نفس الوقت الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم المواطنين بأن الأدوات المستعملة في هذه العملية معقمة وأحادية الاستعمال ولا تشكل أي خطر على حياتهم.

 

تكثيف الحملات التحسيسية لترسيخ ثقافة التبرع بالدم

تعد الحملات التحسيسية من أهم الخطوات والعوامل التي تساهم في ترسيخ ثقافة التبرع بالدم، حيث سطرت الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم على مستوى ولايات الوطن العديد من البرامج والحملات التوعوية التي تهدف إلى حث المواطنين على التبرع بدمهم، من خلال التوجه إلى مختلف المستشفيات وبنوك الدم، كما قامت بالتنسيق مع الإذاعة الجزائرية والتلفزة الوطنية قصد تحسيس المواطنين وتشجيعهم على منح قطرات من دمهم إلى المرضى المحتاجين والمصابين، بهدف تكثيف الإقبال على هذه العملية الإنسانية والتطوعية التي تحمل جانبا جوهريا يدخل في إطار نشر روح التضامن والتعاون، وقال رئيس الاتحادية إنه يجب على المواطنين عدم الخوف من عملية التبرع بالدم كونها تتم بوسائل حديثة ومعقمة ولا تؤدي إلى إلحاق أي ضرر بالمتبرعين كون الحقن المستعملة أحادية ويتم التخلص منها فور استعمالها لشخص واحد فقط، وأضاف أنه يجب تكثيف حملات التوعية والتحسيس في المؤسسات التربوية بغرض توعية المتمدرسين لتأدية هذا الواجب عند بلوغهم 18 سنة، مع ترسيخ ثقافة التبرع التطوعي خارج الإطار العائلي منذ الصغر، في ظل وجود العديد من المرضى الذين يحتاجون لهذه المادة الحيوية من أجل إعادة الحياة إلى أجسامهم المريضة، وعن ترتيب الجزائر مقارنة بالدول المغاربية بخصوص عملية التبرع بالدم، فقد أقرت المنظمة العالمية للصحة أن 10 متطوعين بالدم لـ 1000 سكن وعلى المستوى الوطني يوجد 10 إلى 11 متطوعا بهذا السائل الحيوي في 1000 سكن، والشريحة الأكثر تبرعا في الجزائر هم الإناث.

وفي سياق متصل، قال ذات المسؤول إن التبرع لابد أن يكون دوريا، فالرجال يمكنهم التبرع بدمهم أربع مرات في السنة مقابل 3 مرات بالنسبة للنساء، كما تلعب وسائل الإعلام دورا هاما في إقناع المواطنين للتبرع بدمهم واعتباره صدقة جارية وزكاة للنفس، خاصة إذا علموا أن كيس الدم يعيش ما بين 30 إلى 35 يوما في شروط الحفظ والتخزين اللازمة.

 

 

نشر ثقافة التبرع بالدم طيلة السنة

تنظم الوكالة الوطنية للدم بالتنسيق مع الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم والحركات الجمعوية، اليوم، عبر التراب الوطني تظاهرات لتكريم المتبرعين بالدم المتطوعين بمناسبة اليوم المغاربي للمتبرعين بالدم.

وسجلت السنة الماضية زيادة في عدد المتبرعين بالدم والمتبرعين بالخلايا الدموية، حيث سمحت العملية بجمع 44786 تبرع خلال شهر رمضان 2015. وقد تم بلوغ هذا العدد لا سيما بفضل العمل الجواري الذي قامت به وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عبر المساجد.

وفيما يخص نوع المتبرعين “70 بالمائة منهم متطوعون، منهم 30 بالمائة منتظمون و40 بالمائة ظرفيون، في حين تبقى نسبة 30 بالمائة من التبرعات تخص المتبرعين من العائلات”.

وترتكز جهود الوكالة الوطنية للدم على سياسة ترقية التبرع بالدم وذلك طيلة السنة لجلب أكبر عدد ممكن من المتبرعين المتطوعين والمنتظمين لضمان تزويد كاف ودائم بالدم.

ولإرساء ثقافة التبرع بالدم في الجزائر، تم اشراك عدة مؤسسات منها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة التربية الوطنية والمديرية العامة للأمن الوطني وكذا الأسلاك النظامية الأخرى والإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة والحركات الجمعوية والجامعات التي هي مصدر مميز للمتبرعين المتطوعين والنظاميين.

وبهذا الصدد، فإن كل وسائل الاعلام كشركاء ضروريين مدعوة لتحسيس المواطنين بهذه “المبادرة النبيلة”.

 

 

إرشادات عليك اتّباعها عند التبرّع بالدم لأوّل مرة

هنالك العديد من الأسباب التي قد تدفعنا للتبرّع بالدم. فقد تكون سمعت عن فائدة ذلك على التلفاز أو الراديو، أو قرأت إعلان استغاثة على الفايسبوك أو تويتر عن شخص في منطقتك يحتاج للتبرّع بالدم بشكل عاجل، أو ربّما كان الأمر يتعلق بصديق لك أو أحد أقربائك. فالتبرّع بالدم أمرٌ مهمّ جدًّا ويجب عليك اتباع هذه النصائح الأساسيّة التي يتّفق عليها المختصّون في المنظّمات الصحية الدولية.

 

قبل التبرّع

ـ حافظ على مستوى صحيّ من الحديد في نظامك الغذائي عبر تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد مثل اللحم والسمك والسبانخ والزبيب.

ـ احرص على النوم بشكل كاف وجيّد.

ـ اشرب قدرًا كافيًا من الماء أو غيره من المشروبات.

ـ تناول وجبة طعام صحيّة قبل الذهاب للتبرّع (تجنّب الوجبات السريعة غير الصحية).

ـ لا تنس هويّتك أو جواز سفرك عند الذهاب لمركز التبرّع.

 

أثناء التبرع

ـ ارتد قميصًا أو سترة يمكن رفع أكمامها بسهولة فوق المِرفق.

ـ أخبر الشخص المسؤول إن كنت تفضّل سحب الدم من ذراعك اليمنى أو اليسرى.

ـ حاول أن تحافظ على استرخائك ويمكن الاستماع إلى الموسيقى أو هاتفك المحمول أثناء التبرع.

ـ تناول العصير أو الوجبة الخفيفة التي يقدّمها المركز بعد الانتهاء من التبرّع.

 

بعد التبرع

ـ تناول أربعة أكواب إضافية من الماء أو غيره من السوائل (تجنّب الكحول).

ـ تجنّب القيام بأي تمارين رياضية تتطلب مجهودًا كبيرًا.

ـ تجنّب رفع الأغراض الثقيلة.

ـ إن شعرت بالدوار اجلس فورًا أو استلق حتّى تتخلص من ذلك.

 

متى يمكنك التبرّع بالدم مجدّدًا؟

تحتاج خلايا الدم الحمراء ثمانية أسابيع كي تتجدّد، ولذا فإنّه يلزمك الانتظار شهرين على الأقل قبل أن تتمكّن من التبرّع بالدم مجدّدًا. أمّا إن كنت تتبرّع بالصفائح الدموية (البلازما) فيمكنك الانتظار بضعة أيام فقط (ثلاثة إلى خمسة أيام) قبل التبرّع بالصفائح الدمويّة مرّة أخرى.

 

متى يمنع مرضى القلب من التبرع بالدم؟

عند إصابة شخص ما بمرض من أمراض القلب، تتسبب هذه الأمراض الخطيرة في منع هذا الشخص من ممارسة حياته بشكل طبيعي كما كان يتعامل من قبل إصابته بالمرض، صحيح أن أمراض القلب يمكن التعايش معها وممارسة الحياة بشكل طبيعي، إلا أن هذه الأمراض قد تتسبب في منع المريض من ممارسة بعض ما كان معتاد عليه قبل تعرضه لأحد أمراض القلب، لذلك فدائما ما يتساءل مرضى القلب عن كل ما يفعلوه قبل القيام بأي فعل من شأنه أن يضر بصحة القلب، ودائما ما يؤكد أطباء القلب على ضرورة أن يقوم المريض باستشارة طبيبه حول ما يريد أن يفعله حتى لا يضر بقلبه المريض، ويتسبب في حدوث مضاعفات له.

والتبرع بالدم هو أحد أكبر المسائل المختلف عليها من قبل أطباء القلب، وقد أثارت هذا الجدل عدة دراسات مفادها أن التبرع بالدم يقي من أمراض القلب، كما أنه يعد علاجا جيدا لبعض الأمراض القلبية، حيث أن التبرع بالدم يقي من بعض الأمراض الخطيرة كأمراض القلب ومرض السرطان وأمراض الشرايين، بالإضافة إلى أمراض فرط ضغط الدم وداء السكري، حيث أكدت العديد من الدراسات أن ضغط الدم المرتفع قد يصبح معتدلا إلى حد كبير بعد التبرع بالدم، وهو ما يحفظ الكثيرين من الإصابة بأمراض القلب والشرايين المختلفة، كما أكدت أبحاث أن التبرع بالدم يخفض من الكولسترول الضار المرتفع في الدم، لكن المشكلة أن بعد ظهور هذه الدراسات، ظهرت أخرى تؤكد أن بعض المصابين بأمراض القلب قد يعرضون أنفسهم للإصابة بأضرار خطيرة بالقلب في حالة التبرع بالدم.

وقد أوضحت الدراسات التي أجرتها إحدى الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية المتخصصة في دراسة أمراض القلب في العامين الأخيرين، أن التبرع بالدم هو أمر إنساني عظيم، كما أن له بالفعل فوائد صحية كبيرة، فبجانب مساهمة التبرع بالدم في الوقاية من أمراض القلب المختلفة إلا أنه ثبت أن عملية التبرع بالدم من شأنها الإضرار بحالة بعض مرضى القلب الصحية، فهناك بعض الأشخاص المصابين بأمراض القلب ينصحهم طبيب القلب بالتبرع بالدم لأنه يساهم في تحسين الدورة الدموية بالجسم، وهناك بعض المرضى الآخرين يمنعهم الطبيب المتخصص من التبرع بالدم منعا لتضرر القلب وتعرضه للمضاعفات الخطيرة التي قد تسبب ضررا للقلب لا يمكن علاجه فيما بعد.