بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان.. ضرورة رفع الوعي بالداء الخبيث في كل مكان

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان.. ضرورة رفع الوعي بالداء الخبيث في كل مكان

اتحد العالم بأجمعه في الرابع من فيفري من أجل مكافحة وباء السرطان، حيث يتم السعي إلى إنقاذ الملايين من الوفيات التي يمكن الوقاية منها سنويًّا من خلال زيادة وعي الأفراد والحكومات في جميع دول العالم.

ويؤكد الخبراء أن العديد من أنواع السرطان تُظهِر علامات وأعراضًا مبكرة؛ مثل: سرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون والجلد والفم وبعض سرطانات الأطفال، والتشخيص المبكر يسهِّل العلاج ويُحسِّن نتائجه.

ففحص بعض أنواع السرطان يمكن أن يكشف عن الإصابة حتى إنْ لم تظهر أي علامات أو أعراض، مثل سرطان الأمعاء والثدي وعنق الرحم والقولون والرئة.

 

منحى تصاعدي مخيف للسرطان في الجزائر

حذر رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة أمراض السرطان كمال بوزيد من المنحى التصاعدي لانتشار السرطان في الجزائر الذي يتزايد بشكل رهيب، وأصبح عدد الحالات الجديدة يلامس 55 ألفاً كل سنة. وأشار إلى أن سرطاني القولون والمستقيم هما في المرتبة الأولى عند الرجال والثانية لدى النساء خلف سرطان الثدي. وقال “يتم إحصاء 12 ألف حالة جديدة لسرطان الثدي سنوياً، وخمسة آلاف حالة لسرطان الرئة، ومثلها لسرطان البروستات”، مضيفاً أنه منذ التسعينيات والسرطان في تزايد كبير بالجزائر، وقد “انتقلنا من 10 آلاف حالة جديدة إلى 55 ألف حالة جديدة سنوياً”، موضحاً أن في مقدمة الأسباب لانتشار هذا المرض الخبيث، إدمان التبغ وتغيير النمط الغذائي بالتخلي عن أساسات المطبخ الجزائري المنتمي إلى البحر الأبيض المتوسط والمعروف بتوازنه وأكلاته الصحية.

وأكد البروفيسور أن هناك تطوراً كبيراً في علاج مرض السرطان خصوصاً العلاج بالأشعة، كما أن التشخيص المبكر يساعد كثيراً في الشفاء من السرطان، مشيراً إلى أننا “لا نزال نعاني نقصاً حاداً في الأدوية إضافة إلى أسعارها الباهضة”، إذ أن كلفة العلاجات المستجدة لمرض السرطان المناعية والموجهة مكلفة جداً، وتقدر بخمسة آلاف دولار للجلسة الواحدة. ودعا الدولة إلى رصد ميزانية تخصص لشراء أدوية السرطان.

 

الأسرة الإعلامية مدعوة لإيصال المعلومة العلمية الصحيحة

تم التأكيد خلال الطبعة الـ 6 لصالون الاعلام حول مرض السرطان التي نظمت في الأيام الأولى لشهر فيفري الجاري، على ضرورة انخراط الأسرة الاعلامية في مسعى إيصال المعلومة العلمية الصحيحة لمرضى السرطان وعائلاتهم لكونها الرابط بين الهيئات المختصة والمواطن.

وفي هذا الصدد، أوضحت ممثلة وزارة الصحة، المديرة الفرعية بمديرية الوقاية بالوزارة ندير عزيزو جميلة، أن هذه الطبعة للصالون المنظمة بالشراكة بين وزارة الصحة وجمعية الأمل-مركز “بيار وماري كوري” بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان، تحت شعار “لنكن كلنا على علم بمرض السرطان”، تهدف إلى “إيصال وتداول المعلومة العلمية الصحيحة إلى كل الأشخاص المعنيين بهذا المرض الخطير”.

وأبرزت أن “الأسرة الإعلامية تمثل الرابط بين الهيئات المختصة والمواطن، لذلك هي مدعوة للتحري وراء المعلومة الصحيحة وإيصالها إلى مرضى السرطان وعائلاتهم”.

وفي ذات السياق، قالت الأمينة العامة لجمعية الأمل- مركز بيار وماري كوري، حميدة كتاب إن “الجميع معني بهذا الصالون، سواء تعلق الأمر بالهيئات الرسمية أو المجتمع المدني، وبشكل خاص أسرة الإعلام كشريك أساسي نظرا لدورها في التحسيس والتعريف بمختلف طرق الوقاية من هذا الداء، وكذا سبل الكشف المبكر عن بعض أنواعه على غرار سرطان الثدي”.

من جانب آخر، أكدت نفس المتحدثة أن جمعية الأمل بمعية باقي المؤسسات الصحية العاملة في مجال علاج مرض السرطان، تهدف من خلال هذه الطبعة إلى “نشر الثقافة الصحية من خلال إعلام المواطن وتوجيهه من الوقاية إلى العلاج والمرافقة كذلك في مرحلة الشفاء”، وذلك عبر “المحاضرات الموجهة للجمهور العام للاستعلام أكثر حول مختلف السرطانات وكيفية الوقاية منها من خلال النمط المعيشي السليم بالتغذية السليمة وممارسة الأنشطة الرياضية”.

وحسب المنظمين، سيتم وضع تحت تصرف الجمهور، إمكانية إجراء الفحوصات والتحاليل والأشعة، بغرض الكشف المبكر عن السرطان، وتوفير فرق طبية تابعة لمختلف المؤسسات الاستشفائية مختصة في سرطان القولون والثدي والبروستات والرئة والدم، بالإضافة إلى أطباء نفسانيين لشرح طرق التكفل النفسي بالمريض، ما سيمكن عامة الحضور من طرح الأسئلة وفي ظروف مريحة بالمقارنة مع المستشفيات.

ويصبو منظمو صالون الإعلام حول السرطان لسنة 2023، إلى “ضمان المساواة والإنصاف في الحصول على العلاج، وضمان التكفل اللائق في كل مراكز علاج السرطان في مختلف مناطق الوطن، إلى جانب تكثيف الوقاية والفحص المبكر، بالإضافة إلى تحيين التكفل الاجتماعي من خلال منظومة الضمان الاجتماعي وإدماج القطاع الخاص في هذا المسار لفائدة المريض”.

وبالمناسبة، كشفت الأمينة العامة لجمعية الأمل- مركز “بيار و ماري كوري” عن تنظيم لقاء عربي ضد سرطان الثدي بالجزائر يومي 4 و5 مارس القادم بحضور 14 دولة عربية، ليتم الإعلان عن تشكيل “الاتحاد العربي ضد سرطان الثدي”.

 

قاسمي سامية رئيسة جمعية “نور الضحى” لـ “الموعد اليومي”: “أبوابنا مفتوحة للمرضى القادمين من المدن الداخلية للعلاج”

أوضحت رئيسة جمعية “نور الضحى” لمساعدة مرضى السرطان، سامية قاسمي في حديثها مع “الموعد اليومي” أن حالة التكفل بالمصابين بالسرطان في الجزائر ولا سيما سرطان الثدي تعرف تحسنا واضحا فيما يخص توفير العلاج الكيميائي والإشعاعي، ولم تعد المواعيد بعيدة كالسابق، أما فيما يخص نشاطات الجمعية، فقالت السيدة قاسمي إنها تعمل طوال السنة على التحسيس والكشف المبكر تجاه أمراض السرطان، فكل شهر من السنة يُعنى بنوع معين من السرطان، ففي نوفمبر تتم التوعية بسرطان الرئة وفي مارس سرطان القولون، وشهر أكتوبر كما هو معروف شهر التوعية بسرطان الثدي، ونعمل على التوعية خصوصا في المناطق النائية ومناطق الجنوب الجزائري، وذلك لنشر الوعي تجاه هذه الأمراض، خصوصا وأن الخوف من اكتشاف الإصابة بالسرطان كثيرا ما يتسبب في تأخير العلاج، حيث تخفي النساء الأعراض التي تعاني منها ولا تقمن بزيارة الطبيب حتى حالة متقدمة من المرض ويصبح الشفاء منه صعب المنال.

السيدة سامية قاسمي رئيسة جمعية “نور الضحى” لرعاية مرضى السرطان الوافدين من المناطق الداخلية للوطن، حيث توفر لهم الإقامة والنقل إلى الهياكل الصحية المعالجة.. تطوعت ووهبت نفسها للعمل الخيري، كما قالت، لا تبتغي جزاء إلا العمل لدار الفناء والخلد متمنية أن تلقى خالقها وهو راض عنها.

 

استلهمت التسمية من صلاة الضحى

عن تسمية جمعيتها، تقول السيدة قاسمي في حديث خصت به “الموعد اليومي” إن جمعيتها “نور الضحى” لرعاية مرضى السرطان تأسست في 26 سبتمبر 2002 وكانت فكرتها الخاصة واختارت التسمية لأنها قبل أن تؤسس الجمعية كانت تمر على المرضى في “بيار وماري كوري” كل يوم في وقت الضحى وتقدم لهم فطور الصباح الذي تجلبه معها وتشجعهم على صلاة ركعتين لله في وقت الضحى حتى تعوّد عليها المرضى وأصبحوا يستعدون للصلاة بمجرد رؤيتها ومن لم تكن تسمح له حالته الصحية بالقيام والوضوء يصلي في مكانه جالسا أو بعينيه، ومن هنا تبادرت إليها التسمية عندما أسست الجمعية.

وتقول السيدة قاسمي: “كنت أعمل كمساعدة طبية وألتقي العديد من المرضى في المصالح الخاصة قادمين من مناطق بعيدة جدا عن العاصمة، سيما من جنوب الوطن، حيث يصلون في أحيان كثيرة في وقت متأخر من اليوم ولا يوجد مكان يأويهم وأغلبهم مرضى لا يملكون الإمكانيات المادية للتكفل بمصاريف الفندقة والنقل، لذا فكرت في طريقة تساعدهم على العلاج براحة وطمأنينة، اقترحت الفكرة على البروفيسور كمال بوزيد فشجّعني وأثنى على المبادرة”.

وتهدف الجمعية بالأساس إلى الكشف المبكر عن السرطان مهما كان نوعه من خلال تنقل أعضائها إلى كل بقاع الوطن مهما بعدت رفقة فريق طبي يتكفل بمتابعة الحالات أو عند اكتشاف بعض الحالات، فإن الطبيب الذي يكتشف المرض هو من يواصل علاج المريض في الجزائر العاصمة أو في الولايات الأخرى، حسب ما أكدته رئيسة الجمعية.

 

توفير المأوى كان أول أولوياتنا

قالت السيدة قاسمي إن توفير مأوى للمرضى ومرافقيهم القادمين من مدن الجنوب والمدن الداخلية للوطن كان من أول أولوياتها، فهناك بعض الحالات من يأتون بلا ملبس أو غذاء ولا يعرفون حتى أين يبيتون، ولهذا فالجمعية توفر لهم كل ما يحتاجونه في ظروف مريحة وحفاظ تام على سرية المريض، حسب ما أكدته لنا المقيمات لدى جمعية “نور الضحى”.

كما تقوم الجمعية وعلى رأسها السيدة قاسمي بالمتابعة الصحية للمرضى النزلاء عندها، سواء عند أطباء الجمعية أو أخذ مواعيد في المصالح الإستشفائية.

 

سيناريوهات أليمة نتقاسمها مع المرضى

بتأثر بالغ ودموع غزيرة تحدثت السيدة قاسمي عن تجربتها مع المرضى ليس من السهل أبدا معايشة الكثير من الحالات، بعضها يشفى وبعضها يرحل إلى دار البقاء، فليس سهلا أبدا رؤية المرضى يتألمون ويودعون، لكن المسيرة تتطلب الصلابة والاستمرارية وعن هذه الذكريات الأليمة تقول السيدة قاسمي: “ليس سهلا أبدا.. فحين أكون وحدي أسترجع شريط الأحداث كاملا وأعيد رؤيتها في مخيلتي تمر عليّ كأنها فيلم درامي حزين لا أتمالك نفسي فتعبر دموعي عن ألمي وحزني خاصة بعض الحالات التي نتعلق بها كثيرا ويطول بقاؤها معنا”.

وتستحضر رئيسة جمعية “نور الضحى” في هذا الصدد وفاة حالتين بالجمعية دفنتا بالعاصمة وتم القيام بمراسم الجنازة والإطعام وكأنهم بين أهلهم وتأثر الجميع لما حدث، حيث توالت المساعدات وتم توفير كل الضروريات في مثل هذه الحالات.

 

المرضى يثنون على خدمات الجمعية

وبشهادة العديد من المرضى المقيمين عند دار “نور الضحى”، فإن ما يتم توفيره لهم من أكل ونقل وتكفل صحي يضاهي ما يحظون به في بيوتهم وبين أهلهم، وأحيانا يفوق والفضل في هذا، تقول السيدة قاسمي، يعود بالأساس إلى بعض المحسنين الشباب الذين يجودون بمختلف المواد الغذائية التي نعتمد عليها وحتى بعض المطاعم التي تخصص وجبات يومية للمرضى في سبيل الله.

 

الإنطلاق نحو 13 ولاية للكشف والتحسيس

وأضافت سامية قاسمي بأن جمعية نور الضحى لا تنتظر المناسبات للعمل على محاربة سرطان الثدي والتحسيس ضده، إنما تتجند طوال السنة في سبيل رفع منسوب الوعي لدى المرأة الجزائرية لا سيما المقيمة بالمناطق النائية والجنوبية، موضحة أن الكثير من المصابات بالسرطان يمتنعن عن الخضوع للعلاج مبكرا ولا يزرن الأطباء والمستشفيات حتى تتقدم إصابتهن ويقل لديهن احتمال الشفاء، كما أن الكثيرات منهن تلجأن إلى التداوي بالأعشاب، الأمر الذي لا يحقق أي نتيجة بخصوص محاربة السرطان ويزيد من تفاقم المرض وتعقيد الحالة، وبخصوص التحسيس والكشف المبكر، أوضحت سامية قاسمي أن جمعية نور الضحى قامت بحملات واسعة لأغلب ولايات الوطن، وذلك لأجل التواصل مع النساء المقيمات بالمناطق النائية وتوعيتهن تجاه هذا المرض الذي انتشر بشكل واضح.

 

الناس بحاجة لـ “صندوق المرضى” للتكفل بصحتهم

اقترحت السيدة قاسمي على المسؤولين والمحسنين إنشاء “صندوق المرضى”، لأنها تراه ضروريا جدا للتكفل بالمرضى، فالمواطن حسبها لا يمكن أن يموت جوعا لأنه سيجد حتما ما يأكله، لكنه سيموت من مرضه إذا لم يتمكن من العلاج والقيام بالفحوصات والأشعة اللازمة.

 

لكل طبيب تخصصه

وبلهجة صارمة طالبت رئيسة جمعية “نور الضحى” الأطباء العامين باحترام تخصص كل طبيب، فإذا وجد الطبيب العام أن مريضه لم يتحسن، عليه توجيهه للطبيب المختص قبل أن تتفاقم حالته ويفوت الأوان.

 

توعية المرأة نقطة هامة ومحورية

اعتبرت السيدة قاسمي أن المرأة هي محور الأسرة، وهي المسيرة لمختلف شؤونها، وعليها إذا رغبت في حسن تسيير شؤونها، أن تهتم أولا بنفسها لأنها إن لم تفعل ذلك، خسرت صحتها وعائلتها أيضا.