شكل تاريخ الإذاعة الجزائرية بصفة عامة والإذاعة الناطقة باللغة الأمازيغية بصفة خاصة من خلال الرجال والنساء الذين اشرفوا على انطلاقها خلال الثورة التحريرية، محور نقاش، السبت، بمكتبة إيرجان بدائرة الأربعاء ناث ايراثن (تيزي وزو).
واختارت الجمعية الثقافية “تورا” لإيرجان بمناسبة الطبعة الثالثة لهذا الأسبوع الثقافي الذي يحتفل بالثقافة والتاريخ الذي يمتد من 19 إلى 23 أوت تكريما لأعمدة الإذاعة الوطنية الذين دافعوا بأصواتهم عن القضية الوطنية، وساهموا في انتعاش النشاط الثقافي والفني، بحسب ما علم من المنظمين.
وأوضح المصدر ذاته، أن تنظيم هذا النشاط يتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني للمجاهد والذكرى الـ61 لمؤتمر الصومام ويعد واجبا تجاه الذاكرة الوطنية واعترافا للذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الجزائر ولمنظمي مؤتمر الصومام خصوا عبان رمضان ابن الأربعاء ناث ايراثن الذي كان أحد مهندسي هذا المؤتمر التاريخي الذي يعتبر منعرجا هاما في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة.
وقال المصدر إن الطبعة الحالية ستركز على الأصوات القديمة للإذاعة خصوصا الناطقة باللغة الأمازيغية الذين تحدوا المستعمر والنظام الاجتماعي السائد آنذاك والذي كان يمنع النساء من العمل خارج البيت.
وستكون المناسبة فرصة لتذكر تلك الأصوات الموهوبة للمنشطين والمنشطات والفنانين والمخرجين الذي صنعوا بهجة الإذاعة الجزائرية ووضعوا بصمتهم من خلال مرورهم بها ليتذكرهم آلاف المستمعين من الأجيال السابقة والذين لم يكن لديهم سوى الإذاعة كوسيلة اتصال للاستمتاع والتواصل مع العالمي كما أشير إليه.
ويسمح برنامج هذه التظاهرة الذي سطرته جمعية “تورا” بالتعاون مع الحركة الجمعوية ومديرية الثقافة لولاية تيزي وزو بتقريب العمل الإذاعي من الجمهور العريض من خلال حصص يتم بثها مباشرة من إيرجان بالإضافة إلى المعارض التي تحمل شعار نظرة على تاريخ الإذاعة القبائلية مما سيعيد إلى الذاكرة مشوار الإذاعة الوطنية إلى جانب عرض شهادات سمعية وفيديوهات لمنشطين إذاعيين.
ويتضمن هذا الأسبوع الثقافي أيضا محاضرات حول الإذاعة الناطقة باللغة الأمازيغية كمشتلة ثقافية وفنية، وحماية والمحافظة على التراث التقليدي لتاجماعت أو مجلس القرى القبائلية بالإضافة إلى عرض أفلام وورشات تكوينية مفتوحة لفائدة شباب المنطقة.