احتضنت العاصمة الفرنسية باريس ،الأحد “مؤتمر السلام في الشرق الأوسط ” لإعادة الحيوية إلى مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المجمدة منذ سنوات.و هذا بمشاركة قرابة 70 دولة ومنظمة دولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي و بمشاركة الجزائر ممثلة بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمضان لعمامرة .
وكان قد استقبل وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية جان مارك إيرولت 70 بلدا ومنظمة دولية، فى مؤتمر دولى بشأن السلام فى الشرق الأوسط، بباريس امس الأحد. و يأتى الموتمر ضمن مبادرة السلام فى الشرق الأوسط التى استهلتها فرنسا إبان اجتماع 3جوان 2016، واكد المؤتمر رسميا تمسك المجتمع الدولى بحل الدولتين، ، إذ إنه الحل الوحيد الكفيل بتحقيق السلام الدائم، بحسب بيان الخارجية الفرنسية.وأشار البيان إلى أن المشاركون فى المؤتمر اكدوا على الضرورة الملحة لصون هذا الحل، المعرض للخطر بفعل استمرار الاستيطان والعنف.
رسائل مؤتمر باريس
وبحسب عدد من الخبراء فإن المؤتمر يرتدي طابعاً رمزياً مع تراجع آفاق حل الدولتين، بسبب الوضع على الأرض، الذي يشهد استمرارا للاستيطان الإسرائيلي.ولكن في نفس الوقت تشير مصادر دبلوماسية إلى أن فرنسا تهدف من المؤتمر أيضاً إلى توجيه رسالة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مفادها بأن جزءا كبيرا من العالم يريد حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده.وفي السياق شارك وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، باسم بلاده في المؤتمر، الذي سيكون المؤتمر الأخير له قبل انتهاء فترة مهامه. كما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن سفير روسيا لدى باريس مثل بلاده في المؤتمر، مشيرا في الوقت ذاته إلى استعداد موسكو لاستضافة عباس ونتنياهو.
مؤتمر باريس .. تطلع فلسطيني لحل الدولتين
ويأتي انعقاد “مؤتمر باريس” في جو يسوده التوتر من الجانب الإسرائيلي، بينما يأمل الفلسطينيون بإعادة تدويل القضية الفلسطينية بشكل صحيح، وعودتها للواجهة من جديد بعد أن تراجع الزخم السياسي جراء تواصل الاستيطان، والانشغال الدولي بما يسمى بمكافحة الإرهاب.ويأمل أبناء الشعب الفلسطيني بأن تتوج هذه الآمال بخروج المؤتمر بمخرجات تنص على جلاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من جوان لعام 1967، بناء على حل الدولتين ضمن جدول زمني محدد.و في هذا الشأن أكد الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني سلامة الديك على أهمية “اجتماع باريس” من أجل حمل الاحتلال على تطبيق قرارات الشرعية الدولية و الضغط عليها رغم سياسة التعنت و الغطرسة التي يمارسها على الأرض.وقال الإعلامي سلامة الديك في تصريح للقناة الإذاعية الجزائرية إن الدول مدعوة الآن في “مؤتمر باريس” لأن تقول كلمتها ، و تشدد على أهمية حل الدولتين و قرارات الشرعية التي لها علاقة في الملف الفلسطيني ، و هو أساس المؤتمر، بالإضافة إلى وضع جدول زمني واضح و محدد لبرنامج يتم من خلاله إنهاء الاحتلال بموافقة الدول المشاركة في المؤتمر.و أضاف والمحلل السياسي الفلسطيني أن الجانب الفلسطيني تعود على سياسة الكيل بمكيالين و الانحياز إلى إسرائيل، مشير إلى أنه في الفترة الأخيرة بدأنا نلمس بأن الدبلوماسية الفلسطينية و أيضا على الجانب الآخر استمرار إسرائيل في سياساتها حيث بدأت تظهر الوجه الحقيقي لها الذي كانت تل أبيب بكل أذرعها و لوبياتها تحاول أن تخدع العالم به
نتنياهو .. المؤتمر “مؤامرة” ضدنا
وبدا واضحاً الغضب الإسرائيلي من المؤتمر قبيل انعقاده، عندما جدد نتنياهو، مهاجمته للمؤتمر، معتبرًا أنه “يعيد عجلة السلام إلى الوراء”، ووصفه بأنه “عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية، تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لإسرائيل”. وقال نتنياهو إن المؤتمر يشكل “مؤامرة” ضد إسرائيل ويخشى دبلوماسيون فرنسيون أن يطلق نتنياهو وترامب العنان لتوترات جديدة في المنطقة من خلال التغاضي عن بناء المستوطنات على أراض يطالب بها الفلسطينيون، واحتمال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
مسودة البيان الختامي ..التزام بحل الدولتين
ووفقا لمسودة البيان سيحث المؤتمر إسرائيل وفلسطين “على إعادة التأكيد رسمياً بالتزامهم بحل الدولتين”.كما سيؤكد على أن المجتمع الدولي “لن يعترف” بالتغييرات في حدود إسرائيل ما قبل عام 1967 دون التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.كما يحذر البيان الختامي ترامب من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهي الخطوة التي يمكن أن ينظر إليها باعتبارها اعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد عقود من الإصرار على ضرورة تحديد وضع المدينة عبر المفاوضات المباشرة.ووفقا للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، فإن الهدف من مؤتمر السلام، هو “تأكيد دعم المجتمع الدولي لحلّ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، والعمل بطريقة تجعل من هذا الحل نقطة مرجعية، إلى جانب ذلك فإن السلام سيحققه الإسرائيليون والفلسطينيون معا، وليس أحدا آخر، المفاوضات الثنائية وحدها تستطيع حل المشكلة”.ويأتي المؤتمر بعد مؤتمر وزاري برعاية فرنسا وعدد من الدول، عقد بالعاصمة الفرنسية في 3 جوان الماضي، حول عملية السلام.والأهم أنه يأتي بعد أسابيع من تبني مجلس الأمن، نهاية العام الماضي، القرار (2334) الذي يدين عمليات الاستيطان الإسرائيلية، وخطاب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في نهاية العام الماضي أيضا، الذي رسم طريقا لمواجهة تعثر السلام وسط ترحيب عربي حذر. يذكر انه توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أفريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أميركية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.