بمجرد إعلانهم التوبة… فنانون يتعرضون لمُحاكمات إعلامية في تونس

بمجرد إعلانهم التوبة… فنانون يتعرضون لمُحاكمات إعلامية في تونس

بات إعلان الإلحاد في تونس أقلّ وطأة وجُرأة من إعلان أحد الفنانين اعتزاله الفن وتفرغه للدّين، وحاد الخطاب الاعلامي في بعض المضامين التلفزية عن دوره في تأصيل الهوية والديانة الإسلامية للشعب التونسي إلى حدّ مهاجمة الدين الإسلامي والمدافعين عنه وتطوّر الأمر في حالات كثيرة إلى تشويه الفنانين الذين أبدوا رغبتهم في التوبة، حتى بات الحديث عن أحكام الديانة الإسلامية من _المحظوراتس في بعض البرامج، بل أنّ الكثيرين اُتّهموا بالتطرّف والإرهاب لدى دفاعهم عن الدين أو أبدوا رغبة في إعتزال الفن.

 

وتعرضت الفنانة السابقة حياة جبنون الّتي أعلنت مؤخرًا اعتزالها الفن الاستعراضي وتفرغها للأناشيد الدينية بعد ارتدائها للحجاب إلى هجوم حاد لدى حضورها ببرنامج _وحش الشاشةس للمقدم سمير الوافي، حيث بدت الفنانة المذكورة في حالة حصارٍ بين مقدم البرنامج وإحدى ضيوف الحلقة (الممثلة آمال علوان) ما وضع الفنانة المعتزلة موضع المتّهم الذي اضطر للبحث عن تبريرات يفسر بها دوافع تديّنه، فيما عمدت الضيفة آمال علوان لدعوتها إلى العدول عن قرارها والعودة إلى أضواء الشهرة بشكل استفز الفنانة المعتزلة التي أبدت تمسكها بقرارها.

 

وعبرت الفنانة حياة جبنون، إثر عرض حلقة _وحش الشاشة”، الأحد 17 مارس، عن استيائها مما حدث لها من تشويه، واعتبرت جبنون أن سمير الوافي كان منافقا إلى أبعد الحدود معها، مضيفة أن الفنانة آمال علوان التي انتقدتها كانت متوحشة معتبرة ذلك تآمرا على ضيوف البرنامجز.

 

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها فنانة للتشويه والهجوم بسبب اعلانها الاعتزال أو إبداء رغبة في ذلك، حيث تعرضت الفنانة الشعبية زينية القصرينية لهجوم إعلامي على نطاق واسع بسبب تصريح قالت فيه _إنّ صوت المرأة عورةس وهي بذلك تود ترك مجال الفن والتقرب من الله.

 

وتعرضت الفنانة المذكورة على إثر تصريحها لسخرية إعلاميين على غرار الإعلامي مختار الخلفاوي و زميله محمد بوغلاب، حيث نعت الخلفاوي القناة التي استضافتها بأنها _عورةس مستغربا لجوء بعض الفنانين إلى هذه الأساليب لكسب شعبية جديدة، فيما أضاف بوغلاب بتهكم _أرجو أن تدلنا الفنانة الخبيرة في علوم القرآن عن الآية التي تؤكد أن صوت المرأة عورةس، مشيرا إلى أن تصريح زينة ينسجم مع خطاب تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يحرم كل شيء.

 

وردت الفنانة زينة القصرينية على هذه الانتقادات بالقول: _الغناء ليس حراما ولكن منكر.. وأنا امرأة أصلي ومحتشمة.. أحب في عمر معين أن أكون ربة بيت ومتفرغة لأولاديس.

 

وأصبح الحديث عن التوبة والتدين في بعض البرامج التلفزية من باب المحظورات، التي قد تعرّض صاحب القول لهجوم شرس من قبل المحيطين به من إعلاميين وضيوف الذين عادة ما يتهمونه بالفكر الداعشي والتطرّف.

 

ق/ ث