استقبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الدكتور يوسف بلمهدي، الثلاثاء، بمقر الوزارة، سماحة الشيخ هشام بن محمود مفتي الجمهورية التونسية، وذلك بحضور سعادة سفير تونس لدى الجزائر، السيد رمضان الفايض، في زيارة تندرج ضمن سياق علمي وفكري مميز، وتجسد عمق العلاقات بين المؤسستين الدينيتين في البلدين الشقيقين.
وقد جاءت هذه الزيارة عقب مشاركة سماحة المفتي في فعاليات الملتقى الدولي الثاني حول شخصية العلامة الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي، الذي احتضنته جامعة تيسمسيلت، وسلط الضوء على الإرث العلمي والروحي لهذه الشخصية البارزة، وأبعاده الدينية والسياحية والاجتماعية، سواء داخل الجزائر أو في الفضاء الإسلامي الأوسع. وخلال هذا الاستقبال، عبّر الوزير بلمهدي عن ترحيبه بضيوف الجزائر، مؤكدا أهمية مثل هذه اللقاءات في توطيد التعاون بين المؤسسات الدينية، وتعزيز مسارات تبادل المعرفة والتجارب في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وفي سياق ذي صلة قدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف لسماحة المفتي نسخا من مصحف رودوسي الجزائري التاريخي، ونسخا من مصحف الجزائر بطريقة برايل، الموجهة لفائدة المكفوفين، وهي إصدارات تم إنجازها برعاية سامية من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في إطار الجهود المبذولة لحماية الموروث الديني الوطني، وترسيخ قيم المرجعية الدينية الوسطية المعتدلة. ويعكس هذا اللقاء، جانبا من الحركية التي تعرفها العلاقات الجزائرية التونسية في بعدها الديني والثقافي، كما يؤكد على دور العلماء والمؤسسات الدينية في تعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين، انطلاقا من المشترك الحضاري والثقافي والديني الذي يوحدهما.
محمد بوسلامة