عرف المشهد الكروي الجزائري تطورات سريعة خلال الساعات الأخيرة، أفرزتها القبضة الحديدية بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الجزائري لكرة القدم، والتي تتجه نحو فرض الوصاية لمنطقها ومذكرتها المنهجية الرافضة لأي تعديلات على القوانين الأساسية للفاف، وهي المعطيات التي دفعت زطشي لعدم الترشح لعهدة ثانية، إلى جانب اضطرار بلماضي لإلغاء ندوته الصحفية التي كانت مقررة، أمس، لتفادي الدخول في هذا الصراع.
وكان خير الدين زطشي قرر عدم الترشح لعهدة ثانية على رأس الفاف، لأسباب تتعلق بالضغوط التي تعرض لها خلال الآونة الأخيرة، ولرغبته في عدم التقدم لانتخابات لن تتم وفق القوانين الأساسية الجديدة، التي كان من المفروض تعديلها تبعا لتوصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم. وكانت وزارة الشباب والرياضة وجهت مراسلة للاتحاد الجزائري تدعوه فيه إلى ضرورة تحديد موعد الجمعيتين العامة والانتخابية، امتثالا للمذكرة المنهجية التي أعدتها في وقت سابق، وهي التي تحظر أي تعديل على اللوائح الأساسية للاتحاد، وينتظر أن تفصل الفاف في التاريخين خلال الساعات القادمة، ما يؤكد بأن القبضة الحديدية بين الوصاية والفاف وصلت إلى مرحلتها النهائية، بدليل قرب الإعلان عن موعد الجمعيتين العمومية والانتخابية.
ورفض زطشي الترشح لعهدة ثانية لأنه لا يمكنه الترشح لانتخابات لا تجري وفق خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولأن تعديل القوانين الأساسية يمثل مبدأ تمسك به زطشي، وبالتالي لا يمكنه أن يحيد عنه بإعلان ترشحه لعهدة جديدة، خاصة أن الاتحاد الجزائري يتمسك بما تضمنته آخر مراسلة للفيفا التي وصلته بتاريخ 12 فيفري الماضي، والمتضمنة ضرورة تعديل قوانينه الأساسية قبل عقد الجمعية الانتخابية، وإلا فإنه سيتعرض لعقوبات انضباطية، لكن وزارة الرياضة رفضت بشدة هذه الفكرة وأصرت على تأجيل إجراء التعديلات إلى ما بعد عقد الجمعية الانتخابية.
بالمقابل، ارتبط إلغاء الناخب الوطني، جمال بلماضي، لندوته الصحفية التي كانت مقررة، أمس، بالتطورات الحاصلة في الفاف، وقالت مصادرنا إن مدرب “الخضر” اجتمع مع زطشي واتخذ قرار الإلغاء حتى يتفادى الرد على أسئلة متعلقة بمستقبل زطشي والتطورات الحاصلة في الاتحاد الجزائري والخلاف مع الوزارة، وهو الذي كان صرح سابقا بأنه لا يريد أن يكون ورقة بيد أي طرف، كما أن لقرار الأندية الفرنسية بعدم تسريح لاعبيها ثم وجود تعليمة أخرى تفيد بتسريحهم وفق شروط معينة، تأثير على قرار بلماضي الذي ينتظر الساعات الأخيرة قبل الفصل في قائمته النهائية.
أمين. ل
