قال إن قطاع السكن ساهم بـ12.9 بالمائة من الناتج الداخلي الخام

بلعريبي.. الإسكان في الجزائر ليس مجرد توفير مأوى فقط بل هو مشروع وطني استراتيجي لرفع مستوى معيشة المواطن

بلعريبي.. الإسكان في الجزائر ليس مجرد توفير مأوى فقط بل هو مشروع وطني استراتيجي لرفع مستوى معيشة المواطن

كشف وزير السكن والعمران والمدينة، طارق بلعريبي، في كلمة خلال المؤتمر الثامن للإسكان العربي، المنظم الثلاثاء، بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، والتي تتواصل فعالياته إلى غاية 19 ديسمبر الجاري، أن الإسكان في الجزائر ليس مجرد توفير مأوى فقط، بل هو مشروع وطني استراتيجي يحمل في طياته أبعادا اجتماعية واقتصادية وبيئية وثقافية، وإنسانية تهدف إلى رفع مستوى معيشة المواطن.

وأوضح الوزير، أنه من هنا احتلت مسألة الإسكان مكانة محورية في السياسات التنموية العمومية، ليصبح واحدا من الرسائل الأساسية في مخطط عمل الحكومة، وتم ذلك عبر تعبئة شاملة لموارد الدولة سواء كانت تنظيمية، تقنية، مالية، أو عقارية، بهدف توفير السكن اللائق. وأكد بلعريبي، في كلمته أن الجزائر حققت الاكتفاء الذاتي في مواد البناء، بـ6 مليون طن من الحديد والخرسانة، وحسبه فإن قطاع السكن ساهم بـ12.9 بالمئة من الناتج الداخلي الخام. وذكر وزير السكن والعمران، بالبرنامج الخماسي عدل 3، لتشييد مليوني وحدة سكنية، وإنشاء أقطاب حضارية جديدة تجمع بين الحداثة والأصالة، توفر خدمات راقية، لتحسين جودة الحياة. وأعرب عن شكره للوفود العربية من جامعة الدول العربية، وعلى رأسهم الأمين العام للجامعة، الدكتور أحمد أبو الغيث، الذي لم يتمكن من الحضور لأسباب قاهرة على المشاركة في هذه الدورة. وأضاف بلعريبي، أن حضور الضيوف المشاركين يعكس الروابط المشتركة، التي تجمع شعوبنا والعزم على تعزيز الروابط نحو العمل الجماعي لتحقيق التنمية المستدامة في بلداننا، إنه لشرف عظيم أن تحتضن الجزائر أشغال الدورة الـ41 لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، أول مجلس وزاري متخصص أنشئ من طرف جامعة الدول العربية، والذي يعمل منذ نشأته على تثمين العلاقات بين الدول العربية في مجال البناء، والتعمير والإسكان، وتحقيق الأهداف النبيلة المنصوص عليها في النظام الأساسي لهذا المجلس الموقر. مضيفا أنه امتداد لالتزام دولنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، يعد الهدف رقم 11، بجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود، وهو ما نسعى إليه من خلال جلسات هذا المؤتمر الثامن”. وأشار طارق بلعريبي، إلى أن هذا المؤتمر يسلط الضوء على العمران المستدام، السكن اللائق والآمن، الميسور التكلفة، والمدن المستدامة، وجودة الحياة، ومواد البناء الصديقة للبيئة. وأشار الوزير، أن هذا اللقاء فرصة مميزة للتعرف على ما حققته الجزائر في مجال العمران والبناء المستدام، بما ينسجم وهويتنا الثقافية وتطلعاتنا التنموية، آملا أن تحمل هذه التجربة صورة مشرقة لما تقدمه الجزائر في مجال العمران. وأضاف الوزير، أن العالم العربي يشهد تسارعا ملحوظا في النمو السكني، حيث بلغ عدد السكان حوالي 468 مليون نسمة عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 521 مليون نسمة عام 2030، وحوالي 676 مليون نسمة في 2050، وفقا لتقارير الأمم المتحدة. مضيفا أن هذا الواقع يفرض تحديات كبيرة في البنى التحتية والخدمات الأساسية مثل السكن، الطاقة، المياه، التعليم والصحة، بما يتماشى مع متطلبات الحياة الحديثة وتطورها التكنولوجي خاصة وأن 70 بالمائة من سكان الدول العربية يعيشون في مناطق حضرية، وهو ما يتطلب خلق مدن وأقطاب حضارية مستدامة توفر بيئة صالحة للعيش. وشدد بلعريبي، على ضرورة إيلاء الأهمية للتخطيط العمراني القائم على أسس الاستدامة، الذي يعمل على تطوير وخلق مناطق حضارية، قائلا: لهذا الغرض فقد أضحت التكنولوجيات الحديثة والذكاء الإصطناعي ركيزتين اساسيتين لتطوير مناطق حضارية تواكب العصر، هي رؤية مستقبلية تتطلب مواكبتها مع كل ما تحمله من ايجابيات. مضيفا أنه انطلاقا من الرؤية الحكيمة والطموحة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وتنفيذا لتعهده بجعل السكن حقا اساسيا واولوية مطلقة في مسار تحقيق العدالة الاجتماعية، استطاعت الجزائر إحراز تقدم كبير في تلبية احتياجات مواطنيها في مجال السكن. وأبرز طارق بلعريبي، أن هذه الجهود تعكس التزامات الدولة الدستورية وبتوفير ظروف معيشية كريمة للمجتمع ومبدأ التنمية المستدامة والمتوازنة بين مختلف فئات المجتمع وميسور التكلفة للجميع. ذكر الوزير، أن الجزائر تمكنت خلال الفترة المنتدة ما بين 2020-2024، من تحقيق انجاز بارز في قطاع السكن من خلال توزيع 1.7 مليون وحدة سكنية بمختلف الصيغ، ضمن مدن واقطاب حضارية مزودة بمختلف الشبكات والتجهيزات العمومية، والتي بلغ عددها الف و924 تجهيزا عموميا، حيث رصدت الاعتمادات العمومية مقدرة بـ35 مليار دولار، وهذا في إطار أنسنة المدينة، مما ساهم بشكل مباشر في تقليص معدل شغل السكن، الذي انخفض من 4.40 سنة 2019، إلى 4.18 هذه السنة، والذي يعتبر مؤشر رفاه وتمكين المستفيدين من تمليك سكناتهم، يقول بلعريبي. وأبرز الوزير، مرافقة الدولة الجزائرية إنجاز هذا البرنامج الضخم من السكنات برامج اخرى، أين بلغت معدلات الربط بالمياه 100 بالمائة، حيث بادر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بإسداء تعليمات تقضي بإنجاز خط خمس محطات تحلية مياه البحر، وهذا ضمن المخطط التنموي 2022-2024، ليصل بذلك عدد محطات التحلية إلى 19 محطة على طول الشريط الساحلي. كما أشار، إلى أن هذه المحطات من شأنها ضمان إنتاج 65 بالمائة من احتياجات المواطنين في مجال التزويد بالمياه الصالح للشرب في آفاق 2025. وأكد الوزير، أن إنجازات قطاع السكن لم تقتصر على تشييد السكنات فحسب بل، تعدتها لتشمل المنشآت الكبرى في صور المستشفيات الجامعية بسعة 500 سرير موزعة عبر مختلف مناطق الوطن، وهذا حرصا على توفير الخدمة الصحية المجانية للمواطنين. أما فيما يخص تعزيز شبكة الطرقات وتحسين الحركية، وربط مختلف المدن الجزائرية فقد عرف قطاع السكة الحديدية طفرة نوعية. ونوه في هذا الصدد، بجهود الدولة في المنشآت الرياضية الكبرى، لا سيما الملاعب الأربعة المسلمة مؤخرا منها ثلاثة بسعة 40 ألف مقعد، وملعب آخر يتسع لـ50 ألف مقعد، مصمم حسب المعايير الدولية، كما شرع في إنجاز مشروعين حيوين في الجنوب الكبير يتمثلان في مركبين رياضيين بسعة 25 ألف مقعد سيسمحان بخلق التوازن الإقليمي. كما قررت جامعة الدول العربية، منح جوائز تقديرية لمبنى الميار للأردن، منزل الكولوناد للجزائر، مشروع الإسكان البديل روضة أكتوبر لجمهورية مصر العربية. وعلى هامش المؤتمر الثامن للإسكان العربي، سلمت الجامعة العربية ثلاث جوائز، الجائزة الأولى منج شهادة تقديرية وميدالية، و20 ألف دولار لمشروع مسكن ترقوي مع خدمات مدمجة بتيبازة. أما الجائزة الثانية، التي هي عبارة عن شهادة تقديرية و15 ألف دولار أمريكي منحت لمشروع إسكان منطقة تل العقارب بجمهورية مصر العربية، والجائزة الثالثة قدرها 10 آلاف دولار أمريكي، منحت مناصفة بين مشروعين مشروع بوفارديا سيتي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، ومشروع السويحان بالإمارات العربية المتحدة.

إيمان عبروس