تعرف أحياء وقرى بلدية أولاد موسى غرب بومرداس العديد من النقائص التي تعترض يوميات السكان، الأمر الذي استاء له هؤلاء الذين يأملون بتدخل سريع و عاجل للمسؤولين المعنيين لتحسين أوضاعهم المعيشية التي هي في تدهور مستمر من سنة لأخرى.
“الموعد اليومي” تنقلت الى بلدية أولاد موسى غرب بومرداس للوقوف على جملة الانشغالات المطروحة من أجل القيام بإيصالها للسلطات المعنية وفي مقدمتها رئيس المجلس الشعبي البلدي، لعلها تجد حلولا استعجالية لمشاكلهم اليومية، هذه الأخيرة التي تعدهم في كل مرة بالحلول لمشاكلهم إلا أن تلك الوعود تبقى حبرا على ورق.
قاطنو حي “ماركيط” يحلمون بطرقات معبدة
خلال تواجدنا ببلدية أولاد موسى غرب بومرداس تجولنا بمختلف الأحياء، غير أنه ما لفت انتباهنا تلك الطرقات المهترئة خاصة بحي “ماركيط”، أين أكد لنا سكان هذا الحي الكبير أنها لم تعرف عملية التهيئة منذ سنوات، الأمر الذي خلّف حالة من الغضب والتذمر لدى هؤلاء، مضيفين في السياق ذاته أن الوضعية تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة في فصل الشتاء بسبب تشكل المستنقعات، الأمر الذي صعب من حركة المارة الذين نالوا حظهم من حالات السقوط خاصة الأطفال منهم، في حين في فصل الصيف فإن الغبار المتطاير هو سيد يوميات السكان ما يعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.
وحسب ما أشار إليه السكان، فإنهم قاموا بطرح انشغالاتهم في العديد من المناسبات من أجل إعادة تعبيد الطرقات التي باتت خطرا يحدق بالمارة خاصة كبار السن، لتبقى آمال هؤلاء معلقة على السلطات المحلية لأخذ مطلبهم بعين الاعتبار والعمل على تجسيده في أقرب الآجال.
سكان قرية “صمادية” ينتظرون تزويدهم بالغاز الطبيعي
واصلنا تجولنا ببلدية أولاد موسى غرب بومرداس، أين كانت وجهتنا قرية “صمادية” التي تعترض سكانها نقائص عديدة، غير أن المشكل الذي لا يزال مطروحا منذ سنوات وفي كل مرة هو غياب الغاز الطبيعي الذي اعتبره السكان من أولى اهتماماتهم في ظل أهمية هذه الطاقة في حياتهم اليومية.
وقد أكد سكان القرية أنهم يعانون كثيرا من غياب الغاز الطبيعي خاصة في فصل الشتاء نظرا لأهمية هذه الطاقة من أجل التدفئة، ما يضطرهم إلى الجري اليومي وراء قارورات غاز البوتان التي أرهقت كاهلهم في ظل أسعارها المرتفعة، بحيث يصل سعر القارورة الواحدة في عز فصل الشتاء إلى 400 دج وأحيانا تكلفهم أكثر جراء كرائهم لسيارة نقل من أجل جلبها من البلديات المجاورة.
وفي هذا الصدد، يطالب السكان السلطات المحلية بالتعجيل في ربط سكناتهم بغاز المدينة، بغية رفع الغبن عنهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب الذي يتطلب الاستعمال الكبير لهذه الطاقة من أجل التدفئة.
غياب الإنارة بحي “50 مسكن” يثير سخط القاطنين
يعرف حي “50 مسكن” المتواجد بذات البلدية، غياب الإنارة العمومية، حيث يغرق منذ سنوات في ظلام دامس والسلطات لم تحرك ساكنا، رغم العديد من الشكاوى المرفوعة للمسؤولين المحليين.
وحسب سكان حي “50 مسكن”، فإن مشكل غياب الإنارة العمومية بحيهم كان سببا في انتشار السرقات والاعتداءات سواء في الفترة الصباحية أو الليلية، الأمر الذي حرمهم من نعمة الراحة بحيهم وجعلهم يقبعون في منازلهم خوفا على حياتهم و أملاكهم، وهو الأمر الذي أثار قلقهم واستياءهم، مضيفين في السياق ذاته أن حيهم يدخل في ظلام دامس في الفترات المسائية، حيث وصفوا لنا حجم المعاناة التي يتكبدونها قائلين “إن الوضع بات لا يحتمل، إذ أصبحنا نتخوف على أنفسنا وممتلكاتنا من دخول بعض الغرباء للحي، مستغلين الظلام الحالك للقيام بعمليات السطو والسرقة، مؤكدين أنهم قاموا بإيداع العديد من الشكاوى لدى السلطات المحلية، إلا أن مطالبهم لم تلق آذانا صاغية، مطالبين السلطات المحلية بضرورة تدارك المشكل حتى تنهي معاناتهم اليومية.
انتشار كبير للأحياء الفوضوية… والترحيل أملهم الوحيد
أكثر ما لفت انتباهنا ونحن نتجول ببلدية أولاد موسى غرب بومرداس هو الانتشار الكبير للأحياء القصديرية، فقاطنو هذه الأخيرة تعيش معاناة واحدة، كان أول سؤال طرحناه على العائلات أثناء تواجدنا بالمكان، هل قامت مصالح البلدية بمعاينتهم ومتى موعد الرحلة؟ فكانت إجابتهم أن المصالح البلدية قامت بإحصائهم في العديد من المرات إلا أنه لا يوجد جديد عن عملية إعادة الإسكان.
وبحسب شهادات السكان فإن أزمة السكن من أهم المشاكل التي تعاني منها معظم العائلات القاطنة بالأحياء الفوضوية المنتشرة بإقليم بلدية أولاد موسى كونهم يتقاسمون معاناة واحدة، إذ يعيشون في مساكن أقل ما يقال عنها إنها كارثية حتى أنها لا تصلح لعيش البشر، فميزتها أن جل أسقفها عبارة عن صفائح، حيث تتحول الى ثلاجات باردة في فصل الشتاء، أما في فصل الصيف فتتحول الى أفران، وأضاف أحد القاطنين بهذه الأحياء الفوضوية أنهم يعانون العديد من المشاكل يأتي على رأسها ارتفاع نسبة الرطوبة، وهو ما بات يهدد صحتهم، ناهيك عن تفشي بعض الأمراض المستعصية، وما زاد من تأزم الوضع الانتشار الواسع للنفايات التي باتت هاجسا يهدد حياة السكان خاصة فئة الأطفال، وعليه عبر العديد من القاطنين عن استيائهم من تهميش السلطات المحلية لهم، فغياب السكن اللائق أرهق كاهلهم وزاد من حجم معاناتهم، مطالبين رئيس المجلس الشعبي البلدي بضرورة التعجيل في ترحيلهم إلى بيت لائق يحفظ كرامتهم وكرامة أبنائهم الذين تشردوا منذ سنوات.
مركز بريدي لا يستوعب سكان البلدية
تنقلنا بعدها للمركز البريدي المتواجد بوسط بلدية سيدي موسى، هذا الأخير الذي يشهد يوميا طوابير طويلة من الوافدين خاصة في الفترات الصباحية، اغتنمنا فرصة تواجدنا أين دخلنا المركز الذي يحتوي عددا قليلا من المكاتب بسبب ضيقه، حيث أكد لنا أحد الموظفين أنهم يتلقون في اليوم أكثر من مئة طلب بخصوص الشيكات، إذ بات الموظف الواحد يعاني الأمرين، بعدها تحدثنا مع أحد الموظفين الذي كان بصدد صرف مبلغه، مؤكدا أنه جاء لهذا المركز باعتباره الوحيد بالبلدية الا أن المشكل الذي يعانيه هو الانتظار لساعات من أجل قبض راتبه، من جهة أخرى، قال آخرون إنهم مجبرون على التوافد على هذا المركز رغم المشاكل اليومية التي يواجهونها من مشاجرات كونه الأقرب من سكناتهم.
وأمام هذا الوضع طالب السكان والموظفون على وجه الخصوص السلطات المحلية والجهات المعنية بضرورة توسيع المركز البريدي الذي بات لا يستوعب الكم الهائل من الوافدين عليه، خاصة في نهاية الشهر أين يتم صرف أموال الموظفين.
غياب تام للملاعب الجوارية والمرافق الرياضية الأخرى
من ناحية أخرى، لا يزال شباب بلدية أولاد موسى غرب بومرداس يعانون العديد من النقائص التي تعرفها معظم الأحياء، خاصة لافتقارها للملاعب الجوارية وبعض المرافق الترفيهية والرياضية، وهو الأمر الذي يهدد هؤلاء الشباب بولوج عالم الانحراف والمخدرات.
وقد أكد شباب بلدية أولاد موسى أنه توجد مساحات شاسعة تمكن من إنشاء ملاعب وفضاءات ترفيهية، وهو الأمر الذي أثار حالة من الاشمئزاز لدى هؤلاء الشباب، الذين أكدوا أنهم يعملون بوسائلهم الخاصة وفي حدود الإمكانيات المتوفرة في ظل انعدام الملاعب الجوارية والفضاءات الشبابية، وهذا سعيا منهم من أجل الأخذ بيد هؤلاء الشباب وانتشالهم من خطر الآفات الاجتماعية، لتبقى آمال السكان معلقة على السلطات المحلية لأخذ مطالبهم على محمل الجد والتي تعد مشروعة على حد قولهم، وحسب العديد منهم فإن المسؤولين لم يضعوا هذه المشاكل والنقائص ضمن أجندتهم، على الرغم من الوعود التي قطعوها لهم فيما يخص الاهتمام بالشباب والرياضة بصفة عامة في العديد من المرات غير أنه لا حياة لمن تنادي.
أحياء البلدية تغرق في النفايات
من جهتهم، أعرب العديد من سكان بلدية أولاد موسى عن امتعاضهم وتذمرهم من الوضع الذي يعيشون فيه والذي أصبح لا يحتمل، بسبب النفايات المكدسة في كل الزوايا والأركان والتي أدت إلى انتشار الروائح الكريهة المنبعثة والتي أصبحت تسيء إلى المنطقة في ظل الانتشار الواسع للنفايات أمام المنازل وعلى الأرصفة وحتى أمام الأسواق الجوارية لتصل هذه الفضلات إلى الطرق، الأمر الذي أدى بمداخل ومخارج البلدية إلى أن تتحول إلى مفرغة عمومية مما أدى إلى إعاقة حركة المرور للمارة وحتى للمركبات.
وقد أرجع الكثير ممن تحدثنا إليهم من المواطنين إلى غياب الحس والوعي لدى الكثير من السكان، خاصة أن الكثير منهم يرمون الفضلات والنفايات خارج الحاويات المخصصة لها، في حين كان يجب على السكان احترام مواعيد رمي النفايات لتسهيل عمل عمال النظافة، وبالتالي تجنيب الحي كارثة بيئية تكون عواقبها وخيمة على القاطنين خاصة منهم فئة الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل هذه الوضعية.
روبورتاج: أيمن. ف