شهدت كأس الأمم الإفريقية في دورتها الثانية والثلاثين، المستمرة في الملاعب المصرية إلى غاية 19 جويلية الجاري، تألقا كبيرا للمنتخب الوطني.
تألق “ثعالب الصحراء” في “الكان”، ساهمت فيه مجموعة من العوامل، من مدرب وطني اسمه جمال بلماضي، الذي نجح في إيجاد التوليفة المناسبة للخضر مزجت بين اللاعب المحلي، والمحترف في أوروبا، ودوريات الخليج العربي، ولاعب محترف في الجارة تونس، وتحديدا الترجي التونسي، يدعى يوسف بلايلي.
بدأ بلايلي مسيرته الاحترافية من مولودية وهران الجزائري، قبل أن ينتقل صيف عام 2012 إلى الترجي، الذي جاوره لموسمين، ثم عاد إلى الجزائر من بوابة اتحاد العاصمة، إذ شارك مع “المسامعية” في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، التي لم تكن فأل خير على اللاعب الشاب، حيث تم توقيفه من طرف الكونفيدرالية الإفريقية “كاف”، بعد مباراة الجولة الثالثة من المجموعة الثانية أمام مواطنه مولودية شباب العلمة.
المباراة التي انتهت بفوز الاتحاد بهدفين مقابل هدف واحد، لم تكتمل فرحتها بسبب سقوط بلايلي في فحص المنشطات الذي خضع له بعد تلك المواجهة، حيث تأكد تناوله مادة مخدرة محظورة قبل مباراة العلمة، مما فرض توقيفه لمدة عامين.
وفسخ اتحاد العاصمة عقده مع بلايلي، بعد عقوبة التوقيف الصادرة في حقه، التي جعلت صاحب 23 عاما حينها، يواصل تداريبه بشكل انفرادي من أجل الحفاظ على لياقته البدنية، قبل أن يوقع في كشوفات نادي أنجي الفرنسي صيف 2017، حيث قضى ستة أشهر في فرنسا، ليعود من جديد إلى الترجي خلال فترة الانتقالات الشتوية لعام 2018، في صفقة انتقال حر.
وبزغ نجم بلايلي من جديد في تونس، وساهم بأهدافه الحاسمة في تتويج فريق باب سويقة بلقبين متتاليين في البطولة التونسية، وكأس تونس، والسوبر التونسي، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال إفريقيا عام 2018، الذي خول له مشاركة ثانية في كأس العالم للأندية أواخر السنة الماضية بدولة الإمارات.
الأداء الجيد الذي أظهره صاحب 27 ربيعا رفقة الترجي، جعل جمال بلماضي يضمه إلى لائحة منتخب الجزائر المشاركة في نهائيات “الكان”، وسرعان ما نقل بلايلي تألقه وأهدافه مع فريقه التونسي إلى المنتخب الجزائري، إذ منح نقاط المباراة لمنتخب بلده في مواجهته الصعبة للسنغال في دور المجموعات بتسجيله هدف اللقاء الوحيد، قبل أن يفتتح ثلاثية “الخضر” أمام غينيا في ثمن النهائي، ليتحول اللاعب الموقوف بالأمس بسبب “كوكايين”، اليوم إلى صانع أفراح الجزائريين.
ب/ص