سجلت عين الباردة بعنابة انسدادا دام لأسابيع داخل المجلس الشعبي البلدي، حيث تم تجميد أغلب البرامج والمشاريع التنموية الكبرى بالمنطقة، رغم تدخل الوالي توفيق مزهود لوضع حد لمثل هذه المهازل والفوضى
التي انعكست سلبا على استقرار المنطقة بسبب تزايد الصراع بين أعضاء المجلس البلدي والمير المنتمين لحزب الأفلان، الأمر الذي أثار غضب الوالي، حيث التقى بالأعضاء لحثهم على لمّ الشمل وإطلاق أشغال المشاريع المتوقفة خاصة منها السكن الذي يعتبر من الملفات الأكثر طلبا من طرف سكان البلدية، الذين خرجوا منذ شهر إلى الشارع قبل غلقهم لمقر البلدية مطالبين بحل المجلس الحالي أو إيجاد حل لهذه المشاكل الداخلية والإنتماءات السياسية التي أصبحت تستغل كورقة لتحقيق الأغراض الشخصية، وقد رفع المحتجون انشغالهم لوالي عنابة الذي فشل هو الآخر في إقناع المجلس البلدي الحالي عن العدول عن هذا الإنسداد.
وفي سياق متصل، وخلال زيارته الميدانية لبلديات عنابة، قام، الاثنين، الوالي بزيارة عمل لبلديتي الشرفة والعلمة، فيما أقصى بلدية عين الباردة من زيارته لها بعد رفض الأعضاء الإصغاء له وحل المشكل بطريقة ودية والإلتفاف حول المير، وهو ما يؤكد غضب المسؤول الأول عن هذه المنطقة القريبة ببعض الكيلومترات من بلدية الشرفة، حيث لم يحمّل نفسه عناء التنقل لمعاينة الوضع الصعب بها.
على صعيد آخر، عبر سكان عين الباردة عن غضبهم الشديد إزاء استمرار معاناتهم رغم انتخابهم لمجلس بلدي جديد، إلا أن ذلك حال دون تحقيق مطالبهم بعد عام من تأزم الوضع، وهو ما أبان عن ضعف المسؤولين الذين وضعوا فيهم الثقة على حد تعبيرهم، مؤكدين على ضرورة فتح حوار بين المواطن والجهات المعنية لشرح لهم هذا الإنسداد، وقد أبدى العشرات من المواطنين تخوفهم إزاء مصيرهم المجهول بعد محاولة رئيس الدائرة والوالي تطبيب الوضع الحالي، ولم يغفل سكان مجاز الغسول التابعة لبلدية عين الباردة في الإشارة لضعف الميزانية الموجهة للتنمية الخاصة بحيهم والذي ما زال يفتقر لأغلب البرامج التنموية الطموحة منها الطرقات والأرصفة وغيرها من المشاريع الجوارية، كل هذه الإنشغالات طرحها كذلك سكان سلمون الهاشمي وعين الصيد الذين ينتظرون أن تكون سنة 2019 سنة للإنجاز والخروج من الانسداد الحاصل ببلديتهم.
للإشارة، فإن طالبي السكن بعين الباردة خرجوا عدة مرات للشارع قبل غلق مقر البلدية، مطالبين بحقهم في تسوية القائمة السكنية لأنهم ملوا من الفوضى والإنسداد الحاصل داخل البلدية، وهو ما زاد من تصعيد الوضع وانحرافه عن مساره الحقيقي.