بعضها أثار الجدل لدى الرأي العام.. جرائم واقعية تلهم صناع الدراما

بعضها أثار الجدل لدى الرأي العام.. جرائم واقعية تلهم صناع الدراما

يستلهم صناع الدراما سيناريوهات عدد من المسلسلات التلفزيونية من جرائم وقعت في قلب المجتمع، وبعضها أثار الرأي العام من خلال تقديم أحداث حقيقية بأسلوب درامي محبوك وكأنها تروي “القصة الكاملة” لما يحدث خلف الكواليس، لتكون الإثارة والقانون بطلَي الحكاية.

ومن بين الأعمال التي أثارت انتباه الجمهور مؤخرًا المسلسل المصري “ساعته وتاريخه”، الذي يُعرض حاليًا وتتضمن كل حلقة جريمة حقيقية شهدتها المحاكم المصرية.

ويعتمد المسلسل على تقديم قضية حقيقية بتفاصيلها، إذ يسلط الضوء على مواقف قانونية دقيقة، ويتناول مصير الجاني من المحاكمة إلى العقوبة.  وفي إطار مشابه، جاء مسلسل “القصة الكاملة” الذي يعكف المخرج والمنتج مجدي الهواري على تجهيزه، ليحكي مجموعة من الجرائم الشهيرة التي هزَّت المجتمع المصري، ويعتمد المسلسل على عرض قصص حقيقية تم اقتباسها من حكايات صانع المحتوى سامح سند، الذي يستعرض هذه القصص على منصات السوشيال ميديا. ويتناول المسلسل المكون من 10 حلقات أبرز الجرائم التي أثارت الجدل على مدى سنوات، ويعرض تفاصيل كل جريمة بدءًا من وقوعها حتى نهايتها.  والمسلسل يعد تجربة جديدة في تناول الجرائم المثيرة، ويتميز بتقديم كل حلقة على حده بفريق عمل مختلف.

أحد المسلسلات التي تستند إلى قضايا واقعية هو “روج أسود”، الذي يعرض جرائم حقيقية مستوحاة من محكمة الأسرة المصرية، ويسلط العمل الذي يتألف من 30 حلقة، الضوء على قضايا الزواج والطلاق، وما يترتب عليها من معارك قانونية وأسرية، ويتم عرض القضايا من منظور درامي مثير يعكس أبعادها الإنسانية والاجتماعية لأول مرة في الدراما المصرية. ومن أبرز الأعمال التي استُلهِمت من جرائم حقيقية مسلسل “سفاح الجيزة”، الذي يتناول قصة القاتل المتسلسل قذافي فراج عبد العاطي، المتهم بقتل 4 أشخاص بين عامي 2015 و2017. من جهته، أكد الناقد الفني المصري طارق الشناوي أنَّ الواقع يعد أحد أهم مصادر الإبداع الدرامي في العالم بأسره، موضحًا أنَّ الأحداث الواقعية لطالما ألهمت الكتّاب والمبدعين لتقديم رؤى فنية مميزة. وأشار “الشناوي”، في تصريحات لموقع “القاهرة الإخبارية”، إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين الحالة الواقعية والحالة الدرامية التي يتم تقديمها للجمهور، فيما لفت إلى أنَّ التاريخ مليء بالقصص والحكايات التي يمكن استلهامها لتقديم أعمال درامية متميزة، مستشهدًا بعدد من الأمثلة البارزة مثل شخصية السفاح التي تم تناولها مؤخرًا في الأعمال الفنية، وكذلك قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي استلهم واقعة حقيقية لتحويلها إلى رواية تناولت قضية السفاح، والتي بدورها تحولت إلى أكثر من فيلم سينمائي.

وقالت الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس إنَّ تحويل قضايا المحاكم إلى أعمال درامية، تجذب صناع الدراما والجمهور على حد سواء، لكنها طالبت في الوقت ذاته بضرورة معالجة هذه القضايا بشكل أعمق ومنحها الوقت اللازم للتفصيل.

ق/ث