يطالب 60 مستفيدا من سكنات تساهمية بحي “ديار الغرب” ببلدية عين طاية شرق العاصمة، السلطات المحلية، بالتدخل العاجل، لمنحهم عقود ملكية لشققهم التي لا يستطيعون التصرف فيها رغم مرور 10 سنوات على تسلمهم المفاتيح.
وأوضح ممثل عن سكان الحي أنهم استفادوا من المشروع سنة 1998 في إطار السكنات الاجتماعية التساهمية، غير أنهم تسلموا المفاتيح سنة 2008، ليتفاجأوا بحالة الشقق التي كانت غير مكتملة، ما أدى بهم الى إتمام الأشغال بإمكانياتهم الخاصة، بدءا بتوصيل شبكات الغاز والكهرباء والمياه الشروب، دون نسيان إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي وغيرها من أشغال الطلاء والترميم الداخلية، التي كلفتهم مبالغ مالية باهضة، مشيرا إلى أن مساعيهم في الظفر بعقود ملكية ومراسلاتهم العديدة لوزارة السكن ورئيس الجمهورية إضافة إلى المصالح الولائية والمحلية، لم تجدِ نفعا، حيث ما يزالون لحد الآن دون وثائق تثبت أحقيتهم في تلك السكنات، بالرغم من دفعهم كامل المستحقات المقدرة بــــ200 مليون سنتيم لديوان الترقية والتسيير العقاري بالدار البيضاء الذي تكّفل بإنجاز المشروع.
وأكد المتحدث أن السكان متخوفون من تماطل الجهات المعنية في تسوية وضعية سكناتهم بعد مرور 10 سنوات، كونهم لا يملكون عقود ملكية، ما يحرمهم من التصرف في الشقق، وما زاد من قلقهم كون العقار الذي أنجز عليه المشروع تابعا لأملاك الدولة ولم تسو وضعيته بعد، وهو ما عرقل إتمام عملية التسوية، مضيفا أن الديوان الوطني للترقية والتسيير العقاري بالدار البيضاء، يتعمد عدم تسوية السكنات، لاسيما بعد اشتراطه في الآونة الأخيرة دفع مبلغ قدره 45 مليون سنتيم مقابل حصولهم على الملكية، وهو ما رفضه هؤلاء جملة وتفصيلا، كونهم سددوا في وقت سابق مستحقات الشقق مثلما كان محددا في دفتر الشروط، على أساس أنهم يستلمون شققا جاهزة تماما وهو ما لم يجدوه.
من جهة أخرى، أشار نفس المتحدث إلى الظروف الصعبة التي يعيشها أغلب القاطنين بهذا المشروع السكني، بالنظر إلى حالة الشقق المتدهورة، نتيجة غياب الأقبية وتسرب مياه الأمطار إلى سكنات الطابق الأرضي حيث تختلط بمياه الصرف الصحي، ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي تهدد صحتهم، على غرار تآكل الجدران والسلالم وحتى الأسقف، متذمرين من سياسة “البريكولاج” التي تعمدتها المؤسسة المقاولاتية عند الانجاز، وهو ما صعّب من وضع العائلات خاصة تلك التي لا تسمح لها إمكانياتها بإعادة الأشغال من جديد، مطالبين والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بالوقوف على وضعيتهم وإدراجهم ضمن برنامج التهيئة الحضرية لعمارات العاصمة القديمة المشيدة في الحقبة الاستعمارية، وحجتهم في ذلك الحالة المزرية للشقق التي يعيشون فيها والتي باتت تتدهور يوما بعد يوما، إضافة إلى العمل على إخراجهم من العزلة التي فرضت عليهم، لانعدام أغلب المرافق الترفيهية، كفضاءات لعب للأطفال ومرافق ثقافية ومركز للصحة الجوارية وغيرها من المرافق الضرورية التي بات يحتاجها شباب المنطقة لتفادي الانحراف.