أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدري أبو بكر، في تصريح للإعلام المحلي الأربعاء، انتصار الأسرى بتحقيق أغلب مطالبهم بعد محادثات مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال، وأن هناك قرارا بتعليق الإضراب عن الطعام.
وعن تفاصيل محادثات الساعات الأخيرة بين قادة الحركة الأسيرة وسلطات الاحتلال ، أوضح أبو بكر، أنه “جرى اجتماع في معظم السجون العدو مع إدارة مصلحة السجون، إضافة للقاء مركزي شارك فيه وزير الأمن الداخلي لدى الاحتلال”.
وأكد أن “سلطات الاحتلال لبت أكثر من 90 في المئة من مطالب وشروط الأسرى”، منوها إلى أنه “سيتم الرد اليوم على باقي المسائل الخفيفة”.
ونوّه أبو بكر، إلى أن “هناك توجها إيجابيا نحو تجميد الإضراب عن الطعام الذي تقرر أن يبدأ يوم الجمعة القادم، واليوم سيتم تبليغ إدارة سجون الاحتلال بهذا الأمر”.
وذكر أن “هذه الأمور لم تكن لتتحقق، لولا التضامن الجماهيري والدولي مع الأسرى، إضافة لوحدة الموقف داخل السجون لدى الأسرى الفلسطينيين، وهذا هو العامل الحاسم في الأمر”، مشيدا بشكل كبير بـ”إجماع الأسرى على خوض الإضراب يوم الجمعة القادم، مما كان له الثقل الكبير في دفع مصلحة السجون الإسرائيلية إلى التراجع”.
وسبق أن أعلن نادي الأسير، صباح الأربعاء، عن انتصار الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالاستجابة لمطالبهم، ما دفعهم إلى تعليق إضرابهم الموحد عن الطعام.
وقال نادي الأسير في بيان له، “قررت الحركة الأسيرة وبشكل موحد ومتناغم تعليق خطوة الإضراب الجماعي عن الطعام، بعد الاستجابة لمطالبها، وأبرزها إلغاء العقوبات الجماعية المضاعفة التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى بعد العملية التي نفذها الأسرى أبطال نفق الحرية، ووقف استهداف أسرى الجهاد الإسلامي، وبنيته التنظيمية”.
وجاء في البيان: “بعد العملية البطولية وارتداداتها والمناخات الوطنية والثورية التي خلقتها عملية نفق الحرية، ورد فعل الاحتلال الانتقامي وفقدان صوابه وتبني إجراءات انتقامية مضاعفة بحق الأسرى، ومحاولة استغلال هذا الحدث لتنفيذ ما عجزت عن تنفيذه سابقاً تحديداً في ما يتعلق بخطة أردان المقرة عام 2018؛ والتي من شأنها الانقضاض على منجزات الحركة الأسيرة والتي انتزعتها عبر نضال طويل ومرير، وفي مقدمة ذلك محاولتها استهداف البُنى والهياكل التنظيمية والاعتقالية”.
وأضاف: “حين استشعر الأسرى خطورة المرحلة، توحدوا جميعاً في التخطيط والتفكير حتى وصلوا إلى قرار المواجهة المفتوحة بالإضراب عن الطعام، وبشكل جماعي وفي كافة السجون، وبمشاركة كافة الفصائل، الأمر الذي قرأته إسرائيل ومؤسساتها الأمنية بعمق وقلق، بأنه ومنذ سنوات طويلة لم يخلق المناخ الذي ساد خلال هذه الفترة منذ عملية نفق الحرية”.
وتابع: “برزت بشكل واضح تعبيرات عن حالة من الوحدة الوطنية (اللقاء في أرض المعركة)، الأمر الذي كان من شأنه أن يخلق ثورة شعبية عارمة بقيادة الحركة الأسيرة، وقد شعر الاحتلال بجدية الموقف الوحدوي من الأسرى الأمر الذي دفعها إلى التراجع عن كافة الإجراءات التي اتخذت وفي زمن قياسي وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تاريخ عملية نفق الحرية، بما يعني أن المعركة حققت كامل أهدافها قبل أن تبدأ”.
وأكدت أنه “بناء على ذلك قررت الحركة الأسيرة وبشكل موحد ومتناغم تعليق خطوة الإضراب، فإننا في نادي الأسير إذ نحيي أبطال عملية النفق وكافة أسرانا وأسيراتنا الصامدين في سجون الاحتلال، وندعو كافة الفصائل والمؤسسات الوطنية إلى استخلاص العبر من هذه التجربة ومواصلة السعي من أجل تكريس العمل الموحد في ميدان النضال في مواجهة الاحتلال”.
وسبق أن أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدري أبو بكر، لـ”عربي21″، أن “نحو 100 أسير فلسطيني بدأوا أمس الثلاثاء الإضراب المفتوح عن الطعام وعن المياه”.
وفي 6 سبتمبر الجاري، تحرر أسرى ستة من سجن “جلبوع” شديد الحراسة، عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن، وأعيد اعتقال أربعة منهم الجمعة والسبت الماضيين، فيما تبحث قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مناضل يعقوب نفيعات وأيهم فؤاد كممجي.
ومنذ إعادة اعتقال الأسرى الأربعة، تمنع سلطات الاحتلال طواقم المحامين من زيارتهم، وهو ما شكل مصدر قلق للفلسطينيين على الوضع الصحي لهؤلاء الأسرى، وسط ترجيحات بتعرضهم لتحقيق شديد من المخابرات الإسرائيلية.