بعد أن أثلجت تقارير طبية صدور الأمهات بأن فيروس كورونا المستجد لا يؤثر على الأطفال بقدر ما يؤثر على الآخرين، اشتعلت نار القلق في قلوبهن مرة أخرى بعد ظهور متلازمة غامضة تدعى “الالتهاب متعدد الأنظمة”، تم رصدها بين صغار السن المصابين بعدوى كوفيد-19 في نيويورك، كما أسفرت عن وفاة رضيع بإيطاليا عمره 8 أشهر.
ونورد في التقرير التالي، كل ما يجب معرفته عن متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة، وفقًا لموقع “Health”
أعلنت وزارة الصحة الأمريكية عن تسجيل 102 حالة مصابة بمرض غامض، يعتقد المسؤولون أنه مرتبط بالفيروس التاجي، خاصةً أنه أودى بحياة ثلاثة أطفال من المصابين بالعدوى الفيروسية، تتراوح أعمارهم بين 5 و7 و18 عامًا، وعرّف الأطباء تلك الحالة الصحية الغريبة التي تصيب الصغار والمراهقين باسم “متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة”.
ولهذا السبب، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، تحذيرًا للأطباء، تحثهم على الإبلاغ عن الحالات المشتبه في إصابتها بمتلازمة الالتهابات المتعددة التي تهدد من هم أقل من عمر 21 عامًا.
وثبت أن هذه المتلازمة الغامضة تؤثر سلبًا على صحة القلب والكليتين والرئتين والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والجلد والأعصاب، وأكثر من نصف الحالات التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن كانت تعاني من بعض الأعراض، مثل الطفح الجلدي، وألم في البطن، والقيء والإسهال، والحمى.
ومن بين 82 طفلًا تم تشخيص إصابتهم بمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة في نيويورك، ثبت أن 53 منهم أصيبوا إما بكوفيد-19 أو بحاملين للأجسام المضادة للمرض، بحسب العمدة بيل دي بلاسيو.
وتشير النصائح المقدمة من إدارات الصحة في الولايات المتحدة إلى أن المتلازمة الغامضة تشبه لحد كبير كاواساكي “متلازمة الصدمة السامة”، وهو مرض حاد، أسبابه غير معروفة، يصيب بشكل أساسي الأطفال الأقل من 5 سنوات، ويزعم الأطباء بأنه يرتبط بالفيروس التاجي.
وتلقى أطباء إدارة الصحة الوطنية البريطانية NHS تنبيهًا في أفريل الماضي، يحذر من ارتفاع عدد الأطفال الذين ينتهي بهم الأمر في العناية المركزة، نتيجة الإصابة بمتلازمة الالتهاب التي تهدد الحياة، على غرار الإصابة بمرض “كاواساكي”.
وتشترك متلازمة الالتهاب المتعدد مع مرض كاواساكي في بعض الأعراض، مثل الحمى والطفح الجلدي.
ويقول فرانك إسبر، دكتوراه في الطب وخبير الأمراض المعدية لدى الأطفال في كليفلاند كلينك للأطفال: “لا نستطيع الجزم بأن مرض كاواساكي ومتلازمة الالتهاب المتعددة مرتبطان بفيروس كورونا، ولكن من المؤكد أن تلك العدوى الفيروسية قد تعرض الأطفال والمراهقين لأعراض خطيرة، تؤثر على صحتهم على المدى البعيد”.
لذلك، يجب أخذ كافة الاحتياطات اللازمة لوقاية الأطفال من ذلك الفيروس الغامض، وذلك عن طريق اتباع عدد من التعليمات الهامة والضرورية، والتي تتمثل في معايير السلامة العامة، ويمكن تحديدها فيما يلي:
– الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم الاستهانة بالأمر.
– غسل اليدين جيدًا بالماء الجاري والصابون، لمدة 20 ثانية بشكل متكرر.
– توعية الصغار بماهية الفيروس المستجد دون تهويل أو تهاون، وتعليمهم وسائل الحماية الشخصية بشكل مبسط.
– عدم إخراج الأطفال من المنزل.
– تطهير ألعاب الأطفال جيدًا وبشكل دوري.
– المحافظة على التغذية السليمة والصحية للطفل، وشرب الكثير من السوائل على مدار اليوم.