بعد قرار مجلس الأمن حول الصحراء الغربية.. حقائق في النص الجديد اغضبت الرباط ودفعت صحافة المخزن لممارسة التضليل

بعد قرار مجلس الأمن حول الصحراء الغربية.. حقائق في النص الجديد اغضبت الرباط ودفعت صحافة المخزن لممارسة التضليل

أظهرت المعلومات التي تروج لها وسائل الإعلام المغربية، بشأن تجديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، كما هائلا من المغالطات حول محتوى القرار الجديد، وفق “صمود”، الاحد.

ومن أهم هذه المغالطات، ظهر شبة اتفاق بين هذه المقالات والتصريحات حول طمس التسمية الحقيقية للبعثة وهي: بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية، فيما تم التركيز على اختصارها بالانجليزية وهو: مينورسو.

ويحمل اسم البعثة تعريفا بطبيعة مهمتها وهي العمل على تجسيد سبب إنشائها قبل عقود من أجل توفير الأجواء لتمكين الشعب الصحراوي من التعبير عن حقه في تقرير مصيره عبر استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة.

أما القضية الثانية، فهي الترويج لمعلومات مغلوطة حول تضمن قرار مجلس الأمن بندا يدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، وهي مجرد إشاعة كما هو موضح في نص القرار، فضلا عن أن الأمر يشكل تناقضا مع صلب مهمة البعثة وهي العمل على تنظيم استفتاء وليس مشروعا آخر مناقض له وهو الضم القسري إلى المملكة.

أما المغالطة الثالثة فهي، الترويج لبند تضمنه القرار حول دعوة الجزائر وموريتانيا للجلوس على طاولة مستديرة، وهو نص غير موجود، لأنه يحدد طرفي النزاع وهما المملكة والبوليساريو.

وتنص الفقرة الرابعة من القرار على: يدعو الطرفين إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع مراعاة الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، والتي ستنص على تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتفق مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ، مع ملاحظة دور ومسؤوليات الأطراف في هذا الصد.

كما ينص في فقرته الثامنة على: تشجيع الدول المجاورة على تقديم مساهمات مهمة وفعالة في هذه العملية.

كما تم الترويج لدعم أمريكي خلال اجتماع مجلس الأمن لخطة الحكم الذاتي المغربية، والتي اعتربها مقاربة محتملة فقط، إلى جانب طرح جبهة البوليساريو لتنظيم استفتاء تقرير المصير للصحراويين.

وجاء في كلمة ممثل واشنطن: يسر الولايات المتحدة أن ترى المجلس يعيد تأكيد دعمه للمبعوث الشخصي للأمين العام ، ستافان دي ميستورا ، ولبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ، باعتماد هذا القرار. ترحب الولايات المتحدة بدعم المجلس لتفويض بعثة المينورسو. وبهذا التصويت ، يؤكد المجلس أنه يقف بشكل كامل وراء المبعوث الشخصي في جهوده لدفع حل دائم وكريم وتسهيل حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين بشأن الصحراء الغربية.

وأضاف: يؤسفنا أن المجلس لم يكن بالإجماع على دعم تجديد هذا التفويض اليوم ، لأن الوحدة تعزز بشكل كبير جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام. نحن ندعم بقوة المبعوث الشخصي دي ميستورا وجهوده لدفع العملية السياسية ، بالبناء على التقدم الذي أحرزه المبعوث الشخصي السابق وبما يتماشى مع السوابق ذات الصلة. ندعو جميع الأطراف المعنية إلى التعامل مع المبعوث الشخصي بحسن نية والتوسع في مواقفهم من أجل تقديم حل مستدام.

وأوضح: هذا الحل السياسي حيوي لتعزيز مستقبل سلمي ومزدهر لشعب الصحراء الغربية والمنطقة. ما زلنا ننظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية على أنها جادة وذات مصداقية وواقعية، وهي مقاربة محتملة لتلبية هذه التطلعات. وبتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ، يؤكد المجلس أيضًا على الدور المهم الذي تؤديه البعثة. إن قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية مكلفة بمراقبة الوضع على الأرض والإبلاغ عنه ، وتخفيف حدة التوترات ، وعند الإمكان ، إجراء عمليات إزالة الألغام الخطيرة.

أما مارتن كيماني ممثل كينيا التي امتنعت عن التصويت: إن حكومته صوتت لصالح القرار العام الماضي على أمل عودة بعثة الأمم المتحدة “إلى هدفها الأساسي المتمثل في تنفيذ استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية

لكنه قال إن التقدم كان محدودًا وأن القرار الذي تم تبنيه يوم الخميس “يواصل تحولًا تدريجيًا ولكن ملحوظًا بعيدًا عن التفويض ولن يساعد الأطراف على تحقيق حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين كما كان مقصودًا في الأصل”.

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بتجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، المقرر أن ينتهي في 31 أكتوبر الجاري, لعام آخر، فيما قالت جبهة بوليساريو أن تقاعس الأمم المتحدة في مهمتها ترك خيارا واحدا للصحراويين هو الكفاح المسلح.

ودعا مجلس الأمن الدولي الى “استئناف المفاوضات” حول نزاع الصحراء الغربية للتوصل إلى حلّ “دائم ومقبول للطرفين”، ومدد مهمة الأمم المتحدة في المنطقة لعام.

وأصدرت جبهة البوليساريو بيانا عقب تبني مجلس الأمن لقراره الجديد الذي قرر بموجبه تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) حتى 31 أكتوبر 2023

وذكر البيان بإشارة مجلس الأمن في قراره إلى جميع قراراته السابقة بشأن الصحراء الغربية وإعادة تأكيدها فضلا عن تأكيد التزامه بمساعدة الطرفين، جبهة البوليساريو والمغرب، على التوصل إلى حل عادل ودائم يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره واعترافه بالدور الهام الذي تؤديه المينورسو على أرض الميدان وبضرورة قيامها بتنفيذ ولايتها كاملة. ومع ذلك، يضيف البيان، فقد فشل مجلس الأمن مرة أخرى في تمكين المينورسو من خلال تدابير عملية لضمان التنفيذ الكامل لولايتها كما حددها قرار مجلس الأمن 690 (1991).

وأكد البيان على أن استمرار تقاعس مجلس الأمن في مواجهة المحاولات العدوانية والمتواصلة من جانب دولة الاحتلال المغربي لعرقلة وتقويض ولاية المينورسو ولفرض الأمر الواقع بالقوة في المناطق الصحراوية المحتلة لا يترك للشعب الصحراوي أي خيار آخر سوى مواصلة وتكثيف حدة كفاحه المسلح المشروع للدفاع عن حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال.

وفي الختام، أعاد البيان التأكيد على التزام جبهة البوليساريو بالمساهمة البناءة في إيجاد حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ذات الصلة، مع التأكيد من جديد وبقوة على أن الشعب الصحراوي سيواصل استخدام جميع الوسائل المشروعة، بما في ذلك الكفاح المسلح، للدفاع عن حقوقه غير القابلة للتصرف وغير القابلة للمساومة في تقرير المصير والاستقلال واستعادة السيادة على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية