بعد فشله في شرعنة احتلاله للصحراء الغربية.. محمد السادس ينقلب على شركائه ويهددهم

بعد فشله في شرعنة احتلاله للصحراء الغربية.. محمد السادس ينقلب على شركائه ويهددهم

 

كشف خطاب محمد السادس ملك المغرب بمناسبة الذكرى ال 69 لما يسمى بثورة الملك والشعب، فشله في إضفاء الشرعية على احتلاله للصحراء الغربية, فبعد ما يزيد على ثلاثة عقود من المناورة والمماطلة والمراوغة وشراء الذمم, في مسعى حثيث لإخراج قضية الصحراء الغربية من طبيعتها كقضية تصفية استعمار، الى كونها نزاع حدودي مسلح بين المغرب والجزائر، حسب ما جاء على “صمود نت”، الاحد.

يعود محمد السادس ليبدأ من حيث بدأ سلفه، معلنا تمرده على الشرعية الدولية، واعلان الحرب على الشعب الصحراوي، وعلى كل من يقف الى جانبه مساندا له او داعما للشرعية الدولية، حتى ولو كان من شركائه التقليديين او الجدد.

ترى ما الذي استجد لدى محمد السادس جعله يتصرف بهذا الشكل المثير للاستغراب؟

هل بلغ به التغطرس حد التهديد المكشوف لجيرانه الاوروبيين بالهجرة السرية والمخدرات والإرهاب وغسيل الأموال وشبكات الدعارة وغيرها، لإرغامهم على الحذو حذو اسبانيا في سقوطها المذل، وانصياعها لا رادته بدعم ما يسميه بالحكم الذاتي للصحراء الغربية, أم ان رهانه على ما يسميه نفوذ اللوبي الصهيوني بدوائر القرار في الولايات المتحدة، بعد مقايضة  القضية الفلسطينية بالقضية الصحراوية من موقعه كرئيس للجنة القدس، كفيل بان يجعل من احتلاله للصحراء الغربية امرا مقضيا؟

ان انتشاء محمد السادس بما اسماه ب “الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا، التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته “, إنما يكشف جهله بالتاريخ، من منطلق ان النظام الحاكم في اسبانيا لم يبخل يوما على الحسن الثاني بكل ما من شانه ان يساعده على التمكين لاحتلاله للصحراء الغربية، او يسيء للشعب الصحراوي, ولا ادل على ذلك من كونه خذل الشعب الصحراوي وتنكر لحقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال، وقسم ارضه بموجب اتفاقية مدريد المشؤومة، ولازال الى الان متماديا في نهجه العدواني كل ما وجد لذلك سبيلا.

ويبقى اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بما يسمى بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية الذي يعتبره محمد السادس انتصارا له ودعما لاحتلاله, مرهون يدعم ادارة جو بايدن  التي تجاهلته جملة وتفصيلا, ليس فقط بالتاكيد في اكثر  من مناسبة على دعمها لجهود الأمم المتحدة ومساعيها لإيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الطرفين، يفضي الى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية, ولكن اكثر من ذلك بتحفظها على وعود ادارة ترامب من قبيل بناء قنصلية للولايات المتحدة بالداحلة المحتلة, وجلب الاستثمارات وما الى ذلك من الوعود واحلام اليقظة التي ظلت حبرا على ورق.

ورغم ان الادارات المتعاقبة على البيت الابيض لم تبخل في مد الاحتلال المغربي  بالمال والسلاح والخبرة في حربه العدوانية التي أعلنها على الشعب الصحراوي, الا ان تكريس احتلاله للصحراء الغربية كامر واقع , وهو الاقليم  المدرج في قائمة الأقاليم التي لم تتم تصفية الاستعمار منها، يعتبر خطا احمر بالنسبة للولايات المتحدة ولحلفائها الاوروبيين, مثلما يعتبر مبدأ احترام الحدود الموروثة غداة الاستعمار خطا احمر ايضا بالنسبة للدول الافريقية التي لن  لا يجرؤ  اي منها على تجاوزها لما في ذلك من مخاطر على السلم والامن الافريقي.

اما ما يتعلق بفتح قنصليات بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، فالجميع يعلم انها مجرد مسرحيات لصاحبها  بوريطة الملقب بصاحب المقص، ولا تأثير لها لا في افريقيا ولا في أمريكا اللاتينية، من منطلق ان الدول الوازنة هناك, مواقفها واضحة من قضية الصحراء الغربية ولا يمكن زعزعتها لا بالابتزاز ولا بالضغط.

ان من علامة كون محمد السادس يوجد تحت وقع التخدير قوله ” إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.

مهددا بعض الدول ممن اسماهم بشركاء المغرب التقليديين والجدد   الذين تبنوا ” مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.

مذكرا مخاطبيه بتهديد جورج بوش الابن لحلفائه اثناء غزوه للعراق.

فهل سيستفيد ملك المغرب من دروس الماضي، ام ان غروره دفعه الى الاستخفاف من جديد بقوة وقدرة الشعب الصحراوي على افشال رهاناته، مثلما أفشل من قبل رهانات سلفه؟

فقد اعذر من انذر.