قدم، سهرة الثلاثاء، العرض المسرحي “السكتة” لجمعية دار الفنون السبع لمدينة تلمسان الجزائر والذي يتنافس مع عدة عروض مسرحية أخرى مشاركة في المهرجان الدولي للإبداع المسرحي الذي تنظمه فرقة النون والفنون لمدينة الفقيه بن صالح إلى غاية 18 من الشهر الجاري، وذلك بقاعة العروض بالمركب الثقافي الجديد بالمنطقة.
وتجاوب الجمهور المغربي كثيرا مع العرض بحضور عملاق المسرح محمد الجم، حيث نجح الممثل مقراني سليم في نقل قضية الصراع بين الرجل والمرأة ومشكل العقم لدى الزوجة والتي شخصتها الممثلة المتألقة بشير أسماء وبطريقة فكاهية رائعة.
وأعطى الثنائي صورة حقيقية للمجتمع العربي الذكوري والذي يعلق شماعة أي فشل أو همّ بالمرأة حتى لو كان هو السبب في دمار العائلة.
وفي بيت فراشه البسيط يأتي بوعلي كل ليلة في حالة متقدمة من السكر ويدخل في صراع حاد مع زوجته ويلومها ثم يهدد حورية المرأة الجزائرية المسكينة بالطلاق، وحقيقة تخرج زوجته إكراها ويبحث عن أخرى “سوسو” التي تأخذ كل ماله وتعامله كخشبة لا وجود له. وانطلاقا من هذا الوضع يعرف الرجل الفارق بين عشيقته وزوجته حورية، لكن يكون الوقت قد فات. وكانت السينوغرافيا بسيطة جدا وهو ما جعل الفنان يبذل جهدا للخروج عن النمطية المسرحية من تأليف وإخراج ميحلي مراد
وبعد العرض الجزائري، استمتع الجمهور بالعرض المغربي “سندو باد” لجمعية فوانيس لمدينة ورزازات وهو اقتباس عن نص سند وباد للمؤلف عبد الحفيظ المديوني.
العرض ركز كثيرا على تشتت الفكر العربي الذي ينشأ من هشاشة التنافس على السلطة وكيفية اقحام ورقة البترول والثروات لمهاجمة الآخر، والعراق والكويت كانا نموذجين للمسرحية وفي قالب هزلي وكوميدي تمكن الممثلان من خلاله إيصال الرسالة للمتفرج، لكن توظيف الشجرة التي ترمز للوطن العربي في السينوغرافيا ظل مهمشا ليتم استغلاله في الأخير عند تحطم الشجرة ويكون معها الدمار والعداء بين عرب هذه الدول.