بعد صراع مع المرض… وفاة الفنانة مديحة يسري

elmaouid

بعد صراع طويل مع أمراض الشيخوخة، توفيت، الأربعاء، الفنانة المصرية مديحة يسري عن عمر يناهز 97 سنة داخل مستشفى المعادي العسكري، وتم تشييع جثمانها بعد صلاة الظهر من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة.

 

الفنانة الراحلة ظهرت للمرة الأخيرة الأسبوع الماضي بعدما أطلقت استغاثة لرئيس الوزراء المصري من داخل إحدى المستشفيات الخاصة مطالبة بالتدخل لعلاجها على نفقة الدولة، وتم نقلها بالفعل إلى المجمع الطبي العسكري بضاحية المعادي للعلاج من نوبات غيبوبة متقطعة، وقامت وزيرة التضامن غادة والي بالإشراف على إنهاء إجراءات العلاج.

وعانت الفقيدة في الشهور الأخيرة من أمراض عدة منها التهاب في المثانة وآلام في العظام وجلطة في الساق، كما عانت من ارتفاع في درجات الحرارة تصل إلى 40 درجة مئوية في بعض الأحيان نتيجة تركيب قسطرة، وتورم في الوجه، وتم نقلها قبل أشهر إلى أحد مراكز التأهيل التابعة للجيش لعمل جلسات علاج طبيعي حتى يمكنها من الحركة بعدما فقدت القدرة على المشي، وتم منحها الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون، كما تم تكريمها من غرفة صناعة السينما قبل أيام قليلة من تدهور حالتها الصحية.

وولدت مديحة يسري واسمها الحقيقي هنومة حبيب خليل في العام 1921 وبدأت رحلتها مع السينما بمشهد صامت في فيلم “ممنوع الحب” مع المطرب الراحل محمد عبد الوهاب، قبل أن تحصل على فرصتها الأولى في فيلم “أحلام الشباب” أمام فريد الأطرش وتحية كاريوكا.

وتمّ اكتشاف مديحة يسرى فنيا من قبل المخرج محمد كريم وكان أول ظهور لها مع محمد عبد الوهاب في فيلم “ممنوع الحب”، عام 1940 كصاحبة وجه مبتسم، واختيرت واحدة من بين أجمل عشر نساء في العالم خلال حقبة الأربعينات، ثم حصلت على فرصتها الحقيقية حينما شاهدها يوسف وهبي وهي تؤدي مشهداً في أحد البلاتوهات فاستدعاها هو وشريكه توجو مزراحي، وعرض عليها العمل معه في ثلاثة أفلام دون أن تعمل مع غيره، وهي:”ابن الحداد” و”فنان عظيم” و”أولادي”.

وقدمت على مدى مشوارها أكثر من 90 فيلما بعضها من كلاسيكيات السينما المصرية مثل “أمير الانتقام”، “حياة أو موت”، “إني راحلة”، “لحن الخلود”، “بنات حواء”، “الخطايا”، “لا تسألني من أنا” و”أيوب”. وكان آخر ظهور سينمائي لمديحة يسري في فيلم “الإرهابي” في العام 1994 أمام نجم الكوميديا عادل إمام.

كما قدمت على شاشة التلفزيون مسلسلات “لؤلؤ وأصداف”، “الرجاء التزام الهدوء”، “وداعا يا ربيع العمر”، “صباح الورد”، “هوانم غاردن سيتي”، “يحيا العدل”، وغيرها من المسلسلات.

وخاضت الراحلة عدة تجارب إنتاج سينمائي كان من بينها فيلم “الأفوكاتو مديحة” في العام 1950 تأليف وإخراج وبطولة يوسف وهبي، “وفاء للأبد” في العام 1953 و”قلب يحترق” في العام 1959.

واختيرت مديحة يسري عضوا بمجلس الشورى المصري، الذي لم يعد قائما بالوقت الراهن- في أواخر تسعينيات القرن العشرين.

وتزوجت مديحة يسري أربع مرات من الملحن والممثل محمد أمين ثم الممثل والمخرج أحمد سالم ثم المغني محمد فوزي وأخيرا الشيخ إبراهيم سلامة الراضي.