الجزائر -كشفت إرسالية عن قيام وزارة المالية منذ أيام بصبّ 29 مليار سنتيم في حساب وزارة التربية، قصد تسديد رواتب 700 ألف موظف المتأخرة، ومواصلة تسيير المطاعم المدرسية، في ظل العجز المالي الذي شهدته مديريات التربية الذي تسبب في تأجيل صرف المرتبات.
وحملت إرسالية وزارة المالية الرقم 3109 التي وقعها المدير العام للمحاسبة أين وجهت إلى وزارة التربية، تم فيها إعلامها بضخ 29 مليار سنتيم لوضع حد للأجور المتأخرة للعمال التي ظهرت خلال شهر ديسمبر الجاري، بعدما عادت إشكالية تأخر دفع رواتب عمال التربية لتظهر مجددا خلال الشهر الجاري، وهذا في أغلب الولايات بسبب العجز المالي وعدم توفر الإعتمادات المالية لمديريات التربية، وهو ما تطلب إعانة مالية من وزارة المالية لتسديد الرواتب قبل تسبب الاشكالية في عودة التوتر في المدارس بعد عطلة الشتاء، بعد أن حذر الأساتذة والمعلمون وعمال قطاع التربية من الدخول في إضرابات واحتجاجات لمنع تكرار العملية، وهو ما حرك وزارة المالية للتدخل من أجل تسوية الاشكالية.
وتجدر الاشارة، وحسب المصادر التي نقلت الخبر، أن العديد من الأساتذة عبروا في رسالة عاجلة وجهت إلى وزيرة التربية، عن تخوفهم من تأخر راتب شهر ديسمبر إلى بداية جانفي، بسبب نقص الاعتمادات المالية في ميزانية التسيير، وهو ما يدل على سوء التسيير وغياب النظرة الاستشرافية، خاصة أن عمال التربية تعودوا في السنوات الماضية على تأخر رواتب شهري ديسمبر وجانفي.
واتهم الأساتذة النقابات بإهمال انشغالاتهم وأجمعوا على أنها “غائبة ومشغولة بالتقاعد”، في حين أن الاأساتذة المستخلفين أغلبهم لم يتقاضوا أجورهم من العام الماضي، ونفس الشيء للأساتذة الناجحين في مسابقة جويلية 2016، ما يجعل القطاع مرشحا لمزيد من الغليان والاحتجاجات بعد عطلة الشتاء.
وأكدت ذات المصادر “أن تلقي وزارة التربية الدعم المالي من وزارة المالية من شأنه انقاذ وزيرة التربية من التأزم الحاصل بقطاع التربية، إثر خروج موظفي قطاع التربية عن صمتهم والتعبير عن غضبهم واستيائهم الشديدين إزاء التأخر الفادح في دفع رواتبهم في مرات عديدة، وكان آخرها شهر ديسمبر وهذا في ظل التأخر المستمر في تسديد المنح المختلفة والعلاوات المترتبة عن الترقية في الدرجات أو إلى رتب جديدة على مدار أشهر كثيرة والتي تنذر باحتجاج ساخن قريبا” .