بعد شهور من الجمود, معرض الصناعات التقليدية.. يجمع الحرفيين وعشاق “الصنعة”

بعد شهور من الجمود, معرض الصناعات التقليدية.. يجمع الحرفيين وعشاق “الصنعة”

تم مؤخرا تنظيم معرض للحرفيين بدار الصناعة التقليدية بأولاد يعيش، ولاية البليدة، بعد شهور من الركود وتوقف النشاطات بسبب جائحة كورونا التي تسببت في إيقاف كل النشطات والمعارض والملتقيات التي كانت تجمع الحرفيين وتساهم في الترويج لحرفهم.

أوضح مدير غرفة الحرف لولاية البليدة، محمد رابح، أن تنظيم المعرض جاء بعد تسجيل تراجع في الأرقام المسجلة واستقرار الحالة الوبائية، وفق ما يتطلبه البروتوكول الصحي من تدابير التزم بها الحرفيون المشاركون، كوضع الكمامة. وحسبه، “فإن المعرض كان مناسبة لكسر الجمود الذي فرضه الوباء، وإعطاء نفس جديد للحرفيين ليلتقوا في فضاء العرض ويكشفوا عن إبداعاتهم ومنتجاتهم الحرفية، التي ظلت بفعل الوباء بعيدة على الجمهور”.

 

مأكولات وألبسة من عمق التقاليد

تباينت واختلفت منتوجات الحرفيين المشاركين في المعرض، حيث جمعت بين الخياطة التقليدية التي أبدعت فيها الحرفيات، من خلال إبراز ما تزخر به الولاية من تنوع في مجال اللباس التقليدي الذي تشتهر به المرأة البليدية، والذي غلب عليه التطريز التقليدي اليدوي، كما كانت المشغولات المصنوعة من الخيط على اختلاف أنواعها حاضرة، سواء الصوفية في مجال حياكة الألبسة، أو تلك التي تعد بها قطع التزيين بخيط “الكروشي” و”الماكرمي” و”المسلول” و”الشبيكة” حاضرة بقوة، كما أبدعت المرأة الريفية في إبراز أهم الأكلات التقليدية والمعجنات التي تعرف بها المنطقة، للتعريف بها والترويج لها، فضلا على بعض المعروضات الخاصة بصناعة المواد التجميلية التي أبدعت فيها المشاركات، وهو ما يعكسه المنتج المعروض بطريقة تراعي كل شروط التسويق.

 

الحصول على محل وتسويق المنتوج حلم كل حرفي

عبر عدد منهم عن سعادته بالمشاركة في المعرض بعد غياب دام لأشهر، حيث سمح لهم الفضاء بالاحتكاك بزوار المعرض الذين اشتاقوا لمثل هذه النشاطات، وحسبهم “فإن مثل هذه المعارض تعبر من أهم الفضاءات التي تسمح للحرفي بالتعريف بحرفته والتسويق لمنتجه”، وفي هذا الصدد قالت آمال، حرفية في صناعة الحلويات والعجائن التقليدية، إنها تمارس حرفتها منذ حوالي 27 سنة في بيتها غير أن هذا الأمر يعرقلها وتحلم بتوسيع مشروعها في محلها الخاص بها لأن العمل بالبيت غير مريح ومزعج بالنسبة لعائلتها.

وذكرت المتحدثة أن الحرفيين يعانون من مشكل آخر يتمثل في تسويق المنتجات، مضيفة أنها تعمل خصوصا في المناسبات والمواسم كالأعياد وموسم الأعراس وتكاد تبقى باقي أيام السنة دون عمل، مناشدة السلطات المحلية بتخصيص أسواق ثابتة للحرفيين لعرض وبيع منتجاتهم طيلة أيام السنة.

وبدورها قالت عواطف 24 سنة حرفية في صناعة الشموع والديكور أنها تعمل مع زميلتها في البيت وتبيع منتجاتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن هذا الأمر – تضيف – متعب ويتطلب بذل مجهودات أكبر كتوصيل المنتوج لمنزل الزبون خصوصا وأنها تسعى لتوسيع مشروعها مستقبلا وفتح فضاء لعرض أعمالها.

من جهتها قالت سامية حرفية مختصة في صناعة أكسسوارات العرائس، “فإن الوباء دفع بهم إلى الانتقال لمنصات التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لمنتجهم، غير أن هذه المعارض لا يمكنها أن تكون بديلا على المعارض التي تجعل الحرفي على اتصال مباشر بزواره”، وهو ذات الانطباع الذي تم تسجيله لدى بعض الزوار من الذين أعربوا عن استحسانهم للتظاهرة، وفي انتظار العودة إلى الحياة العادية، يبقى الالتزام ـ حسبهم ـ بتدابير الوقاية غاية في الأهمية، لمنع تفشي الوباء الذي لا يزال موجودا.

ق.م