بعد سنوات من التخبط… بلفوضيل يواصل رحلة العودة من بعيد

بعد سنوات من التخبط… بلفوضيل يواصل رحلة العودة من بعيد

شهدت ليلة الجمعة انتصاراً كاسحاً لهوفنهايم على حساب باير ليفركوزن بنتيجة 4-1، وكان نجم المباراة إسحاق بلفوضيل الذي سجل هدفين وصنع آخرا، ليواصل رحلة العودة من بعيد بعد سنوات من التخبط.

في الخامس من جويلية 2013 اعتقد إسحاق بلفوضيل أنه بدأ أولى خطواته الجادة في سماء الكرة العالمية عندما وقّع الجزائري مع إنتر قادماً من بارما بعد صراع على خدماته بين عمالقة إيطاليا.

حلم بلفوضيل تحول إلى كابوس في ميلانو بعدما اقتصرت مشاركاته على مدار موسم كامل على ثمان مباريات ولم يسجل أي هدف، وخرج معاراً بالنصف الثاني إلى ليفورنو، ثم عاد من جديد إلى بارما بعدما كان هو، لا ماورو إيكاردي، من ينظر له على أنه نجم إنتر القادم.

مسيرة بلفوضيل استمرت في التراجع، هبوط بارما بعد إفلاسه جعله لاعباً حراً، ليخرج من القارة الأوروبية وينتقل إلى بني ياس بالإمارات، في خطوة اعتبرها الكثيرون بداية النهاية لإحدى المواهب الواعدة في أوروبا.

ولكن الجزائري كان له رأياً آخرا، نجح في إستعادة ذاكرته التهديفية من جديد في بني ياس، ليجذب انتباه ستاندر دي لييج البلجيكي الذي ضمه مجاناً بعدما كان وصل سعره إلى عشرة ملايين وقت الانضمام للنيراتزوري.

واصل بلفوضيل التهديف في بلجيكا، لترصده أعين كشافي فيردر بريمين، ولكن الأخير لم يرد المغامرة، فضمه على سبيل الإعارة بداية موسم 2017-2018، ورغم قلة أهدافه بتسجيله أربع مرات في 26 مباراة، ولكن أظهر مواصفات أثارت إعجاب العديد في ألمانيا.

وكان واحداً من الذين انتبهوا لإمكانيات بلفوضيل كرأس حربة يجيد لعب دور المحطة والتمهيد للزملاء هو يوليان ناغلسمان، مدرب هوفنهايم الشاب الموهوب، الذي رأى في الجزائري مقومات قد تساعد في إكمال منظومة فريقه المجتهد.

كسب ناغلسمان الرهان على بلفوضيل، الأخير وصل حتى الآن إلى 11 هدفاً وأربع تمريرات حاسمة في كل المسابقات، وهي الأرقام الأعلى له في موسم واحد طوال مسيرته تهديفياً (11 هدفاً مع بني ياس وستاندر دي لييج)، وكون شراكة ناجحة مع الكرواتي أندريا كراماريتش أبقت الفريق في صراع المراكز الأوروبية.

ويقول بلفوضيل عن نفسه: “من لا يعرفني يظن أنني مجرد شخص ضخم وقوي وألعب كرقم تسعة ويجب أن يسجل الأهداف، أنا لست كذلك على الإطلاق”.

سوء التفاهم لم يحدث مع ناغلسمان كما حدث مع عديد الأسماء في مسيرته بعديد الأندية بأوروبا، وهو ما أعطاه الفرصة لإعادة إطلاق مشواره من جديد بعد الحكم عليه بالفشل، وفي سن السابعة والعشرين فقط، يمكن لبلفوضيل إعادة كتابة مشواره بأحرف من ذهب وليؤكد للجميع أن الموسم الحالي يعتبر الأفضل له في مسيرته، وأنه يستحق فرصة اللعب مع “الخضر” مع اقتراب بطولة أمم إفريقيا 2019 التي ستقام في مصر، برسالة واضحة للمدرب جمال بلماضي، الذي لم يستدعه مؤخراً.

ب/ص