مرّت سنة 2020 ثقيلة وصعبة على الجزائريين، من جميع النواحي الإجتماعية، الإقتصادية والسياسية، فمنذ الشهور الأولى للسنة المنقضية ظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا الذي أخذ أرواح الأهل والأقارب والأحباء، وأثّرت تبعاته و إجراءات الحجر الصحي سلبا على جميع القطاعات، وأغرق الفئات الهشة في الفقر.. ليمضي الجزائريون سنة 2020 بشق الأنفس وكل أملهم أن تنتهي وتنهي معها كل ما جاءت به.
2021 هل ستنهي معاناة 2020؟
مع بداية العام الجديد 2021 يتمنى الجزائريون تحقيق عدد من الأمنيات، التي -ومع الأسف الشديد تعد حقوقا لدى الشعوب الأخرى- انصبت في مجملها في تحسن الوضع المعيشي، الاقتصادي والصحي..، وهناك من تمنى عودة الوضع لما كان عليه رغم أنه كان يزدري وضعه الذي أصبح بسبب كورونا يتمنى عودته.
ولأن كورونا عطلت الحياة لسنة كاملة، وزادت غُبن الطبقات الهشة، فصارت أقصى الأمنيات للسنة المقبلة، أن تعود الحياة لطبيعتها، وهو ما بدأ فعليا بإعلان الحكومة عن عودة حركة النقل، فيما لاتزال أمنية عودة الفرحة للأسر بافتتاح قاعات الحفلات وصالات الرياضة، ودور الشباب والثقافة، والحدائق ومراكز التسلية ورفع الحجر المنزلي، والسهر لساعات متأخرة خارجا، على طاولات الدومينو وأكواب الشاي، وزيارة بيت الله الحرام معلقة إلى حين.
تحسين القطاع الصحي… الأمنية الثمينة التي طال انتظارها
ويشترك جميع الجزائريين في تمني تحسين القطاع الصحي، وبناء مستشفيات جديدة وحديثة، وتخفيف أسعار العلاج والتحاليل على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وهو القطاع الذي زادت كورونا حالته سوءا.
هل سترافقنا _الكمامات_ هذه السنة؟
لم يكن أحد يتوقع أن يصير يحن للحياة التي كان متذمرا منها، ففجأة صارت أكبر أمانينا للسنة الجديدة أن نعود لحياتنا السّابقة التي أخلطها فيروس كورونا، وحرمنا من أبسط سلوكياتنا اليومية.. فبعد سنة مثقلة بتداعيات الوباء وتبعاته، يحق لنا التساؤل، هل سنتمكن من ضمّ أحبائنا دون خوف في 2021؟ وهل سنواجه موجات جديدة للوباء؟ وهل ستنجح اللقاحات المكتشفة في القضاء على جائحة حرمتنا من الخروج بدون كمامة، وعيش حياة طبيعية، بدون رعب واكتئاب وفوبيا الموت.
فبمجرد سؤالك أي جزائري، عن أمنيته لهذه السنة، فسيجيبك وبدون تردد ولا تفكير “أتمنى أن يرفع الله عنا الوباء”.
عندما تصبح الحقوق أحلاما وأماني
لا يزال الكثير من الجزائريين يحلمون ببعض ما تراه الشعوب الأخرى حقوقا، فامتلاك سيارة جديدة أصبح حلما يراود الجزائري منذ أن أقرت الحكومة بالترخيص لاستيراد السيارات الأقل من ثلاث سنوات مطلع السنة، وتم إدراجه في قانون المالية 2020، ليتفاجأ الجزائرّون، بوزير الصناعة فرحات آيت علي _يُجمد_ القرار، ومع إغلاق مصانع تركيب السيارات، وإحالة غالبية مالكيها على القضاء، يبقى حلم المواطن الجزائري في 2021، بعث مصانع التركيب وتخفيض أسعار سياراتها، وإعادة اطلاق قرار الاستيراد.
مطالب اجتماعية تتحول إلى أمنيات 2021
بعد التماطل لسنوات والتوظيف بعقود عمل مؤقتة، تعهدت الحكومة في 2020، بإدماج ما يفوق ثلث مليون شاب في الوظيف الحكومي والمؤسسات الاقتصادية، وفق خطة ستعرض على رئيس الجمهورية، وهو ما يأمل تحقيقه 365 ألف موظف في صيغة الإدماج خلال العام 2021.
أما السكن وحق امتلاك شقة وللحالمين بالعيش في شقة محترمة، أصبح حلما صعب تحقيقه، فمن الجزائريين من ينتظر انتهاء مشروع _عدل”، وآخرون تحطمت أحلامهم في مشاريع _التساهمي_ التي أنهكت جيوبهم، دون أن يروا شققهم الموعودة منذ 10 و20 سنة، وللحالمين بسكن اجتماعي والمنتظرين لإطلاق صيغة سكنية تساعدهم.. هؤلاء جميعا يتمنون الظفر بـ _سكن_ خلال هذه السنة.
لمياء. ب