يأمل سكان أقبية العمارات ببلدية باب الزوار الواقعة شرق العاصمة بكثير من الصبر ضمّهم إلى قائمة المستفيدين من عمليات الترحيل المرتقب تنظيمها بعد أقل من شهرين من الآن، بعدما بلغت معاناتهم مع الظروف التي
يعيشونها مستويات قياسية، أعقبت تهاطل الأمطار قبل أيام، حيث غمرت المياه مساكنهم التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب بالنظر إلى النقائص الكثيرة التي يشكون منها ومعها ما يقاسونه من أمراض بسبب الرطوبة المرتفعة وعدم تمتع المساكن بما من شأنه حمايتهم من الحيوانات والحشرات ومختلف مسببّات الأمراض.
ناشد سكان الأقبية والي الجزائر عبد القادر زوخ إدراجهم في عملية الترحيل المقبلة التي كشف عنها سابقا قائلا إنها ستمس قرابة أربعة آلاف عائلة، ومن المنتظر أن تنطلق خلال شهر مارس المقبل، منوهين إلى الظروف الكارثية التي يقاسونها خاصة في الأيام القليلة الماضية، أين عجّلت الأمطار المتهاطلة بتفجّر الأوضاع، بحيث انتشر الكثيرون بين أقاربهم هربا من المياه التي غمرت الأرجاء ومنهم سكان أحياء كل من الصومام و5 جويلية، داعين إلى انتشالهم من الواقع المرير الذي يتخبطون فيه منذ عقود في أقبية ذاقوا فيها كل أنواع البؤس والحرمان، حيث يطالبون بترحيلهم إلى مساكن لائقة في أقرب وقت ممكن.
وأوضح السكان في معرض شكواهم أن عشرات العائلات تعاني ظروفا أقل ما يقال عنها إنها كارثية طيلة عقود، وما زالت تبعات غرق مئات الأقبية خلال الأيام الماضية بعد تهاطل الأمطار تلقي بظلالها على السكان الذين تركوا أقبيتهم للعيش عند الأقارب لفترة مؤقتة إلى غاية إصلاح ما أفسدته الأمطار، ليبقى الترقب والانتظار من أجل واقع أفضل ينهون معه معاناة دامت لأكثر من عشرين سنة، هو الأمل الذي تتشبث به العائلات، حيث طالب السكان بالمسارعة إلى ترحيلهم نحو مساكن لائقة، معتبرين أنفسهم منكوبين جراء تضررهم بسبب غرق أقبيتهم، وبالتالي لم يعد لهم مأوى يحميهم، ومنه فإن الترحيل بات أمرا ضروريا، مبدين في نفس الوقت خوفهم من تأخر ترحيلهم إلى مواعيد لاحقة ومن احتمال تكرر سيناريو غرق الأقبية، وهو الأمر الذي لا تريد العائلات أن تعيشه مرة أخرى، بعدما ذاقت مرارة الحياة طيلة سنوات في أقبية لا تتوفر فيها أدنى ضروريات العيش الكريم، وسببت لهم مضاعفات صحية وأمراضا مزمنة أصيب بها أغلب أبنائهم.