بعد حوالي شهر من انطلاقها.. إقبال ضعيف على فصول محو الأمية بسبب الجائحة

بعد حوالي شهر من انطلاقها.. إقبال ضعيف على فصول محو الأمية بسبب الجائحة

عرفت فصول محو الأمية وتعليم الكبار منذ الانطلاق الرسمي للموسم الدراسي 2020 -2021، تراجعا ملحوظا في الإقبال أرجعه المسؤولون للخوف الذي خلفه فيروس كورونا.

انتهج الديوان الوطني لمحو الأمية دخولا تدريجيا يتكيف وخصوصيات كل فصل حسب هيئة الانتساب وجاهزية هيكل الاستقبال والمنطقة، بعد الانقطاع الذي عرفه هذا النمط من التعليم منذ شهر مارس المنصرم على غرار بقية الانماط التعليمية بسبب جائحة كورونا حفاظا على صحة الدارسين وعائلاتهم.

شروط مهيئة لضمان الصحة العمومية

كما أكد الديوان على العمل بالتنسيق مع شركائه من مختلف القطاعات والمجتمع المدني الفاعلين في مجال محو الأمية على “تهيئة الشروط المادية والبشرية والبيداغوجية” لتمكين الجزائريين والجزائريات الذين لم تسعفهم الظروف للالتحاق بمقاعد التعليم النظامي من حقهم في التعليم، وذلك في “إطار النظرة الشمولية للتربية التي تنتهجها وزارة التربية الوطنية لضمان حق التعليم للجميع صغارا وكبارا والتعلم مدى الحياة”.

إقبال ضعيف من كبار السن على فصول محو الأمية

سجلت فصول محو الأمية، هذه السنة، إقبالا ضعيفا عليها بسبب تداعيات جائحة _كوفيد19_، الذي حال دون إمكانية التحاق كبار السنة بمقاعد الدراسة. وحسب محفوظ سينية الأمين العام لجمعية _اِقرأ_ بولاية البليدة، فإنه رغم التزامهم بالتطبيق الصارم لكل تدابير الوقاية، غير أن الخوف من احتمال الإصابة لدى بعض كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، جعلهم يقررون التخلي عن التعليم رغما عنهم.

التحقت فئة صغيرة بفصول محو الأمية على مستوى ولاية البليدة، من الذين اختاروا مواصلة التعلم؛ حيث التزموا بما فُرض عليهم من تدابير الوقاية؛ كوضع الكمامة، واحترام مسافة التباعد الجسدي، إلى جانب الالتزام بالتعقيم المستمر، بينما اختارت فئة أخرى عدم الانتظام في الحضور؛ حيث تم تسجيل الكثير من الغيابات في الأقسام، حسب الأمين العام محفوظ، تتراوح بين ثمانية وعشرة غيابات، مؤكدا أنهم على مستوى الجمعية يتفهمون هذه الغيابات، التي عادة ما تكون نتيجة الشعور بالخوف من احتمال الإصابة، وكذلك بضغط من الأبناء من باب الخوف على ذويهم، مضيفا: _وبعدما كنا نستقبل أكثر من 600 شخص يسعون لمحو أميتهم، سجلنا تراجعا بنسبة 60 بالمائة بفعل تداعيات الجائحة”.

ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث أن قلة الإقبال على فصول محو الأمية لم تثن من عزيمتهم، خاصة بعدما أصبحت جمعية اقرأ الشريك الأول للديوان الوطني لمحو الأمية، موضحا في هذا الشأن: _سعينا على مستوى عشرة أقسام الموزعة على إقليم ولاية البليدة، لاستقبال الوافدين من المسنين عليها من الراغبين في محو أميتهم. كما تم تأمين كل المستلزمات الضرورية، التي تجعلهم يتعلمون في ظروف آمنة_، لافتا إلى أن جمعية اقرأ التزمت منذ تسطير الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، بالسعي قدما لمحاربة الأمية، وعلى مستوى ولاية البليدة تمكنت الجمعية من تحرير أزيد من 6 آلاف شخص من أميتهم.

وحول نسبة الأمية على مستوى ولاية البليدة لدى كبار السن، أوضح محدثنا أن الوعي بأهمية التعلم عند الفئة المسنة، زاد في السنوات الأخيرة بفعل الحاجة الملحة إلى قراءة بعض الوثائق، أو لتعبئة صك بريدي، أو لتصفح حتى بعض المواقع الإلكترونية وقراءة القرآن، وكلها أسباب جعلت الكثيرين يتحدون أنفسهم، ويصرون على محو أميتهم خاصة النساء، لافتا إلى أنه على مستوى الولاية لاتزال الأمية موجودة في بعض المناطق النائية، خاصة في كل من بلدية الأربعاء، والشفة والعفرون، وتحديدا لدى العائلات التي تأثرت جراء العشرية السوداء، وهو ما تعمل الجمعية على محاربته؛ من خلال الحث على التعلم، مشيرا في سياق ذي صلة، إلى أن هذه المساعي ما زالت متواصلة رغم تراجع الإقبال بسبب فيروس كورونا، وهو ما دفع بالجمعية إلى تشجيع تعليم كبار السن بالمنازل.

ق.م