بعد توقف عن العمل دام أكثر من ثلاث سنوات….. إعادة تشغيل المصعد الهوائي من شأنه أن ينعش السياحة بالشريعة

elmaouid

فرحة كبيرة أبداها عشاق الحظيرة الوطنية للشريعة بالبليدة بعد إعادة تشغيل المصعد الهوائي الرابط بين البليدة وهذه المنطقة السياحية على مسافة 7.2 كلم بعد توقف عن العمل دام أكثر من ثلاث سنوات، فيما أبدى قاطنو منطقة الشريعة آمالا في عدم تعطله مجددا.

فبعد أكثر من ثلاث سنوات من تعطل هذا المصعد الهوائي المصنف ضمن أطول المصاعد الهوائية عبر العالم والأول على المستوى الإفريقي، أعيد، أول أمس، تشغيل هذه الوسيلة وسط فرحة كبيرة من طرف عشاق منطقة الشريعة السياحية الذين توافدوا بكثرة على محطة الانطلاق المتواجدة بالقرب من محطة نقل المسافرين، آملين في عدم تكرار سيناريو التعطل مجددا الذي يحرمهم في كل مرة لذة التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

وفي هذا السياق، أكدت سيدة قدمت من الجزائر العاصمة رفقة ولديها اللذين لم يتجاوزا الخمس سنوات أنها بمجرد سماعها لخبر إعادة تشغيل هذا المصعد “قررت -تقول- الحضور في نفس اليوم لإعطاء ولديها فرصة تجربة هذه الوسيلة خوفا من تعطلها مستقبلا”.

أما الطلبة “فريد” و”كمال” و”عبد القادر”، فقد برروا حضورهم منذ الساعات الأولى لصبيحة أول أمس بمحطة انطلاق المصعد الهوائي المتواجدة بالقرب من محطة المسافرين، لتفادي الازدحام الذي ستعرفه هذه المحطة بمناسبة إعادة تشغيل المصعد.

وستغني هذه الوسيلة، حسب هؤلاء الطلبة، عن استعمال السيارة للتنقل إلى منطقة الشريعة التي ألفوا قضاء عطلة نهاية كل أسبوع بها للحصول على قسط من الراحة والسكينة بعد أسبوع من الدراسة والعمل متمنين عدم تعطلها مجددا.

 

برمجة دوريات مراقبة لتفادي تعطل المصعد مستقبلا…

وبهدف تفادي سيناريو توقف المصعد الهوائي لفترة طويلة مستقبلا، برمجت المصالح المشرفة على تسييره تنظيم دوريات مراقبة بشكل منتظم للمعدات المتحكمة في سير هذه المركبات، حسب ما ذكره لوأج مدير النقل ايدير رمضان شريف الذي أكد أنه سيتم إخطار المواطنين “مستقبلا” بأشغال الصيانة.

كما أوضح شريف أن القائمين على أشغال الصيانة التي تكفل بها 18 خبيرا دوليا مختصا في هذا المجال قد أولوا أهمية بالغة لضمان سلامة مستعملي المصعد الهوائي، مشيرا إلى أن عمليات الصيانة التي تكفلت بها المؤسسة العمومية للنقل بالمصاعد الهوائية مست جميع نقاط الأعطاب التي تم تسجيلها على مستوى التجهيزات المتحكمة في سير المركبات، وكذا استبدال الكوابل التي تربط بين المحطات الثلاثة التي تعرضت إلى السرقة.

كما شملت أشغال الصيانة كذلك، يضيف ذات المسؤول، تغيير وإعادة تأهيل المعدات والتجهيزات المتحكمة في حركة وسرعة المركبات، إلى جانب إعادة تأهيل العربات التي يبلغ عددها 138 عربة بشكل كلي ووفق معايير عصرية.

 

سكان المنطقة يتنفسون الصعداء…. وارتفاع أسعار التذاكر يثير استياءهم…

تنفس سكان منطقة الشريعة بدخول هذه الوسيلة حيز الخدمة مجددا “الصعداء” وذلك لما لها من أثر إيجابي على حياتهم اليومية التي يعتمدون فيها سوى على مركبات “غير شرعية”، في ظل عزوف الخواص عن العمل على هذا الخط بحجة قلة الزبائن من جهة، والطريق الملتوية من جهة أخرى، حسب توضيحات مديرية النقل.

ولعل الزائر لهذه المنطقة يلاحظ جليا توفر محطات توقف الحافلات أنجزت وفق طبيعة المنطقة، في حين يستغرب سكان الشريعة من فائدة انجازها دون توفر حافلات نقل المسافرين، ويقول أحدهم “حضرت محطات توقف الحافلات وغابت الحافلات”، غير أنه وبقدر الفرحة والحماس الكبير الذي صاحب إعادة تشغيل هذا المصعد الهوائي الذي طال توقفه، أبدى هؤلاء تخوفهم من عودة تعطله بعد فترة قصيرة، وهذا بالنظر للتجارب السابقة التي عاشوها، أين تستغرق أشغال الصيانة فترة طويلة.

كما أبدى هؤلاء استياءهم من ارتفاع تسعيرة تذاكر المصعد الهوائي نظرا لاستعماله بشكل يومي عكس الزوار أو السياح الذين لن يتأثروا بهذه الزيادة، داعين المصالح المعنية إلى إقرار تسعيرة خاصة بهم.

فبرأي “محمد”، موظف يعمل بمدينة البليدة والمناطق المجاورة، فإن فرحة إعادة تشغيل هذا المصعد الهوائي الذي لطالما انتظره سكان الشريعة لم تكتمل بالإعلان عن الرفع من تسعيرة التذاكر، مشيرا إلى أنه يستعمل هذه الوسيلة بشكل يومي بحكم عمله، داعيا المشرفين على تسييره إلى إقرار تسعيرة خاصة بسكان الشريعة والموظفين بشكل خاص.

من جهته، أكد “فتحي” الذي يملك محلا تجاريا بمدينة البليدة أن سكان الشريعة يعانون من أزمة كبيرة في النقل، نظرا لعدم وجود وسائل نقل عمومية تنشط على خط الشريعة – البليدة، إلى جانب غياب سيارات الأجرة، ما يدفع السكان إلى استخدام المركبات غير الشرعية التي لا تتوفر في أغلب الأحيان.

وأضاف أن إعادة تشغيل هذا المصعد الهوائي أثلجت صدور السكان، إلا أن رفع التسعيرة نغص فرحتهم، خاصة أن نسبة كبيرة منهم من محدودي الدخل، معبرا عن أمله هو الآخر في إعادة النظر في التسعيرة الخاصة بسكان الشريعة.

للإشارة، فقد تم مع إعادة تشغيل هذا المصعد الهوائي الذي سيفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع خلال الفترة الشتوية، إقرار تسعيرة جديدة، حيث يقدر سعر تذكرة ذهاب وإياب بين البليدة والشريعة بـ 130 دج، في حين سيكلف التنقل من البليدة إلى محطة بن علي أو من هذه الأخيرة إلى الشريعة بـ 80 دج.

كما تم تخصيص تسعيرة خاصة بالعائلات التي يصل عدد أفرادها الخمسة بـ 300 دج وهذا ذهابا وإيابا بالنسبة لخط البليدة والشريعة، و 200 دج ذهاب وإيابا البليدة – بن علي، فيما تم تخصيص أسعار خاصة بالنقل الجماعي من 10 إلى أكثر من 20 فردا تتراوح ما بين 400 دج و1500، حسب عدد المسافرين والأفراد.

 

إعادة تشغيل المصعد الهوائي من شأنه أن ينعش السياحة بالشريعة

سيساهم المصعد الهوائي بعد دخوله السبت حيز الخدمة لا محالة في إنعاش السياحة بهذه المنطقة التي يكثر زوارها خاصة خلال تساقط الثلوج، بعدما عرفت خلال الفترة الأخيرة نوعا من الركود بسبب عزوف السياح عن التنقل إلى أعالي الشريعة، نتيجة الازدحام المروري الخانق الذي يميز الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة.

وبإعادة فتح هذا المصعد الذي أنجز سنوات الثمانينيات، ستعرف منطقة الشريعة خلال الفترة المقبلة، حسب توقعات السلطات المحلية، إقبالا كبيرا من السياح الذين يقصدونها من مختلف ولايات الوطن للتمتع بالمناظر الطبيعية التي تنفرد بها هذه المنطقة السياحية الواقعة على علو 1300 متر عن سطح البحر.

كما سيساهم توافد الزوار على هذه المنطقة التي تعد من أبرز الأماكن السياحية على المستوى الوطني في إنعاش الحركية التجارية والسياحية على مستوى الشريعة،  التي تراجع نشاطها هي الأخرى خلال الفترة الأخيرة بسبب نقص الزوار.

وفضلا عن تفادي الازدحام المروري، يتيح المصعد الهوائي لمستعمليه التمتع بمناظر لا يمكن رؤيتها عن طريق استعمال السيارة والتمتع بالمناظر والأماكن السياحية المتواجدة على مستوى أعالي الأطلس البليدي.