يطالب سكان الحي القصديري “بن جعيدة” الواقع ببلدية برج البحري شرق العاصمة، السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية عبد القادر زوخ، بضرورة انتشالهم من الجحيم الذي يتخبطون فيه منذ سنوات عديدة في أكواخ تنعدم فيها أدنى متطلبات الحياة، عن طريق ترحيلها إلى سكنات لائقة مثلها مثل آلاف العائلات التي ظفرت بسكنات الكرامة.
وعبر سكان الحي المنسي، حسبهم، من طرف السلطات، عن مدى غضبهم واستيائهم الشديدين، لإقصائهم من عمليات الترحيل الـــ24 التي عرفتها العاصمة منذ انطلاقها في جوان 2014، دون أن تمسهم أية مرحلة من مراحلها، مشيرين إلى الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها في بيوت آيلة للانهيار، دون الحديث عن الكارثة الصحية التي تهدد صحتهم، بسبب موقع الحي المجاور لأماكن الرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة حتى في هذا الفصل البارد، حيث ساعدت على جلب الحشرات والقطط والكلاب الضالة التي أصبحت تتجول يوميا بالمنطقة تبحث عما تأكله وسط النفايات التي تتأخر مصالح النظافة في رفعها.
واستاء هؤلاء من الظروف المعيشية القاسية، وسط التهميش واللامبالاة الذي تنتهجه السلطات تجاه العائلات القاطنة بهذا الحي، غير مكترثة بمرارة المعاناة داخل البيوت القصديرية منذ عدة سنوات، مؤكدين أنهم سئموا من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها في سكنات لا تصلح للعيش الكريم، خاصة وأنها شيدت من الخشب والزنك والبلاستيك، تتكون من غرفتين وشبه مطبخ، ناهيك عن النقص الفادح في كافة الضروريات بما فيها قنوات الصرف الصحي والماء وغاز المدينة، فضلا عن الربط العشوائي للكهرباء ما ينذر بوقوع كارثة حقيقية، مشيرين إلى أنه وبالرغم مما يعانونه لسنوات، غير أن ذلك لم يشفع لهم في برمجتهم مع المعنيين بعملية إعادة الإسكان التي تحضر لها السلطات بشكل دوري.
في سياق متصل، أكد المتضررون، أن سكناتهم باتت هشة غير قادرة على التحمل أكثر، بفعل العوامل الطبيعية، حيث تزداد الخطورة بمجرد تساقط الأمطار، التي تساهم في انزلاق التربة، مضيفين بأنهم تلقوا وعودا كثيرة من السلطات المحلية والمتعلقة بعملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة، لكن الأمر لم يعد سوى عملية تهدئة لهم، مطالبين بضرورة تدخل الوالي زوخ، وأخذ وضعيتهم المزرية بعين الاعتبار، وترحيلهم إلى سكنات لائقة مثل عشرات السكان الذين استفادوا من سكنات الكرامة بعد سنوات من الجحيم.
إسراء.أ