بعد تهاطل الأمطار الغزيرة طيلة أسبوعين… عشرات العائلات القاطنة بضفاف وادي الحراش مهددة بالغرق

elmaouid

تعيش أكثر من 120 عائلة تقطن أكواخا بمحاذاة وادي الحراش رعبا حقيقيا بفعل امتلاء الوادي عن آخره إيذانا بفيضانه في أية لحظة وجرفه لبيوتهم الهشة بعد أيام من التهاطل الذي لم ينقطع، مناشدين زوخ التحرك عاجلا لإنقاذ ما يمكن انقاذه خاصة وأنهم أقدموا في أكثر من مرة على تحيين ملفاتهم بغية الترحيل خشية أن يطالهم الهلاك قبل ذلك.

لم تعد العائلات القاطنة بضفاف الوديان سواء تلك المتواجدة بمحاذاة واد الحراش، برج الكيفان وبرج البحري وتسالة المرجة وكذا بئر توتة وغيرها قادرة على مجابهة خطر بحجم فيضان هذه الوديان التي تشبّعت بمياه أمطار تهاطلت على مدار أكثر من أسبوعين، ولم تعد تؤمن بخلاصها في ظل الوضع الذي تتواجد عليه وتسبّب إلى حد الآن في جملة من الكوارث، وسبق لجملة من الوديان التي تتخلل المجمعات السكنية أن جرفت ضحاياها في جوف الليل، معبرين عن مخاوفهم من أن ينال منهم نفس المصير، خاصة وأن احتمالات جرف أكواخهم تتضاعف عند التساقط المستمر والغزير للأمطار.

وأعاب المتضررون على زوخ تجاهله معاناتهم والالتفات إلى أحياء لا يمسها الخطر كما هو الحال بالنسبة لهم وتركهم دون ترحيل لسكنات لائقة، محتجين ضد ما أسموه تنصّل السلطات المعنية من مسؤولية التكفل بانشغالاتهم وإهمال وضعيتهم وتأجيل أمر ترحيلهم رغم توفر السكنات، مشيرين إلى أنهم سبق وانتفضوا ضد ما وصفوه بإهمال وضعيتهم السكنية الكارثية، مطالبين بحقهم في الحصول على سكنات اجتماعية لائقة، لا سيما وأن خطر فيضان وادي الحراش يتزايد خلال المدة الأخيرة،  متهمين السلطات المحلية في ذات الوقت بانتهاج سياسة الوعود الكاذبة، حيث في كل مرة يقوم هؤلاء السكان بتحيين ملفاتهم إلا أنهم ما يزالون يراوحون مكانهم.

وكانت بلدية الحراش كالعادة قد عمدت إلى إحصاء ورفع ملفات المعنيين للدائرة التي بدورها تحولها للولاية، غير أن الفصل في ترحيلهم من عدمه في يد المصالح الولائية التي تنتهج سياسة الأولويات في إعادة إسكان مواطني العاصمة الذين يشكون أزمة السكن.