حملت الأيام الأولى من شهر ديسمبر الأخبار التي تطلّع إليها الفلاحون في الجزائر في الأشهر الأخيرة، بعد كرم السماء بأمطار وثلوج كثيفة، ما أنعش معنويات منتجي القمح والخضر والفواكه.
وتأتي هذه التساقطات، لتعيد الأمل للفلاحين الذين يريدون تدارك ما فاتهم لإنقاذ المحاصيل.
واعتبر الفلاح خالد أن التساقطات المطرية الأخيرة، تأتي في الوقت المناسب، ما سيمكن من تحفيز المزارعين على الحرث والزرع، تحسبا لحصاد ماي 2021.
وقال إن هذه الأمطار والثلوج ستدفع المزارعين الذين تأخروا في حرث الأرض على اللحاق بالموسم الزراعي، خاصة بعد تسجيلهم خسائر في موسم 2019/2020 جراء تراجع المساحات المزروعة بسبب نقص المياه، وانخفاض كمية القمح في الهكتار الواحد بـ 50 بالمائة.
ولم يشهد شهرا نوفمبر وأكتوبر تساقطاً كبيراً للأمطار، التي تراجعت منذ بداية الموسم الزراعي بنسبة فاقت 60 في المائة عن العام ما قبل الماضي، ونحو 80 في المائة، مقارنة بالأعوام السابقة.
وإلى ذلك يكشف الخبير التقني في الشؤون الجوية، عبد الحكيم بساطي، أن “منسوب تساقط الأمطار في شهر نوفمبر لم يتعد 22 مليمتراً، في حين أن المعدل في السنوات ما قبل الماضية هو 100 مليمتر، وبالنسبة لشهر ديسمبر ارتفعت التقديرات من 50 ملم إلى 80 ملم”.
وأكد بساطي أن “النسبة السنوية في سنة 2020 لم تتعدَ 300 مليمتر مقابل معدل سنوي بلغ 630 ملم سنة 2018، و250 ملم سنة 2019، ما يعني أن الجزائر تمر بسنة جافة ثانية بعد احتساب سنة 2019”.
وكانت الحكومة قد أطلقت عملية دعم عمليات الري بالنسبة لجميع الفلاحين المنتجين للزيتون والتفاح والخضروات في البيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى محاصيل الحبوب كالقمح والشعير.
كما أعلنت عن دعم الأعلاف، وذلك لمساعدتهم في مواجهة مخلفات موجة الجفاف التي مست البلاد طيلة 2020.
وبدأ منتجو الحمضيات في إحصاء خسائرهم جراء موجة الجفاف التي مرت بها البلاد. وإلى ذلك، قال الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين محمد عليوي، إن “الأمطار التي تساقطت منذ مطلع ديسمبر والمنتظر تواصلها إلى غاية منتصف جانفي القادم، ستنقذ محاصيل الفواكه”، مضيفا أن “الثلوج المتساقطة سترفع من نسبة المياه الجوفية في منطقة الهضاب العليا المتميزة بمحاصيل القمح ومنطقة المتيجة المشهورة بإنتاج الحمضيات ما سيرفع من مستوى السقي ويرفع الإنتاج نوعا وكما”.
القسم المحلي