تشكو الوكالات السياحية التي حصرت نشاطها في السياحة الداخلية من الإجراءات البيروقراطية المسلطة ضدها، خاصة بعاصمة البلاد والتي حالت دون تمكنها من استقطاب الأجانب للترويج للإمكانيات السياحية المتوفرة وجلب العملة الصعبة.
تستعد الوكالات السياحية النشطة محليا بالعاصمة لتحرير شكوى ترفع على مستوى مديرية السياحة والوزارة الوصية، للتعبير عن مجمل الصعوبات التي تصادفها وعجلت بإحالة العشرات منها على الإفلاس، في حين تعيش 300 أخرى مرحلة الخطر، معتبرة أن تلك النشطة بالعاصمة والتي لم تحظ برخصة تنظيم موسم الحج والعمرة مهددة بالزوال بالنظر إلى هجران العاصميين للوجهات المحلية مقابل الاقبال على الوجهات الأخرى من تونس، تركيا، مصر والمغرب وغيرها، ما يرهن نشاط الوكالات المحلية التي راهنت على الأجانب والجالية المقيمة بالخارج لإنعاش نشاطها، لتصطدم بغياب تام لاستراتيجية تقضي بتسهيل التسوية الوثائقية للراغبين في الاستمتاع بالجمال الجزائري، كما وقع لوفد إيطالي متكون من 10 سياح تعذّر عليهم التنقل إلى الجزائر نهاية شهر ماي بعدما أعربوا عن رغبتهم في زيارة القصبة وشوارع العاصمة لينتقلوا إلى الدول المجاورة، فكان أن استغرقت الإجراءات أكثر من 10 أيام بين مديرية السياحة للعاصمة ووزارة الخارجية وبين السفارات، دفعت بالمعني إلى إلغاء الزيارة جملة وتفصيلا، الأمر الذي أثار حفيظة الوكالة التي كانت ستتكفل بالوفد معتبرة أن المشكل عام ويعاني منه كل القطاع، وتقرر في هذا الإطار الاجتماع بداية جويلية بفندق الأوراسي للوقوف على مثل هذه المشاكل التي تهدد كل الوكالات حتى تلك التي تجاوزت خط الخطر بتنظيمها للسياحة الدينية من حج وعمرة أو تلك التي اكتسبت خبرة في الخوض في السياحة الخارجية، والنظر في النقص الفادح في الهياكل الفندقية والنظافة البيئية خاصة بعاصمة البلاد التي ستكون على الأغلب بوابة السياح الذين سيعمدون إلى اتباع مخطط الانتقال من عاصمة البلاد نحو وجهاتهم المختلفة أكثر من اتباعهم للرحلات المباشرة.