كنوز في مهب الريح وطي النسيان تتقادفها السنين يمينا وشمالا دون ترميم أوحتى التفاتة رسمية تحافظ على كيانها من عوامل الزمن وتخريب الانسان .
هكذا هو حال آثــــــار تندوف من قصور وبيوت وأحياء عمرانية قديمة عمرت لأكثر من ستة قرون لكن عوامل الزمن التي أتت عليها وبدأت تأخذ من جماليتها و رونقها المعماري الأصيل الذي يرجعك وانت تتجول داخل قصبة أهل العبد أوما يسمى بالدويرة عند ساكنة حي الرماضين لأيام الزمن الجميل التي أبدع فيها الأجداد ، أما قصبة أهل بلعمش فتلك قصة تحفة معمارية على تلة حي موساني العتيق تأخذ الأبصار بجمال تصميمها وموقعها الآخذ والتي أسسها العلامة والقاضي الشيخ محمد المخطار بن بلعمش.
أن تجد قصورا بهذه الجمالية في مدن الشمال فذاك شيء عادي لكن أن تجدها في صحاري بعيدة كل البعد عن الحضر فذاك الغريب و هنا ترجع بنا عجلة التاريخ لتروي لنا تاريخ منطقة وساكنة رحلوا من بلاد شنقيط وغيرها من الأصقاع واستوطنوا تندوف مدينة الآبار التي تجد فيها الجمال راحتها دون الكثير من الأماكن ، استوطنوا وشيدوا قصور وبيوت ضيافة وقصاب وأحياء وشعاب بين الشوارع ومساجد و زوايا تبهرك بمجرد زيارتك لتندوف من المرة الأولى لها .
اليوم من يعرف هذه الآثار قديما ويأتي ويرى حالها الآن وما فعله الزمن بها من جهة و يد الانسان من جهة اخرى يتأسف ويضرب الأخماس على الأسداس ويتحصر على ثروة سياحية ضائعة ومعمارية وتاريخية .
هذا الأمر لم يسكت عليه السكان الذين طالبوا السلطات المحلية منذ سنوات بترميم هذه الآثار على اعتبار ان عمرها الافتراضي انتهى وأصبحت تستلزم اعادة الاعتبار لها وهنا شكل ملف خاص من مكتب دراسات مختص في الترميم بالعاصمة ليتم التوجه به الى وزارة الثقافة التي صنفته هي الأخرى من التراث المادي للجزائر وهذا الأمر منذ سنوات وكل سنة ينتظر اهل تندوف الترميم بفارغ الصبر لكن لا حياة لمن تنادي وتبقى الأسباب التي يبرر بها التسويف غير مفهومة الى حد الساعة ، رسالة حملني اياها أصحاب هذه الآثار بقولهم: “الآثار تندثر وتئن أنقذوها .
عبدالله المخطار