تتوفر أولاد جلال التي ارتقت إلى مصاف ولاية قائمة بذاتها بقرار من رئيس الجمهورية طبقا للقانون المتعلق بالتنظيم الإقليمي للبلد الذي شمل 10 مقاطعات إدارية بالجنوب، على فرص حقيقية تؤهلها لإقلاع تنموي بأبعاده المتعددة.
فهذه الولاية الواقعة بالجنوب الشرقي للوطن قد أصبح في متناولها حاليا إمكانية بلوغ أهداف التنمية المنشودة انطلاقا من حزمة المفاتيح التنموية المتنوعة التي تزخر بها ربوع هذه المنطقة الواعدة، وفقا لمقاربة رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد عزيز.
وحسب ذات المنتخب، فإن ولاية أولاد جلال التي تتربع على مساحة أكثر من 11 ألف كلم مربع ببلدياتها الـ 6 هي الشعيبة والدوسن وسيدي خالد والبسباس ورأس الميعاد، بالإضافة إلى عاصمة الولاية بما تتوفر عليه من قدرات في قطاعات الفلاحة والصناعة والسياحة والموارد البشرية فضلا عن رصيدها الثقافي، ستكون “قطبا للتنمية المستدامة بمنطقة الزيبان الغربية”.
ومن المرتقب أن يساعد هذا التصنيف الجديد لأولاد جلال في جعل المواطن قريبا من مختلف المصالح الإدارية خاصة نقطة القرار المحلي، إلى جانب مساهمة ذلك بصورة إيجابية في تعزيز اللامركزية بطريقة متوازنة وتأسيس مجالس منتخبة، حيث يكون لمكونات المجتمع المحلي فضاء لطرح ومعالجة الانشغالات اللصيقة بالحياة اليومية للسكان، وفق ما ذكره ذات المنتخب.
مساحة فلاحية تفوق 800 ألف هكتار
وعلى ضوء المعطيات المونوغرافية لهذه الولاية الناشئة، فإن هذه الأخيرة تتوفر على فسيفساء متكاملة من الثروات يطبعها في القطاع الفلاحي على سبيل المثال وجود ثروة نخيل تقدر بأكثر من نصف مليون نخلة عبر بلدياتها ومساحات شاسعة من الأراضي المستغلة في الفلاحة تفوق مساحتها 800 ألف هكتار، تتصدرها الزراعة المحمية داخل البيوت البلاستيكية بمجموع يقارب 50 ألف وحدة إلى جانب زراعة الحبوب والأشجار المثمرة.
كما يتميز قطاع الفلاحة الاستراتيجي بتربية المواشي على نطاق واسع على رأسها الأغنام ذات السمعة العالمية من سلالة “أولاد جلال” التي أخذت تسميتها نسبة إلى المنطقة، إذ يقدر بها تعداد الثروة الحيوانية بنحو 1 مليون رأس من المواشي بما في ذلك قرابة 3 آلاف رأس من البقر و 1000 رأس من الإبل.
وفي قطاع الصناعة، فإن المنطقة مؤهلة بأن تشهد توسعا ملموسا في النسيج الصناعي خاصة في مجال مواد البناء بحكم وجود مقالع الجبس والرمل زيادة على الصناعة الغذائية التي تكون قاعدتها من الخضروات المبكرة وثروة النخيل ومشتقاتها.
كما أن أولاد جلال تستحوذ على روافد سياحية بمختلف أنماطها الواحاتية والريفية والدينية تعكسها بساتين النخيل المنتشرة على ضفاف وادي جدي ومسجد خالد بن سنان والزاوية المختارية وضريح حيزية إحدى جميلات الجزائر في القرن الـ 19 الميلادي دون إغفال الرصيد الثقافي الذي يترجمه وجود هياكل ثقافية عبر البلديات وعشرات الجمعيات الناشطة في الميدان.
وزيادة على ذلك، فإن الإقلاع التنموي المرتقب بأولاد جلال يستوجب كذلك الاستفادة من خدمات الخزان البشري يتجاوز 200 ألف نسمة بنسبة تقارب 70 بالمائة من عنصر الشباب وكذا مزايا الموقع الجغرافي في جذب مبادرات الاستثمار وترقية الحركية التجارية كونها ولاية محورية للعبور بين شمال وجنوب البلد ومحاذية لولايات عريقة على غرار الجلفة وباتنة والمسيلة.
ويرى مواطنون، حسب تصريحات أدلوا بها لـ “وأج” على هامش مراسم تنصيب الوالي الجديد لهذه الولاية الفتية، أن هذا القرار يعد حدثا يدعو للابتهاج والتفاؤل وهو كفيل بضمان التكفل الأمثل بمتطلباتهم وتعزيز مشاركتهم في تسيير شؤونهم المحلية.
ومن بين هؤلاء، عبد الباسط، أحد قاطني عاصمة الولاية الجديدة الذي يتطلع إلى أن تتبلور هذه الترقية من مفهومها الإداري نحو خانة التنمية المستدامة في الحقل الاقتصادي وتجسيد تطلعات المرفق العمومي الجواري بما في ذلك مرافقة المواطن في ممارسة حياته اليومية.
القسم المحلي