بحلول الـ 22 فيفري من هذه السنة 2021، تكون قد مرت سنتان على الحراك السلمي المبارك، وقد أقر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن يصبح الـ 22 فيفري من كل سنة يوما وطنيا للأخوة والتلاحم، ودعا الجزائريين عبر مختلف ولايات الوطن للاحتفال بهذا اليوم العظيم الذي يمثل حبهم لوطنهم وتمسكهم به والسعي للحفاظ على استقراره.
وعن ترسيم الـ 22 فيفري كيوم وطني للأخوة والتلاحم، تحدث بعض المثقفين والفنانين لـ “الموعد اليومي”.
الكاتب بن يوسف لخضر:
الحراك أحدث قفزةً نوعيةً في الوعي وثقافة التغيير مكسب تاريخي وتقدير حقيقي للقيم السامية التي أساسها التلاحم الوطني

بعد أن انتصر الشعب على الخوف ونفسية الركون، وأطلق السّكون واتجه صوب الحِراك الاجتماعي والسياسي في 22 فيفري من السنة قبل الفارطة، مما أحدث قفزةً نوعيةً في الوعي وثقافة التغيير لم نلاحظها لدى كثير من الشعوب التي ثارت على سُلطها، فلم نسجل طيلة جمعات الحراك حدثا واحدا مأساويا، ولم تسل قطرة دم واحدة، ليسجل الشعب الجزائري انتصارا على النعرات الإثنية والجهوية، إذ كان هذا التلاحم الوطني الذي تم التعبير عنه من خلال التمسك بالراية الوطنية كراية سياسية واحدة ووحيدة. هذه الهبة الشعبية السلمية امتازت بالتنظيم المحكم على مستوى 48 ولاية. وبعد وصول السيد عبد المجيد تبون لسدّة قصر المرادية، أصدر مرسوما رئاسيا يرسم الذكرى الأولى يوم 22 فبراير، لانطلاق الحراك الشعبي يوما وطنيا للتلاحم والأخوة بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية. المرسوم يخلد الهبة التاريخية للشعب، ويحتفل به عبر جميع التراب الوطني من خلال تظاهرات وأنشطة تعزز أواصر الأخوةواللحمة الوطنية وترسخ روح التضامن بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية.
هذا اليوم يعدّ مصدر فخر للجزائريين بين شعوب القارات الخمس، فهو يمثل الانتماء للوطن كما يجسد حاجتنا إلى الترابط والودّ والحبّ والأخلاق الكريمة؛ هو مكسب لنا لنقف على أرض صلبة، تحقّق الأمجاد للوطن الذي نعيش فيه.. الانتماء للوطن للأُسرة والأهل، وأنّه لا تعارض بين هذه الانتماءات، فكلّ منها يكمّل الآخر ويعضده، فإذا انتمى الفرد لأُسرته وأهله، فلابدّ أن ينتمي لوطنه. وينعكس الوجه الإيجابي لهذا الانتماء من خلال الترابط والتواصل، والتعاون والتزاور، والتحاب والودّ بين أبناء الوطن الواحد، وأنّ قوّة الوطن في ترابط المجتمع وتماسكه، وتمسكه بعقيدته، وأنّ ضعفه في تفككه وانتشار الخلافات والخصومات والأمراض الاجتماعية المختلفة، وأنّ الله تعالى أمرنا بالاعتصام والأُخوّة والتواصل.
الشاعر محمد الصالح بن يغلة:
أجمل ما في الحراك التفافه حول القيادة العسكرية

صراحة فاجأني هذا القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” فيما يخص ترسيم يوم 22 فيفري الموافق لانطلاق الحراك الشعبي، كيوم وطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه، وهذا خلاف لما كانت تنتهجه الدولة سابقا في تعاملاتها مع الاحتجاجات والمظاهرات، فقد كان الكثير منا يعتقد أن الحراك كان ضد الدولة ومؤسساتها، وأنه ثمرة نضال ضد الفساد الذي استشرى خاصة في دواليب الحكم، لكن إذا نظرنا بعين المفكر والمصلح والخبير، نجد أن الحراك كان في خدمة الدولة ومؤسساتها، بدليل أنه وضع حدا للعهدة الخامسة التي كان يتبجح بها البعض، وزج بكثير من المفسدين نحو السجون.
من هنا كان لزاما على الدولة أن تبارك الحراك، وتجعله نصب عينيها، وتحافظ عليه من الإحن التي باتت تهدده، ولعل أجمل ما في الحراك هو التفافه حول القيادة العسكرية يومها، والمتمثلة في الفريق “القايد صالح” رحمه الله، الذي استطاع بتواضعه، ولغته الشعبية البسيطة، وابتسامته المفعمة بالحب والإنسانية أن يواكب الحراك، ويحفظه من كل انزلاق، خاصة في ظل الكثير من الأصوات المغرضة التي كانت تسعى إلى الصدام والعنف .
الدكتور بريك الله حبيب:
” 22 فيفري” أصبح من الأيام العظيمة للجزائر

الحراك المبارك هكذا سماه السيد رئيس الجمهورية وأقره يوما للتلاحم والأخوة يجتمع فيه كل الجزائريين بجميع أعراقهم ومشاربهم للوقوف جنبا إلى جنب والاحتفاء بيوم استرجع فيه الشعب حريته وكرامته المسلوبة لأكثر من عقدين من الزمن، كانت فيه الحقوق مضيعة والكثير من الممارسات التعسفية التي ضاق بها صدر الشعب الجزائري الأبي الذي لا يقبل الذل ولا الإهانة، ولذلك جاء الحراك الشعبي المبارك الذي مزق أغلال الظلم وكسر قيود الطغيان، فاستحق أن ينال هذا اللقب الكبير .
هذا اليوم الذي أصبح من أيام الجزائر العظام وجب على المخلصين الحفاظ عليه واستلهام العبر والعظات منه وتصدير الصورة المشرفة للشعب الجزائري إلى ربوع العالم أجمع، ليتعلم الجميع من الحراك الشعبي المبارك مظاهر السلمية والسلام في استرجاع كرامة وحريات الشعوب.
إلى كل من تسول له نفسه سلفا أن يحاول قهر وذل شعب لم تقهره 132 سنة من الاستدمار، لن تستطيع أن تقف في طريق السيل الجارف.
الشاعرة مونية لخذاري:
الأخوة والتلاحم من ديننا

الأخوة والتلاحم هما من ديننا، الأخلاق التي بعث رسولنا الكريم ليتممها لنا، هي المعاملة التي لابد أن تكون في جينتنا الإسلامية، .
” 22 فيفري” أراده الجزائريون لإحداث التغيير بطريقة سلمية.
“22 فيفري” تبقى ذكرى في ذهن كل مواطن جزائري، الذي أراد أن يكون التغيير بطريقة سلمية، أراد أن تكون الجزائر بنفس جديد من خلال الإرادة الشعبية التي أعطت صورة للعالم على أن الجزائري يتمتع بروح السلام والمحبة والاخاء والتواصل بينهم، وتبقى هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا.
ويصبح هذا اليوم يوما تاريخيا ودرسا للأجيال القادمة في كيفية اعطائهم معنى في الديموقراطية والتي نستطيع بناءها بالحوار والتسامح والاخاء، وهذا ما قام به الشعب الجزائري من خلال الحراك الشعبي الذي كان صورة حقيقية عن الجزائري الذي يتمتع بغيرته على وطنه.
الكاتبة أسماء سنجاسني:
ارتفع صوت الجزائريين بحثا عن التغيير نحو الأفضل

لابد أن نشيد بالخطوة التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون للتقرب أكثر من الشعب الجزائري، بترسيمه 22 فيفري يوم انطلاق الحراك الشعبي السلمي يوما وطنيا للأخوة والتلاحم، لكن هذا الشعب لم تكن تنقصه فرحة أراد أن يخرج لاصطيادها في الشوارع، لم تكن تنقصه إنجازات ليختار الحراك سبيلا، ولم يكن يبحث عن احتفالات تاريخية تضاف إلى مساره المجيد، وإنما ارتفع صوت الشعب يوما في حراك شعبيّ سلميّ بحثا عن الحقيقة والحق والتغيير نحو الأفضل، خرج الشعب إلى الشارع بحثا عن هويّة مقتولة، عن كرامة مسلوبة، وعن حقٍ مغدورٍ به منذ سنوات طويلة، ربع هذا الشعب كفاءات تعاني التهميش، وربع آخر يقتات لقمة العيش بمجهود كبير وأجر قليل، ونصفه يبيت بلا عشاءٍ حول طاولات فارغة، والربع الآخر يحاول التركيز على اقتناص فرصٍ تمكنه من الهجرة بطريقة شرعية أو غير شرعية، لذا ،جب على الحكومة الجزائرية العمل بجدية على مشاريع تجسدها على أرض الواقع للشعب ومن أجله.
حاء/ع