عرفت سنة 2020 تراجعا كبيرا في نسبة الإقبال على التبرع بالدم، بسبب التخوف من العدوى وكذا لحالة القلق واللا استقرار التي يعيشها المواطن بسبب جائحة كورونا وتبعاتها.
ومن أجل حث المواطنين على التبرع بهذه المادة الحيوية، أطلقت تنسيقية متطوعي الجزائر، حملة واسعة للتبرع بالدم على مستوى البريد المركزي، بالجزائر العاصمة، لاسيما في ظل هذه الأزمة الصحية العالمية التي خلفها فيروس “كوفيد 19″، وتزداد خلالها الحاجة إلى الدم بنسبة أكبر، نظرا لاكتظاظ المستشفيات، جراء عمليات جراحية عاجلة، أو لحالات طبية حرجة أخرى، حسب تأكيد القائمين على المبادرة.
في هذا الصدد، أعلن محمد قيتوم، عضو بالتنسيقية ورئيس جمعية “الدار البيضاء المتحدة”، أن الحملة أطلقت بالتنسيق مع مركز حقن الدم بمستشفى_ مصطفى باشا_ الجامعي، لتشجيع عملية التبرع وإزالة الخوف المرتبط بانتقال العدوى بسبب الوباء المنتشر.
محاولات لإحياء النشاط بالتبرع بالدم
وجاءت المبادرة، حسب منظميها، لسد النقص المسجل خلال الأشهر الماضية، بسبب الحجر الصحي التام، وبالنظر إلى العجز الكبير في المدة الأخيرة فيما يخص التبرع بالدم، الذي تفاقم خلال أزمة_ كورونا_، نظرا لتخوف المتبرعين وعزوف البعض منهم عن التنقل إلى مراكز حقن الدم، مؤكدا أن_ هذا ما لابد من إعادة إحيائه كنشاط مهم_، مضيفا بقوله:_ لابد أن تساهم الجمعيات الناشطة في إعادة بعثه من جديد، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الراغبين في التبرع، نظرا للحاجة الملحة لهذه المادة الحيوية، خصوصا الذين يتواجدون في وضعيات صعبة”.
سلوك إنساني ينقذ الأرواح
أشار أصحاب المبادرة، إلى أن التبرع بالدم يبقى سلوكا إنسانيا قبل كل شيء، وعلى كل شخص وضع الحالات الاستعجالية في الحسبان، لاسيما خلال هذه الأزمة الصحية، على اعتبار أن الكل معرض للوقوع في نفس الحالة، _وهذا ما يجعل الشعور بالغير نفسه التفكير في مصير ذاتنا_، حسب ما أوضح المتحدث.
لذا، وجّه المشاركون، الذين استغلوا موقع ساحة البريد المركزي كمكان استراتيجي لاستقبال الراغبين في التطوع، نداء إلى كافة المواطنين والمتبرعين، للتقدم نحو النقطتين المخصصتين على مستوى العاصمة، من أجل تقديم مساعدتهم في سبيل إنقاذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون في المستشفيات، وفق تدابير وقائية محكمة، لتفادي انتقال العدوى بين الأشخاص والطاقم الطبي.
فدرالية المتبرعين تناشد سكان عنابة للتبرع بقوة
يواجه مرضى فقر الدم الوراثي والعديد من الأشخاص الذين يتوافدون يوميا على مختلف مستشفيات ولاية عنابة خطرا حقيقيا يهدد حياتهم، وذلك بسبب عدم توفر ما يكفي من أكياس الدم نتيجة تراجع عدد المتبرعين الذين أصبحوا يعزفون عن التوجه لمراكز التبرع لخوفهم من الإصابة بفيروس كورونا، وهو الأمر الذي دفع الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم لتوجيه نداء إلى سكان ولاية عنابة وخصوصا أولئك الذين تعودوا التبرع بالدم من أجل عدم نسيان المرضى الذي يعانون ويعاني ذويهم معهم من أجل الحصول على كيس دم بسبب الإقبال الضعيف على مراكز التبرع بالدم، حيث دعت الفدرالية كل من يستطيع التبرع بدمه التقرب لدى مركز حقن الدم بالمركز الاستشفائي الجامعي أو المراكز المتنقلة التابعة له، أو مركز التبرع بمستشفى البوني أو مستشفى الحجار أو ابن سيناء، كما أن هناك فئة أخرى من المرضى تعاني من نقص أكياس الدم ويتعلق الأمر بمرضى فقر الدم الوراثي الذين يستغيثون مثل استغاثة المصابين بفيروس كورونا أو أكثر، باعتبار أن حياتهم تعتمد على دماء المتبرعين، حيث يخضع كل مريض منهم لحصة نقل دم كل 20 يوما وبالنظر إلى الوضع الحالي الذي تمر به البلاد من حد لحركة المواطنين في مختلف المدن تفاديا لانتشار وباء كورونا، فإن الجهات الطبية المختصة اقترب مخزونها من الدماء من النفاذ وهو ما سيضع حياة العشرات من المصابين بهذا المرض الوراثي بولاية عنابة والمئات من المصابين به على مستوى الوطن في خطر باعتبار أن المشكل ليس مطروحا على المستوى المحلي فقط، لذا فإن كل شخص يتمتع بصحة جيدة يمكن التوجه بعد اتخاذه الإجراءات الوقائية اللازمة إلى مركز التبرع بالدم لإنقاذ المرضى الذي هم الآن في مفترق طرق، في الوقت الذي نادت فيه بعض الأصوات إلى تكثيف عملية تنقل الشاحنة المخصصة للتبرع بالدم إلى الأحياء من أجل تسهيل الأمر على الراغبين بالتبرع.
لمياء. ب