أضحت حواف الطرقات بعين طاية، بالعاصمة، تضج بالباعة الفوضويين الذين أقبلوا عليها بسبب الأرباح التي يحققونها بعيدا عن أعين الرقابة، التي لم تمنعهم من هذا التصرف غير القانوني، الذي تترتب عليه كثير من المشاكل على رأسها الازدحام المروري الذي أضحى لا يطاق والتلوث الذي يخلفه الباعة وراءهم بسبب النفايات الملقاة عشوائيا، دون الحديث عن تجاهل ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة الصحية من وباء كورونا ولا سيما بعد تراجع درجة الاحتياطات المتخذة، إذ أن القليلين فقط من لا يزالون يلتزمون بمسافة الأمان وارتداء الكمامة عند التعاملات بين البائع والزبون.
فرض الباعة الفوضويون منطقهم بغزو حواف الطرقات وذلك بتشجيع من زبائنهم المقبلين عليهم والمتسببين في ازدحام مروري متواصل على مدار اليوم، لا سيما منهم أصحاب الشاحنات الذين يحتلون مساحات لا بأس بها ويضيقون على أولئك المستعجلين للالتحاق بوجهاتهم المختلفة، الأمر الذي جعل هؤلاء الأخيرين يطالبون السلطات بضرورة التدخل وفرض القانون، خاصة وأنهم يتعرضون إلى جملة من المضايقات بسبب هذا الازدحام الذي أضحى واقعا مفروضا عليهم في أعقاب تقلص عدد الأسواق المنتشرة في المنطقة وملء الفراغ من قبل باعة فوضويين استغلوا الوضع وانتشروا لممارسة نشاطهم الذي غذاه زبائنهم الذين لا يجدون أي حرج في التوقف بغية اقتناء ما يحتاجونه، دون أي اعتبار لتبعات ذلك، ما انعكس سلبا على أولئك المقيدين بالوقت في تنقلاتهم حيث يضطرون لقضاء الساعات في طريق مزدحم على مدار اليوم ما يعطل مصالحهم. كما انتقد هؤلاء طريقة تسويق هؤلاء لمنتوجاتهم والتي لا تخضع لأي اجراء من شأنه الحد من انتشار وباء كورونا، داعين السلطات إلى التدخل الفوري وتسوية الاشكال.
وحسب هؤلاء فإن الاجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية لردع هؤلاء بالتنسيق مع مصالح الأمن، ومنها وضع حواجز اسمنتية لمنع توقف اصحاب المركبات، كلها باءت بالفشل، باعتبار أن الظاهرة لا تزال قائمة وتعرف توسعا في بعض النقاط، بل وأكثر من ذلك فإن التجار وفور مغادرتهم للمكان يقدمون على إلقاء نفاياتهم ومخلفات الخضر والفواكه على جانبي الطريق، مهددين بذلك المحيط البيئي.
إسراء أ.