عرف قرار تخفيف إجراءات الحجر الصحي وتعديل ساعات حظر التجوال وكذا فتح المنتزهات ترحيبا كبيرا من المواطنين الذين طال انتظارهم له، في حين قوبل بتحفظ الأطباء الذين يخشون إهمال المواطنين لتدابير الوقاية الصحية، خاصة وأن هذا القرار جاء في الأيام الأخيرة للعطلة الشتوية المنتهية، ما جعل العائلات تسابق الزمن لتعويض ما فاتها.
بمجرد إعلان فتح فضاءات التسلية وأماكن التنزه، توافدت العائلات الجزائرية على هذه الأماكن دون أدنى احترام لإجراءات الوقاية الصحية وتدابير السلامة، حتى يعتقد من يشاهد تلك الأمواج البشرية أن الجزائر وصلت لمرحلة الصفر حالة وتم القضاء على فيروس كورونا الذي ما زال يحصد ضحاياه.
إقبال يشبه الاجتياح
بمجرد إصدار قرار إعادة فتح المنتزهات وحدائق التسلية، خلال الأيام الأخيرة من العطلة الشتوية المنتهية، اجتاحت العائلات الجزائرية هذه الأماكن وسط تسيب كبير ومخيف في الإجراءات الصحية التي عهدها الجزائريون على مدى أشهر طويلة، وهذا ما ينذر حسب المختصين بعودة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا الذي شهد استقرارا في حدود 240 إصابة على مدى أزيد من 45 يوما، استبشر فيها الجزائريون خيرا باقتراب الفرج، خاصة مع بداية التلقيح، في حدث تاريخي سيشكل فاصلا في نهاية الأزمة الصحية التي قلبت حياة المواطنين رأسا على عقب.
دعوة إلى أخذ الحيطة والحذر
شددت الدكتورة زهرة بودين طبيبة عامة، على ضرورة التعامل بحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع إجراءات تخفيف الحجر وتقليص فترة حظر التجوال التي أقرتها الحكومة مؤخرا، في إطار محاولة العودة إلى الحياة الطبيعية، مؤكدة على أن يكون ذلك وفق شروط الوقاية وتدابير المحافظة على السلامة الفردية وسلامة المحيطين بنا.
وأكدت المتحدثة على دور المواطن الكبير في الحد من العدوى، وهو ما سيكون حسب ما سيظهره من مدى التزام المواطنين باحترامهم تدابير الوقاية، بعدما تم تخفيف إجراءات الحجر وحظر التجوال، مشيرة إلى أن هذا القرار لا يعني زوال الفيروس، وإنما، فقط، انخفاض نسبي في عدد الحالات المسجلة. وبالرغم من ذلك لايزال هناك ضغط على مستوى المصالح الطبية والاستعجالية.
وأكدت الطبيبة على ضرورة احترام التدابير الوقائية مثلما كانت عليه منذ اليوم الأول؛ من خلال ارتداء الكمامة، والتعقيم، ولا سيما التباعد الاجتماعي، ففي ظل إعادة فتح المنتزهات وفضاءات التسلية التي تستقطب عددا كبيرا من المواطنين في الأيام المشمسة خصوصا خلال عطل نهاية الأسبوع، لوحظ عدم احترام تلك التدابير، وهو مؤشر يهدد ببلوغ الفيروس مستويات عالية.
وإلى حد الساعة تقول المتحدثة: “إن بلوغ الجزائر هذه المرحلة في احتوائها النسبي للوباء، مكسب حقيقي، لا بد من المحافظة عليه؛ حتى لا تذهب تلك الجهود المبذولة خلال سنة كاملة، سدى؛ فاليوم يمكن تنفس الصعداء، لكن فقط مع احترام التدابير التي تحمينا ومحيطنا من الإصابة بالعدوى”.
ل. ب