بعد تأثير موجة الشرقي على جميع أغاني الشباب…. هل يشهد الراي مرحلة تحول أكثر جمالا وعاطفية؟

elmaouid

تحمل موسيقى الراي الشبانية، تأثيرا بعدد من الألوان الأجنبية، ولعل الموسيقى الشرقية تبدو الأكثر تأثيرا على الراي، بل إن اللمسة الشرقية في الأغاني الرايوية صارت موضة يتهافت إليها كل شاب وشابة في أداء أغانيهم الجديدة.

 ويجد المتتبع لكثير من الأغاني الصادرة، مؤخرا، عنصرا شرقيا سواء من حيث اللحن والإيقاع والتوزيع الموسيقي أو من حيث الكلمات، حيث يعمد بعض مغنيي الراي إلى اقتباس ألفاظ شرقية من مقاطع أغاني مصرية أو لبنانية.. أو عبارات من يوميات المشارقة المستقاة من المسلسلات والموسيقى المشرقية. وقد انتقلت عدوى هذه الظاهرة إلى أكثر من مغني جزائري وحتى الأسماء الكبرى الرائجة في سماء الفن الجزائري، على غرار الشاب خالد، الشاب بلال، كادير الجابوني، هواري الدوفان، الشاب حسام، بلال الصغير، الشاب أمين 31.. وغيرهم كثير.

في أغنية الشاب حسام “مالغري تفارقنا” التي يؤول منها إلى لحن جديد وإيقاع مغاير بكلمات أخرى قائلا “شو غيرك ما تكلمني.. أنا باحبك”. الشاب بلال هو الآخر انضم إلى الحركة التشريقية في أغنيته الأخيرة “بليز” لكن عن طريق الإيقاع واللحن المتراوحين بين الشرقي والخليجي، مع لمسة “القيتار إلكتريك” التي تذكرنا بنوتاتها الحزينة في أغنية “باتونس بيك” للراحلة وردة. نفس الشيئ بالنسبة لهواري الدوفان في عدد من أغانيه الأخيرة على غرار أغنيته “كان علابالي”، “يا ملاك”.

يذكر أن هواري الدوفان يملك تجربة سابقة مع الشرقي، فقد اتخذ من العديد من الأغاني الشرقية لحنا لأغانيه كأغنيته “ماعرفتشي هاك” التي أخذ لحنها من أغنية “أنا لجاي أقولك” للمطربة المصرية شيرين عبد الوهاب. وأعاد بلال الصغير أداء أغنية “حرام” الخليجية، وأصدر أمين 31 بداية السنة أغنية “وحشتك حبيبي”، والشابة دليلة بأغنية “يا قلبي حرام عليك” التي أدهشت محبي الراي بموسيقاها الملفوفة بالشرقي والهندي.. وغيرهم من المغنين، معلنين -حسب ما يبدو – عن راي جديد أكثر عاطفية من حيث الكلمات وأكثر جمالية من حيث اللحن.

ورغم تعلق الكثير من مطربي الراي الحاليين بالموسيقى الشرقية والطرب العربي خاصة المتكونين موسيقيا منهم – ويظهر هذا جليا في تحكمهم في المقامات العربية، إذ كثيرا ما يتم سماع صوت المغني في التسجيلات والحفلات وهو يشير للعازفين إلى المقام المميز لأدائه كالبياتي أو النهاوند.. إلا أن جذور الظاهرة تعود إلى أبعد من ذلك، حيث أن المغنين القدماء لهذا الفن تأثروا بالموسيقى الشرقية والطرب العربي، فالراحل الشاب حسني أدى أغنية لأم كلثوم بأحد حواراته المسجلة، كما أدى بعض أغانيه على لحن شرقي كأغنيته الرائعة “يعطوني فيك مال الدنيا”، من لحن أغنية “مغرم يا ليل لراغب علامة”، فالظاهرة أقدم مما يتصوره الكثير.

وتطرح ذات الظاهرة العديد من التساؤلات المهمة، كسؤال العلاقة بين المغني والمتلقي، من يؤثر في من؟ هل هذا التغيير ناتج عن المغني لسبب أو آخر أم أنه خيار الجمهور الذي يريد تغييرا بعد أن أصابته حالة ملل من روتين الراي المتشابه في ألحانه وكلماته ومواضيعه؟ والأهم من ذلك، هل يشهد الراي مرحلة تحول وخروج عن المألوف؟