بعد انهيار أجزاء من الشرفات من إحدى العمارات.. عائلات بحسين داي تعيش على أعصابها

elmaouid

تعيش العديد من العائلات التي تقطن بالعمارات الواقعة ببلدية حسين داي، حالة من الذعر والخوف بسبب تساقط أجزاء معتبرة من شرفات عمارة خلال الأيام الأخيرة، على غرار التصدعات الكبيرة التي لحقت بالجدران

والأسقف، ما جعلها من البنايات المهددة بالانهيار في أية لحظة، وهو الأمر الذي أدى بتلك العائلات إلى المطالبة بالتدخل العاجل للسلطات الولائية من أجل برمجتهم ضمن عملية الترحيل المقبلة.

وما زاد من مخاوف سكان العمارة، سقوطها على رؤوسهم خاصة أن هذه الأخيرة، تتميز بتشقق جدرانها إلى درجة بليغة وتعد من أقدم العمارات بالعاصمة، بحسب ما أكده هؤلاء. وأشار السكان إلى أن التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها العاصمة، مؤخرا، عرّضت العمارة لأضرار بليغة وتسرب المياه إلى كامل الغرف، مشيرين إلى أن هذا الوضع لا تعرفه عمارتهم فقط، بل بات يشكل هاجس العشرات من المواطنين القاطنين بالعمارات الواقعة بحي طرابلس وغيرها من الشوارع الكبرى المعروفة بضمها لعمارات قديمة تعود للعهد الاستعماري، ما يستوجب، حسبهم، تحرك السلطات المعنية لتفادي ما لا يحمد عقباه، خاصة أن المسؤولين يكتفون بترميم وتهيئة العمارة بالرغم من تآكل كل السلالم وحدوث شرخ وتشققات كبيرة بالجدران والأسقف.

وبالعودة إلى تلك العائلات، قالت إنها تعيش داخل بنايات قديمة في ظروف جد مزرية نظرا للحالة التي آلت إليها هذه الأخيرة نتيجة قدمها وتآكل جميع أجزائها، بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن شقوق تتناثر منها الأتربة كلما تعرضت هذه الأخيرة إلى سقوط الأمطار أو مرور المركبات، مضيفين بأن العمارة باتت غير قابلة  للصمود أكثر أمام الظواهر الطبيعية، قائلين “إنهم مجبرون على الإقامة تحت أسقفها أمام أزمة السكن التي تعرفها العاصمة وكذا غياب البديل عن تلك الشقق التي آوتهم منذ عهد الاستعمار”، حيث حولت هذه الوضعية المزرية حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من الموت ردما تحت سقف العمارة، خاصة بعد تسجيل سقوط شرفة على أحد المارة من ولاية أخرى جاء إلى بلدية حسين داي، وهو ما أدى بهم إلى الخروج للاحتجاج في الطريق، تعبيرا عن رفضهم لاستمرار هذا الوضع لسنوات، مطالبين بضرورة التدخل الفوري للسلطات المعنية وتجسيد وعودها لانتشالهم من موت أكيد يتربص بهم في أي وقت، بترحيلهم إلى سكنات لائقة، قبل حلول فصل الشتاء الذي تزداد معه مخاوف السكان من الموت تحت الأنقاض.

تجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن برمجت مصالح بلدية حسين داي بالعاصمة، أشغال ترميم بناياتها القديمة التابعة لها، التي أغلبها شيد في الحقبة الاستعمارية، بميزانية 5 ملايير سنتيم، قصد تحسين الوجه الحضري للمنطقة، أين مست العملية 10 بنايات تتواجد معظمها بالشوارع الكبرى والتابعة لها، في وقت تبقى البنايات الأخرى على عاتق الولاية المسؤولة عن مشروع الترميمات التي انطلق منذ أربعة أعوام.