بعد الشروع في تهديم بناياتهم… قاطنو المساكن الهشة في عين البنيان يستعجلون الترحيل

elmaouid

أعرب قاطنو المساكن الهشة بعين البنيان عن شدة مخاوفهم من امتداد عمليات الهدم التي باشرتها مصالح ولاية العاصمة إليهم بعد سنوات الانتظار التي احتملوها ومنعتهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي،

باعتبارهم يعيشون في مساكن أشبه بالأكواخ بعدما أكل عليها الدهر وشرب لزمن فاق 40 سنة، محرومين من حق التصرف فيها بتوسيعها أو هدمها لبناء أخرى ترقى إلى مستوى تطلعاتهم، في مقابل عدم استفادتهم من عمليات الترحيل، ما جعلهم يلحون في إيجاد حل لهم ينقذهم من الوضع الكارثي وغير المستقر الذي يتواجدون عليه، خاصة وأن مساكنهم أضحت غير قابلة للاستغلال البشري سواء من حيث هشاشتها وإمكانية تهاويها أو لضيق حجراتها مع التزايد السكاني لمدة تجاوزت الأربعة عقود.

تواصل العائلات القاطنة بالبيوت الهشة بعين البنيان مساعيها الرامية إلى ايجاد صيغة تخلصهم من رعب الإيواء إلى مساكن مهددة بالانهيار في أي لحظة بعيدا عن حل الهدم الفجائي الذي باشرت به مصالح ولاية العاصمة ومس قرابة 30 عائلة من مجموع أكثر من ألف، مقترحين ترحيلهم إلى مساكن لائقة أو تمكينهم من عقود ملكية تتيح لهم امكانية استغلال العقار الذي يشغلونه في تشييد بنايات تتماشى وتطلعاتهم، والأهم من ذلك تنقذ حياتهم المهددة مع كل كارثة تقع أو مع مجرد تزايد كمية الأمطار أو غزارة تهاطلها.

وسرد السكان قصتهم مع هذه البنايات التي استفادوا منها باستفادتهم من القطع الأرضية التي يشغلونها منذ سبعينيات القرن الماضي وقاموا ببناء مساكنهم عليها بشكل فوضوي ودون حيازة عقود ملكية قانونية من قبل السلطات، ويقول المعنيون إنه رغم ربط منازلهم بشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء، إلا أن مشكل انعدام وثائق قانونية تثبت حيازتهم للعقارات التي يشغلونها لا زال يؤرقهم ويمنعهم من إعادة تشييد أو تسوية بناياتهم بصفة جيدة ينهون بها معاناة العيش داخل سكنات ضيقة وهشة ولا توفر الراحة لقاطنيها، كما أكد هؤلاء أن وضعيتهم تستدعي التدخل الجدي والعاجل من السلطات بسبب العدد الهائل للعائلات المتضررة من هذا الوضع.

وحسب السكان، فقد حاولوا التصرف في هذه البنايات بعدما تأكدوا من استمرار السلطات في تجاهل مطالبهم، إلا أنهم تراجعوا خشية متابعات قانونية يمكن أن تمتد إلى درجة هدم البنايات الحديدة التي ستصنف في خانة الفوضوي دون أن يسعهم تفكيرهم لتوقع عمليات الهدم لهذه المساكن الهشة دون اعتبار لوضعية أصحابها الذين اتخذوا منذ الأسبوع الماضي الشارع ملجأ لهم رغم الأحوال الجوية الصعبة وبداية انخفاض درجة الحرارة، مجددين مناشدتهم المسؤولين الوقوف الجدي على معاناتهم التي طال أمدها والفصل في الموضوع نهائيا حتى ولو استدعى الأمر شراء العقار الذي يشغلونه.