أدرجَت “منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة” (يونيسكو) في ديسمبر الماضي، الراي كغناء شعبي جزائري في قائمة “التراث العالمي غير المادّي للإنسانية”، ليرتفع عدد عناصر التراث الثقافي الجزائري المدرجَة ضمن القائمة إلى عشرة.
ويبدو أنَّ الجزائر ترغب في تصنيف أنواعٍ موسيقيّة أُخرى ضمن قائمة المنظَّمة الدولية؛ إذ كشف مدير “المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ” سليمان حاشي عن إعداد أحد عشر ملفّاً جديداً لتصنيف عدد من الطبوع الموسيقية الجزائرية كتراث عالمي من طرف “يونيسكو”.
وقال حاشي، على هامش أشغال يوم دراسي حول “الأمازيغية في ظلّ مقوّمات الأُمّة والأمن الهوياتي والسلامة الترابية والوحدة الوطنية”، نظّمته “المحافظة السامية للأمازيغية” في مدينة تلمسان، غربَي البلد، إنّ الأمر يتعلّق بموسيقى “السرَاوِي” في منطقة سطيف وضواحيها، و”الأشوّيق” الخاصّ بالنساء في منطقة القبائل، و”الأيّاي” في منطقتَي الأغواط وبسكرة، إضافةً إلى “الشعبي العاصمي” و”المالوف” و”الحوزي” و”الحوفي” وغيرها.
وأضاف المتحدّث أنَّ لجاناً تضمّ باحثين تعمل، حالياً، على دراسة تاريخ هذه الطبوع الموسيقية، لإعداد ملفّات سيجري إيداعها بالتدريج لدى “يونيسكو”، مُشيراً إلى أنّ ملفّاً خاصّاً باللباس التقليدي النسوي الخاصّ بمنطقة شرق الجزائر، والذي يضمّ “الملحفة” و”القندورة”، سيودَع في مارس المقبل.
وإلى جانب موسيقى الراي، تضمّ قائمة “يونيسكو” للتراث الإنساني اللامادي تسعة عناصر جزائرية: “أهليل قورارة”، وهي نمط شعري وغنائي معروفٌ في منطقة قورارة، جنوب غرب الجزائر، و”الشدّة”، وهي فستان الزفاف في مدينة تلمسان، غربي البلاد، و”ركب أولاد سيدي الشيخ”، وهو تظاهرة فولكلورية سنوية تُقام في منطقة البيّض، و”السبيبة”، وهي احتفالٌ تقليدي سنوي يُقام في مدينة جانت الجنوبية، و”السبوع”، وهو احتفالٌ بالمولد النبوي في منطقة تِميمون، جنوب البلد أيضاً، إضافةً إلى نظام ريٍّ تقليدي في مناطق توات وتيديكلت بالصحراء الجزائرية.
إلى جانب ثلاثة عناصر مدرجة في القائمة كتراث مشترَك بين الجزائر وبلدان عربية وإفريقية أُخرى: “الخطّ العربي”، و”إمزاد”، وهي آلة موسيقية تقليدية خاصّة بنساء قبائل طوارق الأهقار في الجنوب، وطبق “الكسكسي”، وهي أكلةٌ شعبية منتشرة في بلدان المغرب العربي يُقدِّر باحثون أنّ تاريخها يعود إلى قرابة ألف عام.
ب/ص