بعد الإخفاق الإفريقي… منتخب السيدات ضحية غياب استراتيجية النهوض بكرة القدم النسوية

elmaouid

خيّب المنتخب الوطني سيدات لكرة القدم الآمال بعدما فشل في العبور إلى مونديال فرنسا 2019، عقب تلقيه 3 هزائم متتالية في كأس إفريقيا بغانا 2018، في ظل عوامل تؤكد كلها غياب استراتيجية للنهوض بكرة

القدم النسوية من طرف القائمين على شؤون الرياضة رقم واحد في بلدنا ليس من حيث الإنجازات القارية والدولية بل من حيث الاهتمام الجماهيري.

 

وخسرت سيدات الجزائر أمام منتخبات غانا (0-1)، والكاميرون (0-3)، ومالي (2-3)، ليقبعن في المركز الأخير بلا نقاط، مع استقبال شباكهن 7 أهداف، والاكتفاء بتسجيل هدفين من اللاعبتين ليديا بلقاسمي وإيمان مروش.

وتلقى المنتخب الوطني العديد من الدروس، التي من الممكن أن تفيده في رحلة البحث عن حلم التأهل لكأس العالم للسيدات المقبلة 2023، بداية بالمستوى المتواضع للمنافسات المحلية الذي ساهم في ظهور منتخب متذبذب في المستوى الفني، لا سيما في الشوط الثاني بالمباريات الثلاث التي شهدت تلقي شباكه 5 أهداف.

وبسبب ضعف المستوى الفني للبطولة المحلية، اضطرت المدربة راضية فرتول، للاعتماد في خط الوسط على لاعبات يحترفن في الخارج، وهن ليديا بلقاسمي، لينا خليف، إيمان شبل، اللاتي يفتقدن للتأقلم مع لاعبات الدوري المحلي.

معطى آخر يتعلق بالطاقم الفني، فبعد ختام مشوار المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للسيدات 2018، قرر المدرب عز الدين شيح، ترك المنتخب النسائي دون سابق إنذار، ليتم تعيين المدربة راضية فرتول قبل البطولة بأشهر.

وبعد ختام البطولة الإفريقية، سيتعين على الفاف، عدم تكرار تلك الهفوة بتغيير المدرب بعد نهاية أي بطولة، ليكون الاستقرار على المدربة فرتول الخيار المناسب للمرحلة المقبلة.

المعطى الثالث هو اعتماد المدربة فرتول في المباريات الثلاث على خطة 4-3-3، التي كبلت لاعبات خط الوسط (بلقاسمي، خليف وشبل) بالمهمات الدفاعية، وعدم القدرة على مساندة ثلاثي الهجوم (مريم بنلعزر، إيمان مروش وإيناس بوطالب) الذي بقي معزولا.

وتعتبر خطة (4-2-3-1) مناسبة لقدرات لاعباتنا، حيث تتكفل اللاعبتان (بلقاسمي وخليف) بمهمة المساندة الدفاعية، مقابل إطلاق الحرية لثلاثي الوسط (بنلعزر، شبل وبوطالب) في مساندة المهاجمة الوحيدة إيمان مروش.

كما افتقدت اللاعبات لأهم أسلوبين يساعدهن على تجاوز لاعبات الخصم، وتحديدا معركة خط الوسط، والأول، هوالتحرك بلا كرة، والذي يساعد اللاعبات على فتح المساحات الخالية في مركزي الوسط والهجوم.

الأسلوب الثاني هو التمريرات بلمسة واحدة، والتي تساعد في إرباك الخصوم بعنصر المفاجأة، إلا أن غياب ذلك الأسلوبين ساهم في قدرة لاعبات منتخبات غانا والكاميرون ومالي على قراءة أفكار وتحركات وتمريرات لاعبات الجزائر وحصارهن من منتصف الملعب.

كما أنه ومنذ اليوم الأول لانطلاق البطولة الإفريقية، اشتكت المدربة فرتول من غياب أهم لاعباتها، بسبب الإصابة، وهي المهاجمة نعيمة بوهني، حيث تعرضت للكسر في الكاحل قبل انطلاق البطولة بـ3 أسابيع. وغياب اللاعبة البديلة المناسبة للمصابة بوهني، شكلّ أكبر عائق للمنتخب الوطني برحلته الإفريقية، التي انتهت بتسجيله هدفين فقط، ليكون تطوير اللاعبات البديلات التحدي الأكبر للكرة النسائية الجزائرية في الفترة المقبلة.