بعد الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس.. هل انتهى حلم الاتحاد المغاربي؟

بعد الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس.. هل انتهى حلم الاتحاد المغاربي؟

 

زادت حدة التوتر في المنطقة المغاربية على وقع التوتر الدبلوماسي الذي اندلع بين المغرب وتونس إثر استقبال الرئيس قيس سعيّد، لرئيس  الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي، على هامش قمة “تيكاد 8” المقامة في هذا البلد المغاربي وهي أزمة يراها مراقبون مسمارا آخر في نعش الاتحاد المغاربي، وفق ما داء على “صمود”، الثلاثاء.

وأثار الاستقبال غضب المغرب الذي أصدر بيانا أعلن فيها عدم المشاركة في النسخة الثامنة من منتدى التعاون الياباني الأفريقي (تيكاد)” واستدعى سفيره في تونس للتشاور. وردت تونس على تلك الخطوة ببيان تعلن فيه استدعاء سفيرها بالرباط للتشاور.

وتعليقا على هذه التطورات قال المحلل السياسي الموريتاني القاضي عبد الله، إن هذا “مظهر من المظاهر الكثيرة لفشل منظومة اتحاد المغرب العربي”، معتبرا أن هذا الاتحاد “لا يمكن أن نقول إنه ولد ميتا، ولكنه توقف في نموه عند مرحلة الميلاد”.

وأرجع عبد الله، هذا الفشل إلى عدم نجاح “المنظومات العربية الإقليمية الساعية لتوحيد العرب التي من بينها المغرب العربي واتحاد الدول الخليجية” ومثالا على ذلك أشار إلى “الأزمة الخليجية الأخيرة والصراع الذي تشهده المنطقة المغاربية حاليا”.

وأردف المتحدث نفسه في تصريحات لـ”أصوات مغاربية” أن هذا الواقع “يعتبر تجليا لفشل السياسات الفرنسية في المنطقة التي حاولت جاهدة بعد استقلال هذه الدول أن تقف أمام أية جهود للاتحاد”، معتبرا أن “السياسات الفرنسية نجحت في تفكيك المنطقة إلى تحالفين من خلال حرب الرمال بين المغرب والجزائر وحرب الصحراء التي اندلعت عام ١٩٧٥”.

وقال في ختام حديثه إن “تلك الحروب شكلت محورين كبيرين في المنطقة هما محور المغرب والتحالفات من خارج المنطقة والمحور الآخر المتشكل من الجزائر وتونس وموريتانيا”، معتبرا أن ليبيا “ظلت تدعم البوليساريو أحيانا وفي أحيان أخرى تحاول الوحدة مع المغرب وهو ما لم يكتب له النجاح”.

وحول دور ليبيا في المنطقة،قال المحلل السياسي الليبي الحسن شابة إنه في ظل المشاكل الكبيرة التي تواجهها المنطقة المغاربية “لا يمكن حاليا التعويل على ليبيا ورأيها” بسبب “أزماتها الداخلية” معتبرا أنه “في حال وجوده سيكون آراء متباينة تمثل الأطراف المتصارعة” في البلد المغاربي.

وأضاف شابة في اتصال مع “أصوات مغاربية” أن “هذا الاستقطاب بين الدول الشقيقة في المنطقة قضى على نسبة 60 في المئة من الآمال بتحقيق تقدم في مسألة الاتحاد”.

وأكد أنه في ظل الظروف الحالية “لا يمكن لليبيا أن تلعب دورا في القضية رغم الأدوار التاريخية التي لعبتها” في السابق.

ويشار إلى أن الحلم المغاربي تبلور مؤسساتيا بإعلان قيام اتحاد المغرب العربي في فبراير 1989 بمدينة مراكش المغربية، من قبل المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وذلك بعد اجتماعات لقادة البلدان بمدينة زرالده في الجزائر يونيو 1988، وصدر بيان زرالده، الذي أوضح رغبة القادة في إقامة الاتحاد المغاربي وتكوين لجنة تضبط وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي.

وكان الاتحاد يهدف إلى “توثيق أواصر الأخوة التي تربط الأعضاء وشعوبهم بعضهم ببعض وتحقيق تقدم ورفاهية مجتمعاتهم والدفاع عن حقوقها وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين”.