تعرف عشرات المؤسسات التربوية بالعاصمة عمليات ترميم وإعادة تأهيل إلى جانب تشييد مجمعات أخرى جديدة، تحسبا للدخول الاجتماعي المرتقب أن يكون استثنائيا هذا الموسم، بداية من شهر أكتوبر في حال تم الإقرار بالعودة للدراسة بعدما تعطل النشاط التربوي وجل النشاطات الأخرى بفعل وباء كورونا. وقد استفادت المجالس البلدية من الامتياز الذي حظي به قطاع التربية الذي اُستثني من إجراءات تسوية الميزانية نظرا للمشاكل الكثيرة التي يعاني منها وجعلت التلاميذ على مدار الموسم الدراسي عرضة للبرد والجوع ومشاكل أخرى كغياب النقل، حيث أُشير بأصابع الاتهام في ذلك إلى الأميار الذين سيستمرون في تسيير الابتدائيات تطبيقا للقانون الجديد الخاص بالبلديات الذي أوكل إليهم المهمة مجددا .
تسلط الأضواء هذه الأيام على أداء المجالس المحلية إزاء مساعي التحضير للموسم الدراسي المقبل في حال استئناف الدراسة بشكل طبيعي، ويخضع الأميار للمراقبة و المعاينة من السلطات الولائية وكذا الوزارة الوصية للتأكد من توفر كل الضروريات سيما بعد الاتهامات الكثيرة التي طالتهم
والتي حمّلتهم مسؤولية التقهقر الذي لحق بالمدرسة والتلميذ، نتيجة التقاعس في تأمين متطلباته من وجبات ساخنة ودفء ونظافة ونقل وغيرها، الأمر الذي جعلهم يسارعون إلى معاينة المرافق التربوية الخاصة بإقليمهم بشكل دوري، لاسيما التي تتعلق بالمؤسسات في الطور الابتدائي، مشددين على المؤسسات المقاولاتية ضرورة الإسراع في الأشغال مع التقيد بالإجراءات الوقائية من أجل أن تكون جاهزة للاستلام واستقبال التلاميذ مع الدخول المدرسي المقبل، لاسيما على مستوى الأحياء السكنية الجديدة.
بلديات على قدم وساق لبعث الحياة في الهياكل التربوية المهملة
تلقى رؤساء المجالس البلدية بالعاصمة تعليمات صارمة من والي الولاية لتسليم المشاريع الخاصة بقطاع التربية قبل الدخول الاجتماعي تحسبا للعودة المدرسية، فكانت التحضيرات تجري على قدم وساق، وقد جندت بلديات العاصمة مصالحها خلال هذه العطلة ومنها بلديات استغلت شغور مدارسها من التلاميذ الملتزمين بالحجر الصحي لتهيئة المؤسسات التربوية بالإضافة إلى إنجاز أخرى من أجل التحضير لموسم دراسي يسمح للتلاميذ بتحصيل علمي جيد في ظل توفير الشروط الإدارية والبيداغوجية، سيما في هذا الوقت بالذات الذي اتسم بانتشار وباء كورونا وتأثيره على الكثيرين ممن أصيبت عائلاتهم به وغادروا هذه الحياة، ما يستدعي جهودا كبيرة لتوفير بيئة ملائمة داخل الأقسام وفي البهو و الفناء و داخل دورات المياه تقوم أساسا على النظافة والإطعام الجيد والدافئ مع توفير كل ما من شأنه حمايتهم من الوباء على غرار وسائل نقل تحترم شروط السلامة الصحية.
بئر توتة وأولاد شبل بمجمعين تربويين لتغطية العجز
تدعمت بلدية بئر توتة بمجمع مدرسي جديد به ستة أقسام، يوجد في طور الإنجاز، سيتم استلامه مع بداية الدخول المدرسي المقبل، كما استفادت بلدية أولاد شبل من مشروع المجمع المدرسي المكوّن من ستة أقسام بمركز دربان أولاد شبل، سيتم استلامه أيضا خلال الدخول المدرسي 2020-2021، بعد إتمام تهيئة ثماني ابتدائيات وإنجاز مطعمين بكل من مدرسة بحي النخيل وبن عتو ببابا علي والتي تدعمت هي الأخرى بـ 6 أقسام إضافية. هذا موازاة مع عمليات التطهير التي مست جميع مدارس بلديات المقاطعة الإدارية لبئر توتة مع تعقيم وتنظيف محيطها الداخلي والخارجي، في إطار التحضير لهذا الدخول وحمايتها ومرتاديها من أخطار فيروس كورونا كوفيد 19 المستجد الذي ما يزال منتشرا لحد الساعة.
المقاولون ملزمون بتسريع وتيرة الإنجاز بدار البيضاء
صعدت المقاطعة الإدارية للدار البيضاء لهجتها الموجهة للمقاولين الملزمين بتسليم المشاريع التربوية في وقتها المحدد، تحسبا لأي قرار يسمح بعودة التلاميذ إلى مدارسهم هذا الموسم كما هو معتاد، حيث باشروا أشغال تهيئة وإعادة الإعتبار لمدرسة “عبد الحميد بن باديس” التي عرفت تقدما كبيرا في الأشغال وستكون جاهزة للدخول المدرسي المقبل، شأنها في ذلك شأن مدرسة “عطوشي” بالمدينة الجديدة، التي حظيت بإنجاز قسمين ومطعم مدرسي وتهيئة الساحة والمرحاض وإنجاز سكن إلزامي، وهي الأشغال التي شارفت على الانتهاء، حيث ستسلم خلال الأيام المقبلة.
تعزيز ورشات الإنجاز بالعمال لاستدراك التأخر بالشراقة
تدعمت ورشات الإنجاز بالمقاطعة الإدارية بالشراقة بالوسائل المادية وكذا العمال لاستدراك التأخر واستكمال الأشغال، خلال الآجال التعاقدية التي ستكون قبل تاريخ 15 أوت 2020 لتمكين مصالح مديرية التربية من تجهيز المؤسسات، وهذا موازاة مع إتمام أشغال عدة مشاريع تربوية بأولاد فايت على غرار 03 مجمعات مدرسية بـ 12 قسما و هي (01) مجمع مدرسي بحي 2400 مسكن نسبة الأشغال 100% ،(02) مجمعين مدرسيين بحي سمروني نسبة أشغال الأول بـ 80 % والثاني 100%، وهي مجمعات خاصة بالطور الابتدائي، أما بالطور المتوسط فنجد متوسطة واحدة بحي سمروني نسبة الأشغال بها 95 %، في حين سيتم استكمال ثانويتين قريبا بعدما بلغت نسبة الانجاز بهما 80 % ومعهما ثانوية بحي 2400 مسكن نسبة الأشغال بها بلغت 75 %.
وفي سياق التعجيل بتسليم المشاريع التربوية بالمقاطعة، فقد تمت المصادقة على مشروع مطعم مدرسي مركزي بمدرسة “مصطفى بن بولعيد” في بلدية عين البنيان، سيوفر وجبات ساخنة لـ600 تلميذ من مدارس “طارق بن زياد”، “مصطفى بن بولعيد” و”الميناء الصغير”، ليحذو حذو مدرسة “معمر الزواقي” التي ستدعم بمشروع مطعم مدرسي وجدار إحاطة، حيث يرتقب أن يستفيد عدد معتبر من التلاميذ من الإطعام المدرسي ببلدية عين البنيان، بعد استلام المشاريع التي ستنطلق قريبا، وهو ما يشكل ارتياحا بالنسبة للأولياء الذين اشتكوا غياب هذه المرافق الهامة، التي توفر وجبات ساخنة وصحية للتلاميذ.
الرويبة و رهان فك الضغط والاكتظاظ عن مدارسها
تواجه المقاطعة الإدارية منذ سنوات مشكل الاكتظاظ داخل المدارس، الأمر الذي جعلها تولي أهمية كبيرة لتعزيز المدارس بأخرى جديدة كفيلة بتخفيف الضغط إلى حين القضاء عليه تماما وبشكل تدريجي للانصراف إلى توفير أهم الضروريات بها، حيث ستتسلم بلديتا الرويبة والرغاية في الدخول المدرسي المقبل 2020- 2021، عشرة هياكل تربوية، يجري إنجازها بعدة أحياء لوضعها تحت تصرف التلاميذ، وتخفيف مشكل الاكتظاظ الذي يؤرق السلطات والأولياء معا، خاصة بالأحياء الجديدة التي تبقى في أمسّ الحاجة إلى الهياكل التربوية التي تستقبل تلاميذ المراحل الثلاث، إذ ستستفيد بلدية الرويبة من 4 مجمعات مدرسية ومتوسطة وثانوية بحي 1540 مسكنا بالصواشات. أما بلدية الرغاية فستتسلم هي الأخرى، ثلاثة مجمعات مدرسية ومتوسطة تضاف إلى تلك التي سُلمت السنة الدراسية الماضية، وأغلبها بحي الكروش “عدل” بالرغاية الذي استقبل آلاف العائلات.
بئر خادم السباقة إلى تأهيل مدارسها
لم تنتظر بلدية بئر خادم حلول الصيف للوقوف على حال مدارسها، إذ استغلت شغورها من التلاميذ في أعقاب انتشار وباء كورونا لإعادة تأهيلها، حيث مكنت 15 ابتدائية من عمليات التأهيل بتخصيص غلاف مالي قدر بـ 8 ملايير سنتيم على غرار مدارس ميهوبي محمد، عمريش أحمد، الإخوة بالة، الإخوة مرباح وعلوان مقران وأشغال تهيئة ابتدائية محمد خير الدين.
أما بلدية السحاولة فقد حرصت على صيانة 16 مؤسسة تعليمية بتخصيص ميزانية تصل إلى 19 مليار تشمل أشغالها التهيئة الداخلية والخارجية، لضمان جو ملائم وظروف حسنة للمتمدرسين خلال موسمهم الدراسي، من خلال ترميم التصدعات التي تتميز بها جدرانها وكذا تحسين مظهرها بإعادة طلائها، بالإضافة الى تزويد كل المجمعات المدرسية بمصابيح “لاد” كبديل عن مصابيح الكهرباء، كما ستحظى الساحات بالصيانة وفقا للشروط التي تتطلبها على غرار تحسين وضعية الأرضية، فيما ستتم تهيئة الأقسام وإعادة طلائها، ناهيك عن توفير مختلف التجهيزات المدرسية العصرية، وتزويد كل أقسام المدارس بالمدافئ أو إعادة صيانتها في حالة تعطلها، وكذا إعادة صيانة دورات المياه والمراحيض.
أما برج الكيفان فقد حصدت ما قيمته 24 مليار لإنجاز مجمعين مدرسيين لتخفيف الضغط عن المدارس وكذا تحسين ظروف التمدرس للتلاميذ، حيث سيتم إنجاز مجمع مدرسي بحي درقانة بغلاف مالي يقدر بـ 12 مليار ونفس الميزانية خصصت لحي قايدي، فيما خصصت 3 ملايير لإنجاز مطعم مدرسي.
السويدانية بابتدائيتين جديدتين
وللتخفيف عن المدارس الموجودة، ستتدعّم بلدية السويدانية بمدرستين ابتدائيتين على مستوى حيي 500 و360 مسكن ترقوي عمومي ستستلم قبل الدخول المدرسي القادم. كما تعرف بلدية زرالدة إنجاز عدة مشاريع تربوية ومطاعم مدرسية ومرافق ترفيهية خاصة في الأحياء السكنية الجديدة، كما تسارع بلدية بوزريعة لتسليم ثانوية “زيدان المخفي” بالغابة الصغيرة التي ينتظر منها أن تخفف الضغط عن الثانويات المجاورة، كما التزم المقاولون بتسليم مجمعين مدرسيين، ويتعلق الأمر بالمجمع المدرسي “زواد نور الدين” وسط بلدية بوزريعة، والمجمع المدرسي “عمر لاغا” بحي بسكال.
أما بمقاطعة حسين داي، فقد زار الوالي المنتدب مدارسها للوقوف على مدى جاهزيتها، وكذا مدى تقدم بعض المشاريع المبرمجة عبر بعض المدارس التي تتم تهيئتها لاحتضان الدخول المدرسي المقبل في أحسن الظروف.
قطاع التربية معفي من تسوية الميزانية والأميار يستدركون الأمر
استفادت بلديات العاصمة من المراسلة الصادرة عن المديرية العامة للميزانية تحمل رقم 3157 الموجهة إلى المدير العام للمالية والهياكل والدعم لدى وزارة التربية وإلى المدراء الجهويين للميزانية على غرار مدير الجزائر العاصمة لاستثناء قطاع التربية من إجراءات تسوية الميزانية، وهذا على خلفية المشاكل الكثيرة التي يعانيها القطاع والتي حولت الهياكل التربوية إلى بؤر مهددة لصحة التلاميذ بدل أن تكون ملاذه لاغتراف العلم وسط ظروف مريحة، حيث يتلقون أبجديات التعليم الأولى في حجرات هي أقرب إلى الثلاجات منها إلى أقسام تعليمية، محرومين من التدفئة ولا يحظون بوجبات غذائية ساخنة بعيدا عن شيئ اسمه نظافة سيما في دورات المياه، دون الحديث عن أخطار أخرى تتربص بحياتهم خاصة في حالات تساقط الأمطار كتهاوي الجدران و الأسقف على رؤوسهم وإذا نجوا من كل هذه السلبيات، فإنهم لن يسلموا من الاكتظاظ و تداعياته مع إجبارهم على نظام المداومة و التمدرس في شاليهات مولدة لكل أنواع السرطانات بعد أن يكونوا قد عانوا الأمرين للالتحاق بمدارسهم نتيجة حرمانهم من نقل مدرسي وأمور أخرى كثيرة تعاني منها كل الأسرة التربوية ودفعت بالتحصيل العلمي للتقهقر إلى مستويات دنيا وفرار الكثيرين من هذا الوضع بالعزوف الكلي عن الدراسة.
روبورتاج: إسراء. أ