بعد استبدال الشواطئ بالجبال والفضاءات الغابية.. أعوان الغابات بالعاصمة تحت الضغط ويواجهون الاعتداءات

بعد استبدال الشواطئ بالجبال والفضاءات الغابية.. أعوان الغابات بالعاصمة تحت الضغط ويواجهون الاعتداءات

 

يواجه أعوان الغابات بالعاصمة ضغطا كبيرا في السيطرة على المساحات الخضراء وحمايتها من الحرائق و الاعتداءات، خلال هذه الصائفة التي تعرف توافدا منقطع النظير من قبل الكثيرين ممن تعذر عليهم التواجد في الشواطئ بعد غلقها في وجه المصطافين، في إطار تدابير وإجراءات الحد من وباء كورونا، فلم يجدوا أمامهم من وسيلة ترفيه سوى التنقل إلى الغابات بحثا عن الأجواء المنعشة، ما ولّد مهاما إضافية لدى أعوان الغابات الذين أصبحوا يواجهون عمليات اعتداء من قبل بعض المنحرفين وغير الملتزمين بشروط حماية الغابات والثروة الغابية .

اقترح أعوان الغابات بالعاصمة إعادة تسليحهم كما كانوا في الماضي قبيل تجريدهم من السلاح خلال سنوات التسعينيات، وذلك لحماية أنفسهم من الاعتداءات التي أضحوا عرضة لها من قبل البعض ممن لا يجد حرجا في الإضرار بالمساحات الخضراء والثروة الحيوانية، متورطين بذلك في تلويث الغابة والاصطياد في الأماكن الممنوعة، حيث أشار الأعوان إلى أن الاقبال الذي تعرفه الغابات الواقعة بإقليم نشاطهم في أعقاب تراجع الالتحاق بالشواطئ التي أضحت ممنوعة بفعل انتشار وباء كورونا، جعلهم في مواجهة يومية مع الكثيرين وأن عددهم لم يعد يستوعب هذا الكم الهائل من الوافدين، داعين السلطات أيضا إلى إعادة النظر في قرار الاستغناء عن الأعوان الموسميين نظرا إلى الحاجة الماسة لخدماتهم والمكلفين أساسا بمكافحة الحرائق وهذا حتى يتسنى للأعوان حماية الغابات من كل مظاهر الإضرار بها وضمان بقائها متنفسا آمنا للعائلات التي لم تعد تتحمل البقاء في مساكنها أكثر وأن الغابات بحكم شساعتها تمكّن العائلات من الالتزام بإجراءات السلامة الصحية ومعها الترويح عن نفسها وعن الأطفال الذين أضحوا يحلمون بمجرد الخروج من منازلهم .

يذكر أن مصالح ولاية الجزائر قد وفرت 3 فرق تدخل على مستوى غابات “بوشاوي” و”باينام” و”بن عكنون” مزودة بالمعدات والوسائل اللازمة للتدخل الأولي والسريع قبل وصول النجدة من مصالح الحماية المدنية في حال انتشار الحريق، وهذا ضمن مخطط عملياتي يضم قطاعات عديدة منها الحماية المدنية والصحة والأشغال العمومية والأمن والدرك الوطني ومؤسسة سيال وغيرها، وقد تم تسخير 3 شاحنات ذات صهاريج بسعة تتراوح ما بين 6000 و 11.00ج لتر للإطفاء، علاوة على تخصيص 24 نقاطا للتزود بالمياه بكل المساحات الغابية الكبرى بالولاية على غرار مقطع خيرة وبوشاوي وبن عكنون، حيث يعول بفضل المخطط الحالي، تقليص مساحة الغابات المتلفة من خلال تجنيد 54 عونا للتدخل السريع والأولي وفرق الحماية المدنية إضافة إلى تنصيب 5 أبراج للمراقبة موزعة عبر غابات “19 جوان” و “باينام” و”بن عكنون”، “المرأة المتوحشة” و”مقطع خيرة”.

ويشمل المخطط أيضا أشغالا وقائية حراجية وتنقية مساحة تزيد عن 130 هكتارا من الغابات ورفع النفايات وكل مسببات الحرائق، إضافة إلى تهيئة المسالك الغابية لتسهيل عمليات التدخل في حال نشوب بؤر حريق عبر المقاطعات الغابية الثلاثة بالعاصمة (بوشاوي، بئر خادم وباينام)، حيث تم تعميم الأجهزة اللاسلكية لتسهيل عمليات الاتصال والتنسيق الميداني عبر المقاطعات الغابية الثلاثة بالعاصمة لتنفيذ تدخل فعال في الوقت المناسب ومنع توسع بؤر الحرائق.

للإشارة، فإن ولاية الجزائر تتوفر على ثروة غابية تفوق مساحتها 5000 هكتار موزعة عبر 113 موقعا غابيا، عدد هام منها موجود عبر النسيج العمراني ويشمل مساحات تتراوح بين 1 إلى 8 هكتارات، فيما تتفاوت مساحة الغابات الكبرى بالعاصمة بين 300 و600 هكتار على غرار غابات “مقطع خيرة” و”بوشاوي” و “بوزريعة” و”بن عكنون” و”باينام”.

إسراء. أ