عقد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، السبت، اجتماعا للتصويت على خريطة الطريق المتفق عليها مع مجلس النواب.
يأتي ذلك بعد يومين من اختيار مجلس النواب فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة في خطوة تنذر بأزمة في ظل تمسك عبد الحميد الدبيبة باستمرار حكومته استنادا إلى مخرجات الحوار السياسي، في حين خرجت مظاهرة وسط العاصمة طرابلس للمطالبة بإسقاط مجلس النواب.
وشهدت ساحة الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس مظاهرة الجمعة للمطالبة بإسقاط مجلس النواب.
وأعرب المتظاهرون عن رفضهم لتمديد المرحلة الانتقالية، وتعطيلِ إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مشددين على ضرورة تنظيمها في أقرب الآجال.
وحمّل المتظاهرون، في لافتات رفعوها، المجلسَ الأعلى للقضاء مسؤولية أي انهيار للعملية الانتخابية، بسبب ما وصفوه بالإصرار على إقفال المحكمة الدستورية.
وتأتي تلك المظاهرات بعد من تصويت مجلس النواب الليبي على إجراء تعديل دستوري يقضي بتضمين خارطة الطريق المتفق عليها بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، واختيار فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة.
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأطراف الليبية إلى المحافظة على استقرار بلدهم، جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، غداة إعلان مجلس نواب طبرق (شرق) اختيار باشاغا رئيسا للحكومة.
وذكّر غوتيريش، في البيان، كلَّ المؤسسات الليبية بالهدف الأساسي المتمثل في تنظيم انتخابات وطنية في أسرع وقت، لضمان احترام الإرادة السياسية لـ2.8 مليون مواطن مسجلين بالقوائم الانتخابية.
ودعا الأمين العام الأممي جميع الأطراف والمؤسسات إلى السهر على اتخاذ هذه القرارات الحيوية في شكل شفاف ومتوافق عليه.
من جانبه، شبّه رئيس الوزراء -في مقابلة مع تلفزيون “ليبيا الأحرار” – اختيار مجلس النواب حكومة جديدة بأنها محاولة أخرى لدخول طرابلس بالقوة.
وأضاف الدبيبة “كنتُ وما زلت رافضا لمحاولات جر الليبيين إلى حرب جديدة.. أهل طرابلس سيدافعون عن أنفسهم”.
ووعد رئيس الحكومة بوضع قانون انتخابات جديد لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وجاءت المقابلة، بعد محاولة اغتيال نجا منها الدبيبة دون أذى الخميس.
في المقابل، توقع باشاغا من حكومة الوحدة الوطنية -التي يترأسها الدبيبة- الالتزام بمبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
وقال “أشكر حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المهندس عبد الحميد الدبيبة الذي تحمّل مسؤولية في فترة صعبة، وهذه هي الديمقراطية التي تضمن وتكفل التداول السلمي للسلطة، وأنا على ثقة بأن حكومة الوحدة الوطنية ستكون ملتزمة بهذه المبادئ الديمقراطية”.
وقد علقت صحيفة نيويورك تايمز على عودة ليبيا إلى وضعها القديم بحكومتين بالقول: إن رفض رئيس الوزراء الحالي، عبد الحميد الدبيبة، قرار مجلس النواب في طبرق تعيينَ رئيس وزراء جديد يُثير مخاوف بعودة البلاد للانقسام القديم.