الجزائر- تعرض مئات الأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف إلى الإقصاء هذا الأسبوع من طرف الوظيف العمومي بعد غربلة ملفاتهم، وتم إبلاغ العديد منهم أنهم مقصيون من قائمة الناجحين بسبب عدم تطابق الدبلوم “الشهادة المتحصل عليها” مع التخصص.
وأوضح الناشط التربوي كمال نواري أنه ” بعد اجتياز الآلاف من خريجي الجامعات لمسابقتين إحداهما كتابية والاخرى شفهية في إطار مسابقة التوظيف الخاصة بـ10 آلاف منصب استاذ، وتمكنهم من النجاح وضمان منصب عمل في قطاع التربية، أقصى الوظيف العمومي ، المئات منهم رغم حصولهم على معدلات مرتفعة في مسابقة التوظيف لسنة 2017، وهذا بعد تدقيقه في الملفات الإدارية.
وقال المتحدث إنه” لم يكن العديد من هؤلاء على دراية أن شهادتهم الجامعية لا تنطبق مع التخصص المطلوب في التعليم، وبما أن الوظيف العمومي من مهامه أن يدقق في ملفات الأساتذة الناجحين قبل وبعد المسابقة، فإن أسماء المئات قد سقطت”.
واستفهم كمال نواري قائلا ” هل المترشح الذي اودع ملفه في مديرية التربية لم يكن يعلم بأن شهادته غير مطابقة وتم استلام ملفه على أساس أن ملفه كامل مستوف لكل الشروط؟ ومن يتحمل المسؤولية هل مديرية التربية التي كان من المفروض أن ترفض ملف المترشح وفقا للمنشور الوزاري الذي يحدد المؤهلات والشهادات والفروع والتخصصات المطلوبة، أم يتحمله الوظيف العمومي الذي قام بعمله وفق النصوص القانونية؟.
واعتبر “أنه من غير المعقول السماح لمترشح اجتياز مسابقة التوظيف في غير تخصصه، علما أنه -بحسب توضيحاته- تعرض إلى الإقصاء كل أستاذ لم تطابق شهادته الجامعية مع التخصص المطلوب في التوظيف وأولئك الذين لم يودعوا كافة الوثائق المطلوبة للملف الإداري، بعد التدقيق في ملفاتهم والوثائق المطلوب تسليمها لإتمام ملفاتهم الإدارية.
وأضاف”لقد أسقطت اسماء الذين لم يقدموا وثائق تثبت الوضعية القانونية تجاه الخدمة الوطنية بالنسبة للناجحين “الرجال”، تكون سارية المفعول يوم وضع الملف النهائي وإمضاء محضر التنصيب، على غرار الإعفاء أو الأداء أو الإرجاء أو التأجيل.”
وبحسب المصدر ذاته، فان ” من بين الذين رفضت ملفاتهم أيضا المترشحون الناجحون الذين يشغلون مناصب عمل في قطاعات أخرى أو طور تعليمي آخر أو مناصب عمل أخرى، ولم يقدموا وعدا بالاستقالة، حيث ألغت مصالح الوظيفة العمومية نجاحهم على أن يعوض كل المقصيين بآخرين من القوائم الاحتياطية.”
وياتي هذا فيما انطلقت السبت 19 أوت وإلى غاية 31 منه دورة تكوين للاساتذة الناجحين وهذا على مدار 12 يوما و هو إجباري على كافة الأساتذة الناجحين في المسابقة الاخيرة ويخص ايضا الذين سيتم استدعاؤهم من القائمة الاحتياطية مستقبلا.
وسيتمحور التكوين حول علوم التربية وكيفية إدارة قسم تربوي والتحكم في التلاميذ وشرح الدرس وسيتواصل على مدار السنة الدراسية.
وبحسب وزارة التربية فإن العملية انطلقت على الساعة 8 صباح السبت 19 أوت وأي أستاذ يتأخر عن الحضور في هذا التوقيت سيتم منعه من الدخول أو حضور التكوين مع إلزام الأساتذة بإحضار محفظة ومئزر ودفتر التكوين وذلك طيلة أيام هذا التكوين.