أعادت، مؤخرا، المصالح الولائية بعنابة نشاط الاستثمار العقلاني للعقار بعد نهبه خلال السنوات الأخيرة من طرف مافيا الأراضي، حيث تم رسم وبعث خريطة جديدة لبناء المشاريع السكنية بعنابة، بعد تجسيد مشروع مخطط شغل الأراضي خلال السنة الجارية والذي شمل أربع مناطق للتوسع الجديدة كانت قد خضعت لدراسة مخططات توجيهية، حيث شملت عدة تجمعات سكانية كبرى بالمنطقة، على غرار سيدي سالم وسيدي عيسى وبوقنطاس ووادي العنب. ولاحتواء وضعية العقارات بالولاية، عقد والي عنابة عدة مرات جلسة عمل مع مختلف شركاء قطاع التنمية بالولاية، من أجل تدارس وضعية الأكواخ القصديرية التي عششت كالفطر في مختلف أنحاء التجمعات السكنية الحضرية، خاصة بعد أن تحولت “البراكة” لممر حقيقي من أجل الحصول على سكن بولاية عنابة، وقد تم في الأخير استحداث مناطق للتوسع العمراني سيشمل أحياء جديدة تتوفر على كل المواصفات العمرانية، خاصة أن الولاية قد أدرجت مختلف التجهيزات والعناصر الضرورية التي يعتمد عليها في بناء مدينة جديدة.
وفي سياق متصل، فإن أهم المناطق العمرانية التي بدأت فيها الأشغال هي الزعفرانية، التي تشكو هي الأخرى من البناءات المهددة بالسقوط، بسبب هشاشتها، أما بلدية وادي العنب فإنها تحصلت على حصة الأسد بعد أن استفادت من مشروع المدينة الجديدة ذراع الريش، وذلك لامتلاكها مساحات هائلة من العقار، حيث وافقت المصالح الولائية على تحويلها إلى قطب عمراني، وذلك لتخفيف الضغط على البلديات الكبرى منها عنابة وسط والبوني والحجار، وذلك من خلال بناء عدد من المرافق الضرورية وربط السكنات الحضرية بالكهرباء والغاز وشبكة الصرف الصحي بالإضافة إلى اللواحق الأخرى.
من جهة أخرى، أولت المصالح الولائية اهتمامها لتعزيز برامج التنمية ببلدية وادي العنب باعتبارها من أكبر البلديات من حيث الكثافة السكانية، وقد تم ترحيل عدد كبير من العائلات القاطنة بالسكن الهش بعد انجاز عدة تجمعات سكنية جديدة بالولاية، إضافة إلى بعض الانجازات الأخرى التي تدخل في إطار تعزيز المرافق الصحية والجوارية.
وفي سياق متصل، أكدت المصالح الولائية بعنابة أن مخطط التوجيه الخاص بشغل الأراضي، والذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من عام، قد حقق قفزة نوعية في استرجاع نسبة كبيرة من الأراضي والعقارات التابعة للدولة والتي كانت بين أيدي الخواص، وأخرى تعرضت للاستنزاف من طرف المضاربين والبزناسية. وعليه تم خلال السنة الماضية تهديم 100 فيلا وسكنات بمنطقة عين جبارة لاسترجاع أراضيها التي بنيت عليها هذه العقارات السكنية بطرق مشبوهة.
ولاحتواء هذا الملف، أعطى والي عنابة تعليمة لتهديم المحلات والفيلات والسكنات، وقد حولت الأرضية التي تفوق مساحتها 12 ألف هكتار إلى تجمع سكني سينجز عليه نحو 4 آلاف مسكن، وسيتم ربطه بمختلف المرافق الضرورية، وهو المشروع السكني الذي يعول عليه الوالي لتحويله إلى مدينة ثانية بعد القطب الحضري ذراع الريش.
وفي سياق متصل، اقترح شركاء القطاع الاستثماري بعنابة، تحويل الأراضي التي تم استرجاعها في إطار مخطط التوجيه لشغل الأراضي سنة 2019، إلى انجاز مؤسسات صناعية توفر مناصب شغل إضافية للبطالين مع إقامة مشاريع استثمارية تراعي خصوصية الولاية، وتهدف من جهة أخرى إلى حماية العقار من النهب والتلاعبات، علما أنه تم إنجاح المخطط بأربع بلديات بعنابة، وهي البوني، الحجار، برحال وعنابة وسط مع المطالبة بعرض الجيوب الحضرية في إطار مخططات شغل الأراضي على القطاع الخاص لتحويلها إلى مناطق استثمارية، وتقترح على الفاعلين في مختلف القطاعات التنموية المعروفة بعنابة حول طبيعة المشاريع الاستثمارية التي ترغب في إقامتها وتتمثل على وجه الخصوص في انجاز نحو 130 مشروعا تنمويا ستنتهي به الأشغال.
وعلى صعيد آخر، ستتم متابعة المتقاعسين خاصة ببلديات البوني وعنابة وسط والحجار، مع اتخاذ الإجراءات الإدارية المناسبة خاصة منهم من يرفضون تسديد أجرة كراء المحلات التجارية والسكنية التي يشغلونها منها التابعة لأملاك البلدية.
أنفال. خ