مع استمرار ارتفاع الحالات، أصبح من الشائع بنحو متزايد أن نسمع عن حالات كورونا من حولنا. ومع ذلك، ما تزال هناك وصمة مرتبطة بالعدوى تجعل الناس يخشون العواقب. مجرد سماع كلمة “إيجابي لفيروس كورونا” يمكن أن يثير قلق الأهل والأصدقاء.
هذه الوصمة جعلت بعض الناس “يخفون” تشخيصهم الإيجابي وينكرون أنهم قد يكونون مرضى، ويستمرون في عيش حياتهم كما كانوا، ويعرضون الآخرين للمخاطر، بالمقابل أصبحت هناك ظاهرة مناقضة للأولى، حيث يقوم بعض المصابين بمشاركة تجاربهم وإعلان إصابتهم بالفيروس عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
منشور الإصابة وتعليقات الدعاء والنصح
بعد معاودة انتشار فيروس كورونا في الجزائر وتجاوز رقم الألف حالة يوميا، نشر الكثير من الجزائريين خبر إصابتهم بفيروس كورونا، حيث يكون الأمر إما إخطار زملاء صاحب الصفحة والتأسف عن الغياب بسبب مباشرة العلاج، أو من أجل طلب الدعاء في سبيل الشفاء العاجل، وهناك من حوّل القضية إلى مسلسل من التغريدات بالصور، يضع فيها صاحب الصفحة المتابعين أمام صورة معاناته مع الفيروس يوميا، ويقدم الوصفات الطبية والطبيعية التي يتعاطاها، مع استقبال سيل من التعليقات التضامنية، بين داعٍ وناصح.
ما بين قاصد للتوعية وطالب للدعاء
تراوحت أجوبة الأشخاص الذين نشروا خبر إصابتهم بفيروس كورونا بين من يعتبر ما يقوم به توعية للناس لتأكيد أن فيروس كورونا حقيقة، وهو وباء خطير يوصل بعض المرضى إلى العناية المركزة وحتى إلى الموت، وبين من يعتبر المرض من يوميات الأفراد، فكما يعلنون عن أفراحهم وأحزانهم على صفحاتهم للأصدقاء والأهل، يعلنون عن أمراضهم بهدف الإخبار وطلب النصيحة وخاصة الدعاء.
الأطباء بين رافض للفكرة ومتحفظ عنها
مال الدكتور عبد الكريم دعاس إلى السرية وعدم نشر خبر المرض، فحسب رأيه المريض عليه أن يعالج بدنيا ونفسيا، من خلال التركيز على العلاج، فالوباء يتطلب مناعة قوية، ولا يمكن للمناعة أن تكون في قمتها إلا بالمعنويات المرتفعة من خلال الابتعاد عن الجهد الإلكتروني، كما أن المريض في حاجة إلى طبيب يقدم له بروتوكول علاج يطبقه بحذافيره، وليس تلقي نصائح من عامة الناس قد تبعده عن العلاج الحقيقي، خاصة أن البعض في قضية وباء كورونا استغنوا نهائيا عن الأدوية الصيدلانية وركزوا فقط على الخلطات والأعشاب، في الوقت الذي ثبت وجود مضاعفات لدى مرضى كورونا لا يمكن تجاوزها إلا بتعاطي أدوية معروفة تمنع مثلا تخثر الدم، أو الاستعانة بأجهزة تنفس أيضا معروفة لضخّ الأوكسجين في رئة المريض، ولا يمكن لأي أعشاب أن تحقق ذلك، فيما اعتبرت نسيمة مسعود المختصة النفسانية الأمر مجرد بوح من مريض تعوّد على مقاسمة الناس تفاصيل يومياته، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو بصدد البحث عن أصدقاء جدد وربما الهروب من الخوف من المرض.
..وجهة نظر مغايرة
فيما يرى آخرون بأن بعض المعلنين عن المرض، وربما هم أصحاء أو غير مؤكد إصابتهم أصلا بالفيروس إنما يريدون الحصول على عطل مرضية والابتعاد عن العمل أو التهرب من أناس يدينون لهم بمبالغ مالية، أو استعطاف الناس لأسباب في أنفسهم، وفي كل الحالات، فإن التغريدات الوحيدة التي تتفوق على تغريدات إعلان المرض بفيروس كورونا في هذه الأيام وبالضبط منذ بداية شهر نوفمبر المنقضي، هي التغريدات التي تعلن عن وفاة شخص ما بفيروس كورونا.
لمياء. ب