أعلنت موسكو أنها اتفقت مع أنقرة على تطوير آلية التنسيق العسكري بين الجانبين في سوريا على خلفية مقتل 3 عسكريين أتراك خطأ بغارة روسية قرب مدينة الباب، فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقتل الجنود الأتراك سببه نقص التنسيق مع أنقرة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيس بوتين أعرب لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عن تعازيه بصدد هذا الحادث، الذي وقع بحسب قوله، “نتيجة عدم تنسيق الإحداثيات خلال توجيه القوات الجوية الفضائية الروسية ضربات إلى الإرهابيين في إطار العملية المشتركة الخاصة بتحرير مدينة الباب”.وأشار بيسكوف، نقلا عن تصريحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، التي أدلى بها خلال اجتماع بوتين مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، إلى أن روسيا وتركيا اتخذتا “قرارا حول القيام بعمل عاجل مشترك من أجل تطوير آلية تنسيق العمليات المشتركة الخاصة بمحاربة الإرهابيين في سوريا”.
وكشف الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي طيب أردوغان اتفقا على زيادة التنسيق العسكري ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا، كما اكد الكرملين إن بوتين وأردوغان اتفقا أيضاً على العمل بنشاط من أجل دعم محادثات السلام بشأن سوريا في أستانا وجنيف، وناقشا الاستعدادات لاجتماع بين البلدين في روسيا في مارس، من جهتها أعلنت تركيا عن تحقيق تقدم كبير في معركة السيطرة على مدينة الباب، وقالت إنها تخطط للتقدم نحو مدينة الرقة السورية، معقل تنظيم داعش، في المرحلة التالية من العملية. وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن مدينة الباب أصبحت الآن “محاصرة من جميع الجوانب” وإن الأحياء الواقعة على مشارفها أصبحت “تحت السيطرة”، ومدينة الباب محاصرة منذ الاثنين عندما قطعت قوات النظام السوري المتقدمة من الجنوب الطريق المؤدي إلى المدينة، من جانبه وصل رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) مايك بومبيو إلى تركيا في زيارة تأتي بعد أقل من 48 ساعة من اتصال هاتفي جرى بين الرئيسين التركي والأميركي اللذين اتفقا على التعاون في سوريا، كما تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع إعلان موسكو وأنقرة الاتفاق على تعزيز تعاونهما ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا، وأوضح مصدر في الرئاسة التركية أن بومبيو سيبحث مع القادة الأتراك خصوصا قضية القوات الكردية في سوريا المدعومة من قبل واشنطن مما يثير استياء أنقرة التي تعتبر هذه الوحدات مجموعات “إرهابية” مرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وسيناقش رئيس السي آي ايه مع محادثيه الأتراك أيضا وضع الداعية فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي وقعت في جويلية ضد إردوغان، وكانت الرئاسة الأميركية ذكرت أن ترامب تطرق خلال الاتصال مع إردوغان إلى “علاقة التقارب الطويلة بين الولايات المتحدة وتركيا والتزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب بكل أشكاله”، وأضافت أن ترامب “جدد الدعم الأميركي لتركيا بوصفها شريكا استراتيجيا وحليفا في حلف شمال الأطلسي وثمّن كل المساهمات في الحملة ضد تنظيم داعش الارهابي من جهته قال مصدر في الرئاسة التركية إن رئيسا الدولتين اتفقا أيضا على زيارة التي يؤديها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى تركيا.